إماراتيات يتخطين الحواجز الرجالية

8 صور

 طالبات إماراتيات في المرحلة النهائية لقسم الاتصال المؤسساتي في كلية التقنية العليا للبنات؛ اخترن مشروعهن للتخرج، وهو أن المرأة الإماراتية رغم القيود والحواجز؛ استطاعت أن تثبت نفسها في مهن ووظائف كانت تعد حكراً على الرجال، فكان ملتقى «إماراتيات يتخطين الحواجز» ثمرة إصرارهن لإثبات أنهن قادمات بقوة لاكتساح كافة ميادين العمل؛ لا يعوقهن عن تحقيق ذلك أي حواجز. 

دلع ومكياج!
أثارت الطالبة الجامعية حصة الشويهي «طالبة في كلية الإعلام»، قضية رفض المجتمع الإماراتي المحافظ لعمل المرأة في مجال الإعلام؛ باعتبار العمل فيه يعني الاختلاط والظهور كمذيعة على شاشة التليفزيون؛ يتفرج عليها الناس، وهي متبرجة بكامل مكياجها، وتتحدث بدلع وميوعة أمام ملايين المشاهدين، هذه الفكرة السائدة، حسب قول حصة، وعندما قررت أن تدخل كلية الإعلام؛ واجهها الجميع بمن فيهم أفراد من عائلتها باستنكار وبجملة واحدة: هل ستشتغلين مذيعة؟ تتابع حصة: «ما يحبطني فعلاً هو أن معظم خريجات الإعلام الإماراتيات؛ يعملن في مجالات أخرى غير الإعلام».

ممنوع
ولم تخف لطيفة نادي، طالبة في كلية الاتصال المؤسساتي، معاناتها مع المجتمع من حولها، الذي واجهها بالتشكيك والاستهزاء لدى دخولها قسماً جديداً، حيث تعد دفعتها الدفعة الأولى في كلية الاتصال المؤسساتي، ورغم أهمية تخصصها، إلا أن نظرة الاستهزاء الذي يصل لدرجة الضحك، كما تقول لطيفة؛ لاختيارها تخصصاً جديداً وغير مطروق، حيث واجهت اعتراضات كثيرة من بعض أفراد الأسرة حول عملها المستقبلي مع الرجال.
وتروي لنا لطيفة موقفاً واجهته بكل شجاعة وتحدٍ؛ إذ كانت في زيارة لسجن يضم متهمين بجرائم الاتجار بالمخدرات، تتابع لطيفة: «ترجيت أخي أن يذهب معي؛ لكنه رفض محذراً إياي بأني أقوم بعمل جنوني، وكنت أعمل على فيلم يتناول قضايا المجرمين، ن جاءني أحد الموظفين قائلاً لي بأسلوب خشن: «ممنوع تصورين، وماذا تظنين نفسك تفعلين هنا»، وأمام إصراري وتدخل موظف آخر؛ وقف إلى جانبي ودعمني؛ تمكنت من إنجاز التصوير وإنتاج الفيلم.

مبيت في الفندق
عندما رغبت روضة الجرادي، طالبة في كلية الاتصال المؤسساتي، بدراسة الطيران اصطدمت برفض والدها القاطع، بحجة أن الطيران يعني السفر والاغتراب والاختلاط بجنسيات أخرى، وعندما قررت دراسة الإعلام؛ اعترض مرة أخرى بقوله: «تبين تشتغلين مذيعة»، تتابع روضة: «لكني أصررت، وعندما لمس إصراري قال: «بنشوف آخرتها». 
تستدرك: «كان علينا كطالبات أن نسافر مع الجامعة إلى جزيرة الفطيسي، وهنا اعترض والدي مرة أخرى وقال: كيف تباتون في الفندق بعيداً عن عائلاتكم، لكنني تمكنت من إقناعه بعد عناء شديد».
اختارت عواطف الغيث كزميلاتها تخصصاً جديداً، وهو كلية الاتصال المؤسساتي، وقد اعترض أهلها بادئ الأمر بسبب حداثة التخصص، وكانوا مندهشين من سماحها لنفسها بالثقة بتخصص جديد، عواطف تؤكد على قدرتها على تحدي الحواجز بقولها: «لو طلب مني زوج المستقبل ترك العمل؛ فسأرفض لأني أؤمن بعملي وبأهميته».
أما زميلتها، حمدة الختال، فقد حذرها والدها منذ البداية، ولدى دخولها الجامعة بالقول: «ستكونين بين الرجال ولا تنسي من تكونين، وابنة من أنت»، أحبت حمدة أن تشرح عن تخصصها الذي يتضمن تنظيم وإدارة المشاريع، وإدارة الفعاليات، فهي لم تجد أي صعوبة في تطبيق ما تعلمته؛ لأن الجامعة دربتهم على سوق العمل، حسب قولها. 
 
قرارات فردية
واجهت علياء السميطي، طالبة في كلية الاتصال المؤسساتي، صعوبات في دراستها وتطبيقها للمشاريع الدراسية، وتتذكر أحد المشاريع التي قامت بتنفيذها مع مجموعة من أربع بنات من زميلاتها في القرية العالمية، تتابع علياء: «كان المطلوب أن يكون القرار جماعياً، بينما كل بنت كانت تحاول أن يكون قرارها هو السائد، وفي مشروعنا الأخير (إماراتيات يتخطين الحواجز)؛ أحببنا أن نركز على المرأة الإماراتية غير المعروفة، ونظهر إنجازها للمجتمع، فهم الجيل الأول الذي فتح لنا مجالات العمل والدراسة».
بينما رفض أهل نورة الشامسي، طالبة في الكلية نفسها مثل بقية زميلاتها، دخولها مجال الإعلام بسبب احتمال ظهورها في التليفزيون والصحافة، وتضيف: «بعد الانتساب إليها بأسبوع؛ ظهر تخصص جديد هو الاتصال المؤسساتي، وعرض علينا مسؤولو الكلية اختياره، وكانت مغامرة كبيرة بالنسبة لنا، بما أننا أول دفعة؛ فالمناهج كانت تُجرب علينا، وكنا ننضغط في الدراسة لدرجة أنني كنت أريد أن أتوقف عنها".
مما كان يضايق نورة، أن الطالبات كنّ في قسم بنات الإعلام، بينما تركيز الضوء والاهتمام كله مسلّط على بنات الإعلام اللاتي رغم الزمالة، كنّ يشككن في دراسة بنات كلية الاتصال، ويقللن من شأنهن. 

ملتقى إماراتيات يتخطين الحواجز في سطور 
- الملتقى مشروع تخرج لـ7 طالبات في قسم الاتصال المؤسساتي، أصدر فيه كتاب بعنوان «الإماراتيات الأوليات»، باللغتين العربية والإنجليزية.
 - نظّم الملتقى؛ مجموعة من طالبات الإعلام والاتصال المؤسساتي في كليات التقنية العليا في دبي. 
- استعرضن في الكتاب 37 شخصية إماراتية رائدة، كلٌ في مجال تخصصها.
- استعرضت 6 شخصيات تجاربهن من خلال جلستين حواريتين، بعنوان: «الحقبة المهنية الجديدة وحياة المرأة الإماراتية وتقبل الرجل»، ي.