إنهم من كوكب آخر

مبارك الشعلان

 

إنهم من كوكب آخر
«لا نعلم لماذا ميسي احتفل هكذا 
ربما.. هكذا يحتفلون في كوكبهم »
هذه تغريدة لمغرد في تويتر 
عقب تسجيل ميسي لهدف ضد توتنهام واحتفاله بطريقة غريبة وكأنها من كوكب آخر 
قبلها قال نجم المنتخب الأرجنتيني دي ماريا عن زميله في المنتخب ميسي 
«انه لاعب من كوكب آخر
أعين ميسي لا تعمل مثل أعيننا...
هو ينظر من جهة إلى جهة أخرى مثل البشر، لكنه قادر أيضاً على رؤية الملعب من فوق 
ومن زوايا مختلفة 
لذلك هو يرى الأشياء من عدة زوايا »
قبل وصول ميسي ومارادونا اخترعت كرة القدم في السابق 
حتى لا يبقى العاطلون عن العمل يتسكعون في الشوارع،
أو لكي يهرب إليها الفاشلون في الدراسة،
أو لكي تكون ملاذاً اقل ضرراً من تعاطي الممنوعات،
فهي تحدي المتسكعين وحياة الفاشلين،
أما اليوم فهي عمل الناجحين، والذي لا يجد له مهنة في كرة القدم يكاد يكون فاشلاً
فأهمية الشخص تقاس بأهميته في كرة القدم 
بعد أصبح الكثير من رؤساء الدول يحسدون اللاعبين على شعبيتهم
التي تفوق شعبية السياسيين
بدليل قلة قليلة تعرف اسم رئيس الأرجنتين لكن لا يوجد أحد في العالم لا يعرف مارادونا حتى وهو عاطل عن العمل!
بمعايير أهل كرة القدم أنا أنتمي إلى التانغو، وبمعايير أهل الفن الكروي أنتمي إلى الأرجنتين، وبمعايير أهل الهاشتاق في عالم تويتر غردت قبل أكثر من ثلاثين عاماً وقلت إن مارادونا يمثلني فأنا أرجنتيني الهوى، ومارادوني الميول ليس لأنه يلعب كرة قدم، فكثيرون يلعبون ففي كل مرة أشاهد مارادونا أكتشف أنه فنان ضل طريقة إلى الملعب، وملهم كبير ملأ العالم حباً وحلماً، ما يعنيني اليوم ليس كرة القدم، وإنما روح الحب والحلم فمارادونا كان ملهماً للأمة عندما كان لاعباً، حتى عندما فشل في تدريب المنتخب الأرجنتيني كتبت كل صحف العالم أن مارادونا فشل في بلوغ النهائيات، ولكنه أبهر العالم في طريقة حبه للاعبيه، إنها قصة حب أرجنتينية، هل تذكرون قصة، أو أسطورة إيفا بيرون، المذيعة التي تزوجها خوان بيرون زعيم الأرجنتين، وحولها الشعب إلى أيقونة، بعد أن أفرغت إيفا خزائن الأرجنتين؛ لكي تمنحها للفقراء، وأفقر خوان بيرون البلاد لكن الناس أحبوه حتى الموت، حاول الكثيرون من بعده أن يحكموا الأرجنتين، مرة بالشعارات ومرة بالحرب عليها، ولكن وحدهم إيفا ومارادونا وبيرون وميسي حكموا الأرجنتين بالحب والحلم!!

شعلانيات:
*الإيجابية لا تعني عدم الحزن ولكن تعني فن التعامل مع الحزن.
*بالنسبة للعالم أنت شخص ما وبالنسبة لشخص ما أنت العالم.
*يرتكبون كل الحماقات التي تدفعك للرحيل، ثم يسألونك بكل براءة: لمَ رحلت؟
*على قدر حلمك تتسع الأرض.