الديمقراطية تضر بصحتك

مبارك الشعلان

 

يقال... «إن المقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما 
هو بمبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه»


ثقافة الاختلاف غير موجودة هذه الأيام...
فجرب أن تختلف مع واحد ديمقراطي جداً من «إياهم »
لتثبت له أنك ديمقراطي مثله وأن لديك رأياً آخر مثله، 
ولكن رأيك مخالف لرأيه، لحظتها تعرف كم هو ديمقراطي هذا الرجل الديمقراطي 
الذي يشجع الديمقراطية صباح مساء 
وتكتشف أن أول شيء يفعله ليس إرساء دعائم الديمقراطية التي يتفشخر بها 
وإنما إرساء دعائم الديكتاتورية التي يمارسها،
والتي تقوم على قاعدة أن
«رأيه ديمقراطي يستحق التشجيع ورأيك دكتاتوري يستحق الإلغاء» 
أو على طريقة الديمقراطية العربية الشهيرة 
«من حقك أن تقول نعم.. أو لا.. 
ولكن قل نعم «أحسن» لك
وبما أن كل مواطن عربي يريد ما هو «أحسن» له يقول نعم.. 
ونعم كبيرة للقائد ولكل قائد يجعله يعود سالماً إلى بيته
وينام في فراشه بدلاً من أن «يحجز له سويت في أبوزعبل أو أبوغريب أو حتى المزة، فالديمقراطية في هذه الحالة ضارة بصحة المواطن، تجعله طرد سجون في حين الدكتاتورية تعطيه ما هو «أحسن» له، وتجعله يعود سالماً إلى بيته وأولاده،
فإذن أيهما أفضل الديمقراطية المستوردة أم الدكتاتورية المصنعة محلياً؟
على كل حال ثقافة الاختلاف غير موجودة في أدبيات وطننا العربي الجميل 
لأنها بلا أدبيات أصلاً! 
لذلك أنصح كل واحد أن يختار ما هو «أحسن له» لان الديمقراطية نسبية مثل نظرية أينشتاين فما تراه أنت ديمقراطياً يراه غيرك دكتاتورياً، وما تراه أنت دكتاتورياً يراه غيرك ديمقراطياً؛ لأن دولاً كثيرة تراها دكتاتورية تسمي نفسها دولاً ديمقراطية ودولاً تلبس ثوب الديمقراطية تمارس أشياء لا صلة لها بالديمقراطية!!
شعلانيات 
* كل جماليات الحياة حولك لا تساوي شيئاً 
ما لم تكن نظرتك لها جميلة.
* أحياناً لا نعرف قراءة الأشياء 
لأنها قريبة منا
لا لسبب يتعلق بقصر نظرنا
بقدر ما نعاني من قصر نظر مشاعرنا وإحساسنا الجميل بالأشياء.
* لا أحد يستمع هذه الأيّام، 
هُم فقط ينتظرون دورهم للحديث.
* كل شيء يتغير 
إذا غيرت نظرتك لكل شيء.