ضياع 145 مليون دولار، بسبب وفاة شخص واحد يحمل «كلمة السرّ»

رجل الأعمال الكندي، جيرالد كوتون
بعد وفاة الشخص الوحيد الذي معه كلمة السر
جيرالد كوتون، مؤسس وصاحب الشركة
ضياع 145 مليون دولار من العملات الرقمية
مؤسس ومالك شركة كوادريغا
5 صور

هذه ليست قصة فيلم سينمائي جديد الكل ينتظر صدوره على شاشات السينما خلال هذا العام، هذه قصة حقيقية؛ بل حقيقية جداً، جرت أحداثها في كندا، عندما تعرضت واحدة من أكبر أسواق العملات الرقمية في البلاد إلى خسائر هائلة، تقدر بما يعادل 145 مليون دولار أمريكي، وذلك بسبب وفاة شخص واحد فقط، يحتفظ بكلمة السر للكمبيوتر، بحسب ما ذكره موقع «سكاي نيوز».
وبدأت الحكاية في شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي 2018، عندما تُوفي رجل الأعمال الكندي المغامر «جيرالد كوتون»، وهو رئيس ومؤسس شركة «كوادريغا» للعملات الرقمية، والذي ترك مبالغ هائلة من العملات الرقمية مخبأة، دون أن يقدر أي شخص على الوصول إليها، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، لم تنجح الشركة، أو حتى زوجة رجل الأعمال الراحل، في فك تشفير الكمبيوتر المحمول الخاص به، والذي يحتفظ فيه بجميع ملفاته وأسرار عمله.
وبحسب شبكة «سي إن إن CNN» الأمريكية، أنه وعقب وفاة «كوتون»، صرحت شركة «كوادريغا»، التي تعد واحدة من أكبر أسواق العملات الرقمية على الإنترنت في العالم، أنها لا تستطيع الوصول إلى ما يعادل 145 مليون دولار من العملات الرقمية، مثل الـ«بتكوين» وغيرها من العملات، بعد وفاة «كوتون».
وكان كوتون، الذي توفي عن عمر يناهز الـ30 عاماً، قد رحل نتيجة تعقيدات نجمت عن إصابته بداء «كرون»، الذي يعرف أيضاً بـ«متلازمة كرون» أو «التهاب الأمعاء الناحي»، بينما كان في زيارة إلى الهند. وتحتفظ الشركة بالكثير من العملات الرقمية في حسابات تعرف باسم «المحافظ المالية الباردة»، وهي طريق لحماية تلك الأموال من قراصنة الإنترنت.
وبحسب وثائق كشفت عنها وسائل الإعلام الكندية ونشرت على الإنترنت بواسطة موقع الأخبار المعني بالعملات الرقمية «كوين ديسك»، أن المعضلة الكبرى في كل هذه المسألة، أن رجل الأعمال الكندي «كوتون»، هو الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى تلك المحافظ المالية الرقمية، وتلقي الحالة غير العادية الضوء على المخاطر التي يواجهها المستثمرون في حماية أصولهم المالية في الصناعة التي ليس لها قوانين واضحة.
وأدخلت وفاة رجل الأعمال الكندي، شركة «كوادريغا» في أزمة كبيرة، وفي دوامة تحديد كيفية تعويض أكثر من 100 ألف من مستخدميها وزبائنها، وبالإضافة إلى تلك المبالغ، فقدت الشركة إمكانية استعادة حوالي 53 مليون دولار لصعوبات في الوصول إلى الأموال من خلال النظام المصرفي التقليدي.
وأوضحت «كوادريغا» في بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني عبر الإنترنت: «على مدى الأسابيع الماضية كنا نعمل بشكل مكثف من أجل مواجهة قضايا السيولة لدينا، التي تتضمن محاولة تحديد وتأمين احتياطاتنا من العملات الرقمية في المحافظ الباردة.. لكن لسوء الحظ باءت هذه المحاولات بالفشل».
ومن جهتها، قالت «جينيفر روبرتسون»، أرملة «جيرالد كوتون»، في إفادة لها، إن الكمبيوتر المحمول الذي يخص زوجها الراحل، والذي اعتاد العمل من خلاله، مشفر ومحمي؛ مضيفة أنها لا تمتلك كلمة سر أو رمز الاستعادة، رغم البحث الدائم والمتكرر؛ مشيرة إلى أنها لم تتمكن من العثور على أي شيء مكتوب هنا أو هناك من شأنه أن يفك تشفير الكمبيوتر.
واستأجرت الشركة الكندية، خبراء لمساعدتها على فتح كمبيوتر كوتون المحمول، كما استأجرت معدات وتجهيزات يمكن أن تساعدها في فك تشفير الكمبيوتر المحمول، لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك، وهذه ليست أول مرة تتعرض لها صناعة أو قطاع العملات الرقمية لمشكلة كبيرة؛ إذ أن قراصنة الإنترنت تمكنوا في السنوات القليلة الماضية، من سرقة عملات رقمية تعادل قيمتها ملايين عدة من الدولارات.