"ليلي".. الطفلة المعجزة التي ولدت في الشهر الخامس من الحمل

ليلى مع والدتها كورتني بعمر 6 أسابيع
ابتسامة ليلى التي لا تفارقها
ليلى الآن فتاة طبيعية جداً وتحب اللعب
ظلت بالعناية المركزة 126 يوماً
كورتني والدة ليلى
ليلى الآن بعمر 4 سنوات
لا زالت تعاني بعض المشاكل الصحية
ليلى بعد ولادتها بالشهر الخامس من الحمل
كان الأطباء قد نصحوا والديها بعدم إنعاشها
كانت بوزن أقل من نصف كيلو عند ولادتها
تعتبر أول مولود قبل أوانه على قيد الحياة في العالم
12 صور

أجدادنا كانوا يسمون الطفل الذي يُولد قبل أوانه «ابن سبعة»، أي أنه وُلد في شهره السابع قبل شهرين من موعد ولادته الطبيعية الذي من المفترض أن يكون 9 أشهر، وأحياناً كنوع من المُزاح والسخرية، كانوا يقولون إنه «مُستعجل على الشقاء في الدنيا». أما طبياً فغالباً ما يكون الأطفال «أبناء السبعة»، معرضين بشكل أكبر إلى المرض أو أي حال صحية سيئة خاصة في سنواتهم الأولى، لذلك يعدون حالات خاصة للغاية.

في مدينة «سان أنتونيو» في ولاية «تكساس» بالولايات المتحدة الأمريكية، حدثت معجزة طبية نادرة جداً، وذلك بعد أن وُلدت الطفلة «ليلي ستينسرود» قبل أوانها، وهي ليست «ابنة سبعة»، حيث إن الطفلة التي ولدت في شهر تموز / يوليو من العام 2014، كانت قد رأت النور بعد حمل دام 21 أسبوعاً و4 أيام فقط، أي أنها «ابنة خمسة أشهر»، وهو الأمر الذي اعتبر فريداً من نوعه، وكان وزنها عند الولادة المبكرة أقل من نصف كيلوغرام، وطولها لم يتجاوز الـ25 سنتيمتراً.
«ليلي»، التي تعتبر حالياً أول طفلة تولد قبل الأوان بـ4 أشهر، وتبقى على قيد الحياة في العالم، تبلغ الآن من العمر أقل من 5 سنوات، وهي بحالة صحية جيدة وطبيعية للغاية، وبعد صمت طويل دون حديث أي من ذويها عن حالتها، على الرغم من الاهتمام الإعلامي والحكومي الواسع بشأنها، قررت والدتها «كورتني» أخيراً أن تتحدث عن قصتها، وتقص تفاصيل ما حدث مع ابنتها عند الولادة، وأظهرت للعالم عدة صور لابنتها الصغيرة، وهي مبتسمة وبصحة جيدة جداً.

الولادة المفاجئة.. وصوت بكاء ليلي المخنوق


في إحدى ليالي شهر تموز/ يوليو من العام 2014، أحست «كورتني» التي تبلغ من العمر 36 عاماً، ببعض الآلام في بطنها كما أنها عانت من نزيف مفاجئ، وعلى الفور قام زوجها «بول« بأخذها إلى مستشفى «ميثوديست» للأطفال، في مدينة «سان أنتونيو»؛ حتى تظل تحت المراقبة لعدة أيام، ولأنها لا تزال بشهرها الخامس من الحمل، لم يكن بحسبانها هي وزوجها، أو حتى بحسابات الأطباء أنها سوف تضع مولودها بهذا الوقت.

وتنقل لكم «سيدتي»، حديث الوالدة «كورتني» لصيحفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، والذي قالت فيه: «لقد كنت حاملاً في الأسبوع العشرين ونصف عندما استيقظت ووجدت تحتي بركة من الدماء، أسرعت حينها إلى غرفة الطوارئ، ولأنني كنت حاملاً لأكثر بقليل من عشرين أسبوعاً، أرسلوني لتقييم حالتي الطارئة، ولو كانت مدة الحمل أقل من ذلك لكانوا أدخلوني إلى قسم الطوارئ، وحينها ما كانت ابنتي ليلي لتكون على قيد الحياة اليوم».

وتشير «كورتني» إلى أنها عندما ذهبت للمستشفى، اضطرت لدخول الحمّام، وحينها بدأت تشعر بأن هنالك أمراً ما ينزل منها، وبمشهد مدهش وغريب للغاية تصفه الأم قائلة: «كان ثمة شيء خاطئ في الأمر، لذا مددت يدي وشعرت بالطفلة تقبض على إصبعي. ولحسن الحظ كان طبيبي الخاص للتوليد والنسائية مناوباً في تلك الليلة، ولذلك أسرعوا بي إلى غرفة الولادة وفي خلال أقل من 10 دقائق وضعت ابنتي ليلي». وتبين «كورتني» أنها في لحظة الولادة، سمعت صوت بكاء ضعيف صدر عن طفلتها، ولكنها لم تكن تتنفس.

هذا ما نصحها به الأطباء


في بادئ الأمر، وعند ولادة «ليلي» غير العادية إطلاقاً، دخل الطبيب «كاشف أحمد»، وهو أخصائي الأطفال حديثي الولادة إلى غرفة التوليد، ونصح الوالدين بعدم إنعاش الطفلة «ليلي»، وأن يتخليا عن وليدتهما وأن لا يقوما بإنعاشها، وذلك كون أي مولود جديد يولد بهذا العمر وهذه الظروف، تعتبر فرصه بالحياة قليلة ومعدومة، وغالباً ما ينصح الأطباء ذوي الطفل الذي يولد قبل 22 أسبوعاً من أوانه أن لا يتم إنعاشه؛ لأن فرصه بالعيش قليلة جداً. ولكن الوالدة «كورتني» رفضت نصيحة الطبيب وأصرت على أن تبقى ابنتها في الإنعاش.

وفي مشهد درامي لا يُصدق، قالت «كورتني» عن تلك الليلة: «كنت أحمل ابنتي ليلي المولودة حديثاً طوال الوقت والحبل السُريّ ما زال ملتصقاً بنا، وطلبت من الطبيب أن يحاول إنعاشها ولو مرة واحدة فقط. وبالفعل أخذوا الطفلة إلى صينية التدفئة، وبدأ لونها يتحول حينها من اللون الأزرق إلى الوردي، ثم أخذوها إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وأوصلوها بأنبوب التنفس وبالأنابيب الأخرى اللازمة». وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد بقيت «ليلي» في العناية المركزة لمدة قاربت على الـ 126 يوماً، قبل أن يأخذها والداها «كورتني» و«بول» إلى المنزل، ويقوما بالعناية بها هناك.
وتتابع الـ«ديلي ميل»، بأن الطفلة المعجزة «ليلي»، استمرت بعد ولادتها بإدهاش الأطباء، حيث تقول والدتها، إنها الآن بعمر الرابعة، وهي طفلة طبيعية جداً، تحب اللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين، إلا أنها تعاني من تأخر في النطق، وهو الإشارة الوحيدة المتبقية على الولادة المبكرة التي هددت حياتها عند ولادتها.

رأي الأطباء بالأطفال الذي يولدون قبل آوانهم..


في وقت سابق، كشفت دراسة علمية تم نشرها خلال العام 2015 في مجلة «الجمعية الطبية الأمريكية»، أن معدلات البقاء على قيد الحياة للأطفال الذين يولدون قبل الأوان، كانت قد ازدادت في الفترات الأخيرة من 5 إلى 9% خلال الثلاثين عاماً الماضية، وذلك بسبب التحسينات التي طرأت على رعاية الأطفال حديثي الولادة. وتتابع الدراسة الأمريكية أن الأطفال الذين يولدون بعد حوالي 22 إلى 24 أسبوعاً من الحمل، يحظون بنسبة 75% للبقاء على قيد الحياة دون التعرض إلى إعاقة شديدة. والذين يولدون بعد 22 أسبوعاً من الحمل يحظون بنسبة 23% للبقاء على قيد الحياة.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الأطباء يشيرون إلى أن الولادات المبكرة قبل الأوان –كما حدث مع ليلي- قد تسبب العديد من المشاكل الجسدية، إلى جانب العديد من مشاكل النمو الأخرى، والتي غالباً ما تستمر معهم مدى الحياة، كما أنهم يكونون أقل وزناً وأصغر حجماً في الغالب. ويعاني هؤلاء الأطفال من مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل في التنفس، والرضاعة وأكثر عرضة إلى الإصابة بالالتهابات.

كما أكد الأطباء أنه في بعض الأحيان يستمر الأطفال الذين يولدون مبكراً في الإصابة بتأخر في النمو الجسدي والتطوري. ويبين المختصون أن الأطفال الذين يولدون قبل الأوان، غالباً ما يكونون معرضين لاضطرابات نقص الانتباه والنشاط المفرط، بالإضافة إلى القلق والاضطرابات العصبية، وأحياناً التوحد، كما أنهم يصابون بمشاكل الربو وأمراض الرئة الأخرى.

المزيد:

طفلة تُثير دهشة "الغرباء" بسبب كثافة شعرها

معجزة إلهية.. ماتت الأم الحامل بحادث سير ووُلدت الطفلة سليمة

طفل معجزة ينجو من الموت بأعجوبة بعد جريمة مأساوية