المخرجة كاملة أبو ذكري تحذر من كارثة تهدد 2 مليون من صنّاع الدراما المصرية

المخرجة كاملة أبو ذكري
المخرجة كاملة أبو ذكري
كاملة أبو ذكري تحذر من انهيار صناعة الدراما المصرية
يسري نصر الله
المخرج يسري نصر الله
هالة صدقي
هالة صدقي
يسري نصر الله يتضامن مع كاملة أبو ذكري
8 صور

كشفت المخرجة كاملة أبو ذكري عن كارثة تهدد 2 مليون من العاملين في الوسط الفني المصري، بعدما تزايدت مؤشرات "تأجيل" عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، بسبب الضوابط التي وضعتها الهيئة الوطنية للإعلام في ما يتعلق بسقف شراء حقوق العرض، وتراجع القنوات الفضائية عن شراء أغلب الأعمال الدرامية بسبب انخفاض عائد الإعلانات.

كاملة دقت ناقوس الخطر عبر حسابها الشخصي بموقع الفيسبوك قائلة: إللي فاكر إنّ المسلسل هو نجوم ومخرج ومؤلف، المسلسل الواحد بيشغل ٣٠٠ بني أدم نجارين، وسواقين، ونقاشين،

وعمال نضافة، ورجال اكسسوار، ورجال الإضاءة، وفنيين كاميرا، وماكيرات، وكوافيرات، وترزية، وشباب من مساعدين التصوير والإخراج، والديكور والمونتاج، والإنتاج والصوت.

تابعت قائلة: في ستّات ورجّالة غلابة إللّي بنسمّيهم الكومبارس، دول موسم رمضان بالنسبة ليهم رزقهم السنوي، لإنّ إنتاجنا كان فوق الخمسين مسلسل في السنة، يتنقّلوا من مسلسل لمسلسل وربنا يرزقهم بأكل عيالهم ومصاريف الحياة الصعبة، المسلسلات المصرية صناعة كبيرة أكتر من ٢ مليون بني أدم بياكلوا عيش منها.

أضافت: السنة دي الناس دي كلها حتقعد في البيت، تم إيقاف أغلب المسلسلات والحقيقة ماعنديش معلومة أكيدة إيه السبب إللي عارفاه إنّ الناس دي كلها مش حتلاقي تاكل، والأسعار زادت ودخلهم توقّف، لو حدّ فاهم ليه بيحصل كدة، يا ريت يفهمونا ويقولولنا إيه البديل علشان نعيش بعد ما السينما كمان قفلت أبوابها والأسعار زادت بجنون، حدّ يفهمنا ليه حتقطعوا رزق ٢ مليون مواطن بيشتغلوا ويدفعوا ضرائب، وعايشين من المهنة دي.

تحذير كاملة أبو ذكري وجد تجاوبًا من عدد كبير من صنّاع الدراما المصرية، فتضامنت معها النجمة هالة صدقي، مؤكدة أنّ التأثير سيمتد لوسائل الإعلام أيضًا، ويشمل البرامج الفنية والصحافة، وأكد المخرج يسري نصر الله أنه أطلق التحذير نفسه منذ العام الماضي، ولم يجد استجابة من أحد.

وأضاف نصر الله: كتبت ده من سنة وشويّة تحديدًا يوم ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧.

"لم يكن غرضي من البوست الخاص ببحث "مخرج لامع" عن عمل كطباخ، إثارة الضحك ولا إثارة الشفقة واليأس في نفوس من قرأه، نبرة السخرية مقصودة بالطبع، ولكنّ الأهم منها -وهو ما بدأت به البوست- هو فتح مناقشة عن الأوضاع المتعثرة لصناعة أعشقها، وعن الأزمة التي بدأت تظهر معالمها بوضوح في بيع العديد من المحطات التلفزيونية، والعودة إلى شكل شبيه بالاحتكار في مجال السينما والدراما، وما يتردد عن التعليمات التي تُوجّه لشركات الإنتاج ليقتصر المحتوى التي ستقدمه على الموضوعات "العائلية" والموضوعات التي لا تثير الجدل، والابتعاد عن ما قد تصنّفه الرقابة بأنه مخصص لمتفرج سنة فوق الـ ١٨ سنة.

تابع محذرًا: أخطر ما يمكن أن يحدث للفنون عامة وللسينما والدراما بشكل خاص، هو أن تتحول لإعلام موجّه لأيّ سياسة أيًّا كان رأيك في هذه السياسة. ولا أريد أن أتحدث هنا عن ضرورة التنوع وكل ما يخص الفن كرفاهية ثقافية. فالشق الاقتصادي يبدو لي هو المهدد الآن. كل الخبرات الاقتصادية السابقة هنا وفي كل مكان في العالم، تعلمنا أنّ الاحتكار-سواء كان الاحتكار خاصًّا أو عامًّا -يؤدي إلى تفاقم الأزمة لا إلى حلها.

وتابع قائلًا: لقد شهدت الدراما المصرية في السنوات الأخيرة نهضة حقيقية بأعمال مثل "ذات" و"نيران صديقة" و "السبع وصايا"، و"موجة حارة"، و"سجن النسا"، و"غراند هوتيل"، و"أفراح القبة"، و"هذا المساء"، و"لا تطفئ الشمس"، و"واحة الغروب"، و"كلبش" وغيرها. هذه الأعمال التي تميزت بجرأتها وبتنوعها، كانت تبشّر بإمكان فتح أسواق غير تقليدية للدراما والسينما المصرية. (سألني العديد من العاملين في محطات فرنسية عن إمكان الحصول على نُسَخ مترجمة من عدد من المسلسلات المصرية).

واختتم يسري تحذيره قائلًا: ما يتردد الآن من كلام عن الرغبة في "تهذيب" الدراما والأفلام، وعن تركز تمويلها وتوزيعها على عدد من الجهات والمحطات التابعة للدولة، يهدد بإفقاد فنون السينما والتلفزيون حيويتها وقدرتها على المنافسة حتى في الأسواق العربية والمحلية.

يُذكر أنّ عددًا كبيرًا من نجوم الفن المصري، بدأ الاتجاه لتقديم البرامج التلفزيونية، بعد تزايد مؤشرات توقّف صناعة المسلسلات، وحتى اللحظة تجري مفاوضات معهم لتخفيض أجورهم ضمن خطة لتقليل ميزانية أغلب مسلسلات ماراثون دراما رمضان 2019، حتى تتمكن القنوات الفضائية المصرية من شراء حقوق العرض من دون مخالفة قرارات الهيئة الوطنية للإعلام في مصر.