ماذا قال الإعلاميون السعوديون عن إعلامهم؟

بدور أحمد
ميسون أبو بكر
مريم الغامدي
سلطان النفيسي
5 صور

تشهد عاصمة المملكة حدثًا مهمًّا بعد أن اختار مجلس وزراء الإعلام العرب، الرياضَ لتكون عاصمةَ الإعلام العربي، وذلك لمكانتها الاستراتيجية عربيًّا، وكذلك لدور الإعلام السعودي الذي لا يمكن أن يغفل عنه الجميع، وما قدمته الرياض عبر مسيرتها المميزة.

وبهذه المناسبة التقت "سيدتي" بإعلاميين سعوديين لرؤية الإعلام عن كثب، ومميزاته وتطوراته ونواقصه ومستقبله من وجهة نظرهم، فلنتابع ماذا قالوا ..

قادمون وبقوة
بدايةً تحدثت بدور أحمد، مذيعة في قناة الإخبارية، عن رؤية الإعلام السعودي، وقالت: "هو مُسيطر في أنحاء الوطن العربي كافة من خلال مقارنته ببقية الدول، والجميع يرى أن أبرز القنوات التلفزيونية الأكثر مشاهدة سعودية، وأكثر الصحف والمجلات قراءةً هي أيضًا سعودية، وأكثر وكالة أنباء تحظى بشعبية واسعة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا هي وكالة الأنباء السعودية "واس"، وذلك لأن الإعلام السعودي يتميز بأنه متفرّد ومختلف عن بقية دول الخليج والوطن العربي، فهو يُنقّح المادة ثم يُخرجها للمتلقي بشكل مناسب، ويرتقي بذائقة المتلقي السعودي أولًا فالعربي بعد ذلك، ومن الملحوظ أيضًا أن وسائل الإعلام العالمية والدولية عندما يكون هناك موضوع يخصّ المملكة، نجدها تنقله من وسائل إعلامنا، بخلاف دول كثيرة، وهذا يدل على تميز الإعلام السعودي وحرفيته في صناعة المادة الإعلامية، وفي الآونة الأخيرة أُطلِقَ العديد من القنوات والصحف والقوالب الإعلامية المختلفة، لكن تم تقليصها والاستغناء عن بعضها للتركيز أكثر على صناعة محتوى إعلامي مركّز ودقيق يمثل اتجاهات الشباب السعودي الفكرية بالدرجة الأولى، ومن وجهة نظري فإن الإعلام السعودي بقيادة وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، لا ينقصه شيء لأنه يتَّبع سياسة الباب المفتوح، والتي جعلته أقرب إلى الإعلامي السعودي، فينصت لأفكاره ومقترحاته مع التنفيذ وليس الاكتفاء بالوعود".
وتابعت: "هذه المرحلة التي تمر بها المملكة هي مرحلة فريدة ومختلفة عن كل المراحل التي مرَّت بها سابقًا، ومرَّ بها الإعلام السعودي، رغم الحملات الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها، وكوني إعلامية أعمل في هذه المنظومة أقول إن مستقبل الإعلام السعودي وصل، فنحن لا ننتظر الغد، بل نعمل لتحقيق أهدافنا اليوم، والغد هو من ينتظرنا؛ لأننا قادمون وبقوة، بسواعد شباب وشابات المملكة، وتحت قيادة حكيمة ومُحنكة".

اهتمام بالإعلام منذ ظهوره
وتقول الإعلامية والفنانة مريم الغامدي: "يسرني في هذه المناسبة الإعلامية السعيدة أن أوجّه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وإلى معالي وزير الإعلام، أسمى آيات التهاني والتباريك، بمناسبة اختيار الرياض الحبيبة عاصمة للإعلام العربي، وقد تشرفتُ بالدعوة لحضور الاحتفال يوم الاثنين، فالرياض من العواصم ذات التاريخ والعراقة، وقد اهتم حُكَّام وقادة البلاد منذ عهد المؤسس -رحمه الله- بالإعلام ودعمه، منذ بداية انطلاقه حتى يومنا هذا، إلى أن أصبح إعلامنا يتميز بالمصداقية والتطور، ومواكبة ما يدور في الإعلام العالمي والعربي، وقد جاءت مبادرة اختيار الرياض عاصمةً للإعلام العربي مواكبة لرؤية 2030، التي تعمل عليها المملكة، ولا نجهل دور معالي الوزير الدكتور عواد بن صالح العواد، وزير الإعلام، والمسئولين، في تطوير الأداء الإعلامي العربي، والارتقاء بقدرات ومهارات الإعلاميين من الشباب، بالإضافة إلى التصدي لأبواق الإفساد ودُعاة التطرُّف والإرهاب، وأيضًا للإعلام المُعادي الذي يستهدف الوطن".

إعلامنا يراعي أن 70% من المجتمع شباب
فيما تقول الإعلامية الدكتورة ميسون أبو بكر: "أنا ابنة الإعلام المرئي، حيث أقدم وأعدّ برامج ثقافية سياسية، وابنة للإعلام المكتوب، حيث أكتب مقالًا أسبوعيًّا في صحيفة الجزيرة، ومن خلال عملي في الإعلام السعودي تعلمت الحياد والتأني واستقصاء الخبر، واحترام الميثاق الإعلامي الذي يقتضي احترام المنبر الذي أعمل من خلاله، فالإعلام السعودي مُنزّه عن أن يكون منصة لتراشق الاتهامات وإطلاق الإشاعات كما رأينا في الآونة الأخيرة، وكذلك فإن التطورات في الإعلام حثيثة والاجتهادات قائمة، لكن العِبَرة في النتائج وهذا ما نأمل في جني ثماره قريبًا، ورغم أن الصحف تواجه أزمة كبيرة في مواجهة الإعلام الإلكتروني، وكُتَّابها في قلق من المكافآت، وبعض المحررين يعملون كمتعاونين، والصحف المقروءة بحاجة لدعم حكومي ودعم رجال الأعمال كي تصمد، وقد أطلق صرخة النجدة أكثر من رئيس تحرير، فإنها -الصحف- صامدة ولها من المصداقية والثقة ما يثبت وجودها في الساحة، والإعلام المرئي ينتج برامج ترفيهية واجتماعية وسياحية، تُبَثّ على القنوات السعودية بطريقة مشوقة ورؤية جديدة وهادفة، وقبل أيام غردتُ حول برنامج #أحب_السعودية وقد أدهشني المحتوى والطريقة الشبابية التي تستقطب شبابًا في الاستديو، ومن أمام الشاشات، وتقدم معلومات هائلة حول المملكة، ومتنوعة في قالب ترفيهي شبابي جميل راعى خلاله القائمون على التلفزيون أن 70 % من تشكيلة المجتمع هم فئة الشباب، وكان لهم حضور لافت، وقد بدأ الطريق بخطوات وننتظر المزيد من البرامج الثقافية التي تليق بالمشهد الثقافي السعودي والحِراك الغزير، ومكانة المثقف السعودي وحضوره على خارطة الإبداع المحلي والعالمي، والتي هي بحاجة لقناة لإيصال إبداعه للمجتمع، كما أن برامج سياسية تواكب المشهد السياسي بعمق وإقناع، وتعمل على استضافة عالميين، والإحاطة بالمشهد السياسي ومخاطبة الآخر، فالإعلام بحاجة دائمًا إلى تحديث طُرُقه ومواكبة إيقاع العصر السريع، ولا ننسى في خضم استعانتنا بالخبرات الأجنبية الإعلامي السعودي والشباب الذين نرى منهم الكثير في المشهد، وقد فرضوا كفاءاتهم وحضورهم، وأقصد بالإعداد والشئون الفنية، وإننا نحتاج بقوة لقناة تخاطب الآخر بلغته وبطرق إعلامية مهنية، وإعداد جيد، وقد تستقطب شريحة كبيرة من الشباب السعودي الذي يجيد اللغة الإنجليزية ببراعة، وأن رؤية المملكة ٢٠٣٠ تفرض وجودها في كل أجهزة الدولة ومؤسساتها، والإعلام واجهة مهمة وحيوية للبلد، من خلاله نستطيع أن نستخدمه كسلاح فعَّال وقوي في المواجهة التي تخوضها المملكة، فهو ثقافة حياة".

المستقبل أجمل
ويعتقد المنتج والممثل سلطان النفيسي أن الإعلام السعودي لديه مميزات، ويقول: "بحكم اختصاصي وتحديدًا بشاشة التلفزيون وعبر الإذاعات، أرى أن إعلامنا يحتاج إلى تطوير، وهذا لا يعني أنه سيئ لكنه لا يزال دون الطموح، رغم أن المملكة دولة مؤثرة بالعالم، والمشكلة أن هناك من يرى أن تطوير الإعلام هو تفاعله مع وسائل التواصل الاجتماعي وجلب المميزين له، فالمقاطع السريعة والخفيفة ونجومها بعيدون تمامًا عن المفهوم الاحترافي للإعلام، وأعتقد أن المشكلة في أن إعلامنا المرئي بشكل خاص، لا يزال بعيدًا عن أهل الاختصاص؛ فأغلب المسئولين فيه يكونون صحفيين أو كُتَّاب مقالات، كما أن التقنية المتجددة دائمًا غائبة التفاعل مع ما يريده المجتمع، وعلى سبيل المثال فالجانب الترفيهي في قنواتنا لا يزال مملًا، ولا يوجد به عامل جذب، وأعمالنا وبرامجنا لا تشبهنا، والإبداع الأدبي والتقني أيضًا غائب رغم توفر الإمكانات الكبيرة لدينا، وبإذن الله سيتم العمل في المستقبل على خطوات كبيرة تجعل من إعلام بلدنا إعلامًا متطورًا وفعالًا، وبالتأكيد ذلك بجهود حكومتنا -حفظها الله- ورجال دولتنا المخلصين".