تراجع غادة عبد الرازق في "حكاية حياة"

5 صور

يكاد لا يختلف اثنان، من متابعي مسلسل "مع سبق الإصرار"، الذي قدّمته الفنّانة غادة عبد الرازق في رمضان الماضي، على أنّ المسلسل حقّق نقلة نوعيّة مهنيّة لمخرجه محمد سامي، ولنجومه جميعاً، لا سيّما غادة نفسها، وماجد المصري وروجينا وطارق لطفي. ويذكر المتابعون للمسلسل تحقيقه نجاحاً جماهيريّاً كبيراً، منذ حلقاته الأولى. وربّما كان الانسجام الشخصيّ والتفاهم والكيمياء الفنيّة العالية التي كانت سائدة بين غادة والمخرج محمد سامي، في المسلسل، هي أحد أهمّ أسباب نجاحه، إذ تركت غادة للمخرج الشّاب فرصة خوض تجربته الدراميّة الكاملة من وجهة نظره، فنجحا معاً.
في مسلسلهما الثاني، حاولت غادة ضمان النجاح الفنيّ والجماهيريّ مسبقاً، عبر الاستعانة بنفس الفريق، إلا أنّ خلافاتها مع المخرج لم تبقَ في إطار الستوديو، بل خرجت إلى العلن، عبر مشادات ومشاجرات وضرب وإهانة، ما أوصل العلاقة بينهما إلى طريق مسدود. وكشف الطرفان، في مواجهتهما المباشرة لبعضهما البعض في برنامج "أنا والعسل"، أنّهما لم يتصافيا بعدُ، رغم إجراء المصالحة بينهما والاستمرار في تصوير العمل إلى منتصف شهر رمضان.
ومهما أنكرت غادة عبد الرازق، فإنّ مسلسلها "حكاية حياة" الذي يُشاهد على عدد من القنوات، حصد في بدايته نسبة مشاهدة عالية لتوقّع المشاهدين أن يروا قصّة شيّقة ومثيرة وأداءً متميّزاً ومتمكّناً من نجومه، لكنّهم فوجئوا بقصّة غير منطقيّة...فكيف يُمكن لإنسان عاقل أن يدخل إلى مصحّة مجانين لمدّة 13 سنة، حيث تتمّ معالجته بالجلسات الكهربائيّة المكثفة والأدوية المخدّرة، ثمّ يتعرّض للاعتداء الجنسيّ والظلم، ثمّ يخرج عاقلاً ومتماسكاً، كما خرجت حياة، وهي بكامل عافيتها العقليّة والجسديّة؛ فهل ذلك من المنطق في شيء؟!
وروجينا خيّبت الآمال بأدائها العصبيّ المبالغ فيه، طوال الحلقات، حيث تلعب دور الأخت غير الشقيقة الشريرة لحياة، فيما لم يُضف وجود الفنّان المطرب خالد سليم إلى العمل أو لمسيرته الفنيّة شيئاً. وربّما أفضل أداء متميّز في العمل يُحسب أوّلاً للفنّان طارق لطفي الذي قدّم روح الشخصيّة، فوصلت بصدق إلى المشاهد من دون إضافات أو رتوش زائد، وثانياً للفنّانة غادة عبد الرازق التي تجاوزت خلافها العميق مع مخرجه لتستمرّ فيه طامعة بنجاح مماثل. لكنّها على ما يبدو لم تستطع تحقيق ذلك بمفردها، وربّما كان السبب الذي كشفه محمد سامي هو تدخّلها الكبير في عمله، وفي تفاصيل بعض من يعمل معه من مصوّرين وفنّيين وفنّانين، حيث اتهمت بأنها حاولت تقليص مشاهد زميلاتها لصالحها في هذا العمل.
ويبدو أنّ تدخّلات النجوم أحياناً تُفسد أعمالهم وتحرمهم من أن يذوقوا طعم نجاح جديد، شكلاً ومضموناً، فلا يحصدون في النهاية سوى مجموعة مشاكل تحدث ضجّة إعلاميّة، مثلما حصل مع غادة عبد الرازق التي غطّت خلافاتها على ضجّة العمل الفنيّ نفسه، بكلّ ما فيه من مجهود وفخامة وحداثة في الديكورات وسخاء في الإنتاج، وجاءت هذه الضجة ضدّ مصلحة المسلسل وفريقه.