في العدد الجديد من مجلة "الرجل".. الرئيس السوداني عمر البشير: عيب أن ينتظر المعارضون في الداخل لقمة عيشهم من الخارج

الرجل

يرى الرئيس السوداني عمر البشير، أن «الصين قدمت أفكاراً خلاقة تمثل بديلاً جاذباً للنماذج التقليدية البالية في العلاقات الدولية»، وأضاف أن «من يراهن على الصين يراهن قطعاً على المستقبل، وواجبنا نحن القادة الأفارقة، أن نؤمّن للأجيال القادمة تنمية حقيقية تضمن حصولهم على حياة كريمة».
تصريحات البشير، أتت في سياق تقرير موسع نشرته مجلة «الرجل»، عرضت فيه أهم الملامح الشخصية للبشير، واستعرضت آراءه في كثير من القضايا التي تشغل السودان حاضراً ومستقبلاً.
ويشنّ الرئيس البشر، منذ الصيف الماضي، حملة لمحاصرة الفساد، وقد أطلق عليهم تسمية «القطط السمان»، ووصف الفساد بأنه «سوس ينخر في عضد الدولة والمجتمع ويخلق طبقات طفيلية»، مؤكداً أن الحملة لن تتوقف حتى تحقق أهدافها.
ويعكف البشير حالياً على مواجهة الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، بعد سنوات طويلة من العقوبات الاقتصادية، وقد أصدر في التاسع من شهر سبتمبر، قراراً بحل الحكومة، وتكليف معتز موسى سالم، تشكيلَ حكومة جديدة، ضمن مساعيه لإعادة ترتيب البيت الداخلي، بهدف إنعاش الاقتصاد، وإخراج المواطنين من دائرة الإحباط.
من جهة أخرى بذل البشير مؤخراً جهوداً لإنهاء الاقتتال الذي نشب في داخل الجنوب، منذ عام 2011، وقال في كلمة ألقاها، خلال توقيع اتفاق السلام، بين الحكومة في جنوب السودان، والمتمردين، إنه ملتزم بمسؤولية أخلاقية تجاه مواطني جمهورية جنوب السودان، لأنهم شعبه، وأضاف: «أقول هذا لأنني كنت رئيساً لكل السودانيين، قبل انفصال الجنوب».
يؤكد البشير، التزام بلاده بدعم السلام والاستقرار في دولة جنوب السودان، ومتابعة تنفيذ الاتفاق الموقع بين فرقاء الأزمة في جوبا، وأضاف أن الاتفاق «لن يكون حبراً على الورق».
وفي قضية دارفور يؤكد البشير، أنه «لولا التمرد، لكان السودان في وضع مختلف الآن»، مشدداً على أن حكومته لن تسمح بعد اليوم بحمل السلاح، وتشريد المواطنين وقتلهم. ويهيب بحاملي السلاح العودة إلى حضن الوطن، والانخراط في مسيرة السلام، عبر الحوار الوطني.
وقال في هذا الشأن مهاجماً خصومه «عيب أن ينتظر المعارضون بالخارج لقمة العيش من «الخواجات»، والسودان بلد واسع وشاسع، وخيراته وفيرة، وأهله يكرمون الضيف ويُؤوون الجار».
في سياق آخر يؤكد البشير، متانة علاقة بلادة بالمملكة العربية السعودية، ويعدّها «متطورة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية». وينوّه بشكل خاص بالعلاقات العسكرية، لأن لدى قيادتي البلدين «توافقاً كاملاً في الآراء والمواقف».
وعن مشاركة القوات السودانية في عاصفة الحزم، بقيادة السعودية، يوضح البشير أنها « تأكيد موقف مبدئيّ وثابت، ووفاء بالتزامات أخلاقية وسياسية، حتمها واجب الدين والأخوة ووشائج القربى». وفي الوقت نفسه يؤكد، أنه لن يسمح بأن تُستغلّ بلاده، لتكون منطلقاً لنشاط ضد المملكة السعودية.
وفي سياق مختلف، كشف البشير مؤخراً بعض المعلومات عن تنفيذ انقلاب ثورة الإنقاذ عام 1989، مؤكداً أنه هو من أصرّ على تنفيذه في ساعة الصفر المحددة، لوجود معلومة تفيد بأن «البعثيين لديهم تحركات لتسلّم السلطة في الثاني من يوليو». وأضاف أنه نفذ الانقلاب، رغم أن نسبة نجاحه قدرت بـ10 % فقط.
والرئيس البشير، يحب الحياة البسيطة، ويصفه مقربون منه، بـ«الفارس المقدام والمحبّ الحنون». ويكشف شقيقه محمد حسن البشير، أنه يتّسم بـ«التواضع والتضحية وبرّ الوالدين». وحين كان برتبة عميد، وهي رتبة عالية في الجيش السوداني، «كان يصرّ على السكن مع أفراد عائلته في البيت الشعبي المؤلف من غرفة واحدة، ويصرف كل راتبه على إخوانه ووالديه».
والبشير، خريج الكلية الحربية السودانية، برتبة ملازم، عام 1967، وحاصل على الماجستير في العلوم العسكرية، في كلية القادة والأركان، وماجستير العلوم العسكرية، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973، وكان قائداً للواء الثامن مشاة، مستقل، من 1987 إلى يونيو 1989، حيث استولى على السلطة، عبر ما يعرف بانقلاب «الإنقاذ الوطني» الذي قامت به المؤسسة العسكرية السودانية، وكان البشير على رأسه.
يشار إلى أن عمر حسن أحمد البشير، مولود في 1 كانون الثاني عام 1944، في قرية صغيرة تسمّى حوش بانقا، في ريف شندي الذي يبعد نحو 150 كم، شمال شرق العاصمة الخرطوم. وهو متزوج من سيدتين؛ ابنة عمه فاطمة خالد البشير، في مطلع سبعينيات القرن الماضي، ووداد بابكر، أرملة صديقه وزميله في مجلس الثورة الشهيد إبراهيم شمس الدين، وليس لديه أولاد.