رحيل شارل أزنافور غروب صوت فرنسا الساحر

ارتدت باريس وشاح الحزن لرحيل أسطورتها الفنية
غربت أسطورة الفن الفرنسي والأوروبي شارل أزنافور
ظل يغني ثمانية عقود من الزمن بدون توقف
شارل أزنافور الشهير بلقب فرانك سيناترا فرنسا
بعمر ال 93 كرم شارل أزنافور بوضع إسمه في شارع مشاهير هووليود
6 صور

ساد الحزن أرجاء فرنسا صباح الأثنين 1 أكتوبر- تشرين الأول،وارتدت عاصمتها باريس المضيئة وشاح الحزن الأسود حيث غادر المغني الفرنسي الكبير شارل أزنافور الحياة والعالم.وشارل أزنافور أكثر الفنانين الفرنسيين شهرة في العالم بالقرنين العشرين والحادي والعشرين. رحل شارل أزنافور الحياة،مخلفاً وراءه إرثاً فنياً كبيراً وثميناً حسب وصف محبيه والنقاد،يضم أغانيه التي أداها ،وأغاني من تأليفه وتلحينه الخاص.
توفيّ عن عمر يناهز ال94
توفيّ شارل أزنافور فجأة بدون سابق إنذار،أو صراع مع مرض خطير في منزله في منطقة "ألبيل" الواقعة في جنوب شرق فرنسا ،بعد أن أضطر إلى إلغاء جولة طويلة كان من المقرر خلالها إحياء حفلات عدة في بداية صيف 2018 الحالي،إثر إصابته بكسر في الذراع بعد سقوطه الذي سبب له مضاعفات غير متوقعة،وآلام مبرحة بحكم سنه المتقدم.
وكان من المقرر أن يحييى أزنافور حفلا غنائياً يوم 26 أكتوبر- تشرين الأول الجاري،وتعاقد على إحياء حفلات عدة أخرى في شهريّ: نوفمبر وديسمبر المقبلين بموقع قرب العاصمة الفرنسية باريس ،لكن وفاته صدمت الملايين من معجبيه في كافة أنحاء فرنسا،وكان بعضهم ممن وعد نفسه بحضور حفلاته هذه صدمتهم أكبر وأقسى عليهم برحيله المفاجيء.
من هو شارل أزنافور؟
ولد شارل أزنافور يوم 22 مايو- أيار 1924
في باريس من أب وأم أرمنيين هربوا بحياتهم أيام الإمبراطورية العثمانية بعد مذابح الأرمن الشهيرة،وكان إسمه عند ميلاده : شاهنور فاريناج أزنافوريان.
وكان أفراد عائلته أبطال،قاوموا الإحتلال النازي لفرنسا،وكان يؤون الثوار المناهضين للإحتلال في منزلهم الصغير في باريس.
وبدأ شارل أزنافور الغناء مبكراً بعمر التاسعة،وابتسم له الحظ ،وفتح له أبوابه الواسعة ،عندما سمعته المغنية الشهيرة أديث بياف يغني،فأعجبت جداً بصوته الدافيء المميز بجماله النادر تواجده في كثير من الفنانين آنذاك،وتبنته فنياً،ودعمته بأن رتبت ليرافقها في جولاتها الغنائية في أرجاء فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
وسطع إسم شارل أزنافور في سماء الأغنية الرومانسية الفرنسية والأوروبية في سنوات قليلة قياسية،وحقق إنجازه الأكبر ببقاءه على قمة الأغنية الفرنسية والأوروبية عقوداً طويلة من الزمن،وهذا ما عجز عنه نجوم أوروبيين كثر.
منحه الرئيس الأرمني سيرج سيركيسيان المواطنة الفخرية لكونه واحد من أشهر أعضاء المجتمع الأرمني في فرنسا من ذوي النفوذ. وكان في طليعة المساهمين بجهوده التي يبذلها المجتمعين الفرنسي والأرمني لمساعدة ضحايا كارثة زلزال عام 1988 الذي دمر جزءا كبيرا من شمال أرمينيا.
وبعمر ال 93 كرم كأيقونة الأغنية الفرنسية والأوروبية بوضع إسمه في شارع مشاهير هووليود.
ميراثه الفني
كتب شارل أزنافور 1300 أغنية من 1400 أغنية قدمها ،وأيضاً ألف مسرحية موسيقية.وباع أكثر من مئة مليون اسطوانة في 80 دولة مختلفة،وكثيراً ما كان يوسف بفرانك سيناترا فرنسا.
كما قدم رقم قياسي لم يحققه أشهر نجوم الغناء في العالم،بإصداره أكثر من 390 ألبوم غنائي.
ومثل في بعض أفلام الستينيات ،ووصل رصيده منها "60" فيلماً لكنه كان يعشق الغناء أكثر فلم يستمر عمله في السينما،واختار تكريس حياته للغناء والمسرح الموسيقي.
ووصفه المخرج بيتر بوغدانوفيتش بأنه ممثل غير عادي،مثلما هو مغني ومؤلف موسيقي غير عادي.
تفرد عن غيره بقدرته على الغناء بخمس لغات عالمية إلى جانب لغته القومية: الفرنسية، بإتقان وبراعة وإحساس جميل بمفرداتها اللغوية،واللغات الخمس هي:الروسية،والإنجليزية،والأرمنية،والإيطالية،والإسبانية.
رثاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتغريدة في تويتر.ورثاه رئيس الوزراء السابق مانويل فالز قائلا: إبن المهاجرين الأرمن صعد حتى أصبح من أروع الرموز في فرنسا.
اعتبرت الأوساط الثقافية والفنية رحيله المفاجيء خسارة فنية فادحة للموسيقى الفرنسية والأوروبية،فمثله لا يأتي كل يوم وكل زمان.
.
.