يريدني أن أتخلى عن وظيفتي!!

السؤال

سلامات خالة.. أنا معجبة بشاب، هو أحد أقاربنا، ويريدني زوجة وأهله يتمنون ذلك. لكننا اختلفنا بموضوع الوظيفة، وأنا وظيفتي مهمة وإنسانية، ولا ينفع أترك عملي، وهو مصمم أن نتزوج وأترك العمل. أخبرته بأنه لا قسمة لنا في هذا الزواج على ما يبدو، لكنه للآن يتواصل معي، ويوضح لي أنه يحبني، ويتهمني أنني لا أتنازل عن عملي، وهو نفسه لن يتنازل. لا أعرف ماذا أفعل. أنا أحبه وأفرح لما أراه يتواصل مع المواقع الاجتماعية. الآن أنا في آخر سنة للحصول على شهادة عليا تؤكد وظيفتي، وهذا الوضع يؤثر عليَّ جدًا. ساعديني على إيجاد حل أرجوك.
(سلمى)

رد الخبير

1- لا يمكن يا حبيبتي أن تصلي إلى هذا النجاح الذي يؤهلكِ لمهمة إنسانية يستفيد منها أهلك ومجتمعك وتوقفي كل ذلك؛ لأن الشاب الذي يريدك زوجة يرفض ذلك.
2- هذا تصرف يجعله يبدو كطفل صغير؛ يريد أن يمنع طائرة من التحليق وإيصال الناس إلى أهدافهم؛ لأنه يريد أن يمتلك الطائرة ويضعها في غرفته ويقفل عليها الباب!!
3- نصيحتي أن تواجهيه بلطف وحكمة، وتطلبي أن يوضح له الأسباب التي تجعله يصرّ على أن تتركي وظيفتك. فهل هي وظيفة غير لائقة؟ وهي ستؤثر على حياتكما الزوجية؟ وهل بعد هذه الدراسة الطويلة والصعبة تكون النهاية أن تعلقي شهادتك في الصالون الأنيق، في الوقت الذي يحتاج مجتمعك إليكِ؟
4- أخبريه بأن تصرفه يندرج في خانة التملك والأنانية، ولا يمكن أن تستقيم الحياة العائلية بهذا المفهوم، ولو لم تكوني في هذا الوضع وكانت وظيفتك عادية، تندرج فقط في الحصول على دخل إضافي للأسرة، لقلنا إن تركك لها ليس أمرًا مهمًا، مع أن التعاون المادي بين الزوجين مطلوب بقوة في حياتنا اليوم؛ نظرًا للمسؤوليات والالتزامات التي تفرضها حياتنا العصرية ومتطلباتها.
5- لا أنصحك بقطع الطريق عليه، بل الإصرار اللطيف على إقناعه، ووضع اتفاق يحدد أولويات الحياة المشتركة بينكما، ويحترم في الوقت نفسه حاجة مجتمعك إلى وظيفتك، والدور الإنساني الذي تقومين به، ويمكن لعقلاء من العائلة أن يساعدوكِ في إقناعه. 
6- لقد وهبكِ الله عقلاً مستنيرًا يمكن أن يحقق فائدة لآلاف من الناس يحتاجون ذلك، فلا تفرطي بعطاء الله مقابل تعنت غير منطقي من شاب يتصرف بأنانية مفرطة. هو بحاجة إلى ترويض، وأعتقد أنه لن يتخلى عنك إذا ما فهم أبعاد وظيفتك ودورك الإنساني، فلا تخافي؛ فأنتِ قوية بما وهبك ربك، والرسالة النبيلة التي تنوين تحقيقها، فاستفتي قلبك، واتركي الباقي لخالقك ولن يخذلك.