دراسة تكشف كيف نجا "البشر الأوائل" في آسيا

كشف تاريخي مهم
هكذا نجا البشر الأوائل في آسيا
كهف فا-هيان لينا، في سيريلانكا
كان الإنسان ذكياً ليعرف كيف يحافظ على الصيد
الباحثون درسوا 14 ألف عظمة من عظام الثدييات الصغيرة
أدوات الصيد التي طورها الإنسان في الغابات المطيرة
كانوا يتغذون على القردة والسناجب
7 صور

مما لا شك فيه، أن الإنسان، على الرغم من كونه ليس الكائن الحيّ الأقوى أو الأضخم، إلا أنه الأذكى والأكثر قدرة على التكيف بين جميع الكائنات الحية الأخرى، لذلك لايزال يحافظ على نوعه ويقف في المقدمة أمام كائنات الكوكب حتى الآن، ومؤخراً، وجدت دراسة جديدة أن أجدادنا من البشر الأوائل الذين عاشوا في الغابات المطيرة في مناطق جنوب القارة الآسيوية،  تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، من خلال صيد القرود والسناجب البالغة، وهو اكتشاف عملي قيّم، غيّر نظرة الباحثين فيما يخص الكثير من الأمور.
ووفقاً لما نشره موقع «روسيا اليوم»، أن الباحثين في معهد «ماكس بلانك» لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، كانوا قد بيّنوا أن الأدلة المتوفرة في كهف «فا-هيان لينا Fa-Hien Lena»، وهو أقدم موقع أثري معروف في سريلانكا، تشير إلى أن البشر هناك استخدموا تقنيات متطورة في الصيد، مكّنتهم من البقاء والاستمرار بالحياة، وتعد هذه الدراسة، أول دليل على قيام البشر القدماء بمطاردة الرئيسيات من الحيوانات والثدييات الأخرى الصغيرة، وتلقي ضوءاً جديداً على تطور نوعنا.
وبحسب الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة «نيتشر كيميونيكيشنزNature Communications»، أو «إتصالات الطبيعة»، أنه في السابق كان يُعتقد أن أسلافنا لم يعيشوا في الغابات المطيرة في آسيا، وذلك بسبب سهولة اختفاء الحيوانات الصغيرة فيها، ولم يتم دعم هذه النظرية بسبب قلة عدد الحفريات؛ حيث إن البيئة المطيرة ليست جيدة للحفاظ عليها، ولكن اكتشاف عظام الحيوانات في كهف «فا-هيان لينا Fa-Hien Lena»، غيّر هذا المفهوم.
وقام باحثو المعهد، بقيادة الباحث «باتريك روبرتس»، بدراسة 14 ألف عظمة من عظام الثدييات الصغيرة، يعود تاريخها إلى الفترة الواقعة ما بين 45 و3 آلاف سنة مضت، التي كشفت عملية تقطيع وشواء الثدييات، كما عُثر عليها إلى جانب أدوات حجرية متطورة، ويعد هذا الاكتشاف الجديد مثالاً على قدرة الإنسان العاقل الفريدة على التكيف مع البيئات القاسية التي لم يمسسها أسلاف الإنسان البدائيون.
وأضافت الدراسة أنه ومنذ العصر الـ«بليستوسيني»، الذي يمتد ما بين 126 ألف إلى 11 ألف و700 عام، سكن البشر عدداً من البيئات المتنوعة أثناء انتشارهم خارج القارة الأفريقية؛ حتى في الغابات الاستوائية المطيرة، بسبب الافتقار إلى الحيوانات الضخمة في تلك البيئات.
ويؤكد الباحثون الألمان، أن البشر الأوائل كانوا أذكياء لدرجة أنهم أدركوا أن المخلوقات التي اعتمدوا عليها، هي الأكثر عرضة للاستغلال المفرط؛ مما أدى إلى تطوير إستراتيجيات «الصيد المستدامة»، كما كشفت الدراسة أن المستوطنين لم يستغلوا الحيوانات الشجرية.