عمره مئات السنين.. تعرف على «القميص السحري» الذي قتل آخر من ارتداه

قميص واحد في أميركا و3 في تركيا والباقي في مصر
القميص السحري المعروض بمتحف الفن الإسلامي
القميص السحري مصنوع من الكتان
متحف الفن الإسلامي في القاهرة
تبقى 9 قمصان سحرية فقط في العالم
القميص السحري
6 صور

في سالف التاريخ والأزمان، كانت الخرافات والقصص السحرية، تملأ حياة الناس حتى آخرها، وقد وصل الأمر بهم أنهم كانوا مقتنعين تماماً بحقيقة هذه الخرافات، وأنه لمن الغباء الكبير عدم تصديقها أو التعامل معها على أنها مجرد «خرافات»، وكانت العديد من التمائم والعقود والخواتم والأطباق، وأيضاً القمصان الحريرية الخاصة، يُعتقد بأن لها «تأثيراً سحرياً»، تحمي الإنسان من أشياء خطيرة، أو تمنحه الخير الكثير، وفي عصرنا الحديث، أصبحت هذه الأمور من أكثر الأشياء المشوقة، التي عرضتها شاشات السينما للجمهور.
في مصر تحديداً، التي لها تاريخ حضاري طويل، يبدأ مما قبل الفراعنة والأهرامات، تعتبر من أكثر هذه المناطق في العالم، التي يضم تاريخها مثل هذه الخرافات التي ذكرناها سابقاً، وهي على الرغم من كونها «خرافات»، إلا أنها تعتبر دليلاً على الحضارة التي وصل لها المصريون في ذلك الوقت وكانت سابقة لعصرها، والتي أصبحت فيما بعد قصصاً مشوقة تروى للأبناء والأحفاد في عصرنا الحديث، وربما من أبرز هذه القصص والتمائم، هو «القميص السحري»، المعلق بالوقت الحاضر في قاعة الطب في متحف «الفن الإسلامي» في القاهرة، والذي كان يُعتقد قديماً، أن كل من ارتدى هذا القميص أصابته «لــعنــة».
وكان عبد الحميد عبد السلام، وهو مدير إدارة التدريب والنشر العلمي بمتحف الفن الإسلامي، قد أشار لموقع «عربي بوست»، بأن رواية «الفيل الأزرق» الشهيرة للكاتب المصري أحمد مراد، والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي خلال السنوات الماضية، كانت قد دفعت العديد من الناس للسؤال عن هذا القميص المُعلق في المتحف، والبحث عن حقيقته، وذلك لتصميمه العجيب والغريب، الممتلئ بالطلاسم والرموز. وتابع «عبد السلام»، أن ما لا يعرفه الكثيرون، أن هذه «القمصان السحرية»، التي كانت تصمم قديماً للملوك والسلاطين، سواء في الدولة العثمانية أو الصفوية أو المملوكية، كانت تصنع لأهداف «ظاهرية وخفية» معاً.
هذا «القميص السحري»، كان يصنعه المصريون قديماً من مادة الـ«كتان»، وكان صممه «المشعوذون» ليكون مُغطى بالعديد من الزخارف الهندسية الدقيقة المستطيلة وداخلها مربعات، وبعض الأشكال الدائرية، كما يوجد داخل كل منها كتابات عبارة عن «آيات قرآنية» وأرقام وتعاويذ سحرية مكتوبة بالمدادين الأسود والأحمر، وكُتب في أعلاه اسم على مرتين.
آخر منْ ارتداه مات.. مقتــولاً
ويتابع مدير إدارة التدريب والنشر العلمي بمتحف الفن الإسلامي في القاهرة، أن ما يتم تداوله بأن هذا «القميص السحري»، كان يعود إلى «المأمون» – كما ذكرت رواية الفيل الأزرق – ليس صحيحاً، فهو بالحقيقة يعود إلى سلطان الدولة الصفوية «صفي الثاني بن عباس الثاني»، المعروف باسم سليمان الأول، والذي كان يشتهر بأنه كان رجلاً «منحوســـاً»، وعندما ساءت حالته الصحية ولم يعد قادراً على إدارة أمور الحكم في البلاد، كان يرتدي هذا القميص بصفته «سحرياً»، وأنه قد يساعده فيما يعيشه، ولكن القميص لم ينفعه بصحته ولا بحكمه.
كما أكد «عبد السلام»، أن هذا «القميص السحري» المُعلق بالمتحف، والذي نال شهرة واسعاً بين الناس في السنوات الأخيرة، وكثرت الحكايات والأساطير حوله، توجد عليه بقـع من الدماء، مما يدل على أن آخر من ارتدى هذا القميص كان قد مات مقتولاً، ولم تحمه الكتابات الدعائية والسحرية والطلسمية من القتل.
تاريخ هذا القميص السحري..
ومن الجدير بالذكر، أنه من المعتقد بأن القميص كانت قد توارثته الأجيال حتى قرر واحد ممَّن امتلكه أن يتخلص منه، وهو بحسب الروايات التاريخية «مصطفى بك شمس الدين»، الذي قرر أن يتخلص من القميص بأي ثمن، فاشتراه منه «ماكس هرتز» كبير مهندسي لجنة حفظ الآثار العربية القديمة، بملغ 5 جنيهات مصرية فقط، وأهداه إلى متحف الفن الإسلامي، قبل أن يرحل عن مصر خلال العام 1914.
ويُشار إلى أنه في الوقت الحالي، لم يبق في العالم سوى 9 قمصان سحرية فقط، يوجد منها قميص واحد في متحف الـ«متروبولتان» في الولايات المتحدة الأميركية، و3 قمصان أخرى في متحف «طوب قبو سراي» في تركيا، و5 قمصان في متحف الفن الإسلامي في القاهرة واحد منها معروض والباقي في المخازن من أجل الترميم.