أهم الحلول لحماية الطِّفل وعلاجه من التحرش

3 صور

من الظواهر الخطيرة التي مازالت مجتمعاتنا الخليجيَّة والعربيَّة تعاني منها، ظاهرة التحرش الجنسيّ بالأطفال في أماكن مختلفة، سواءً كانت عامَّة أو خاصَّة، وهي ظاهرة للأسف تقتل البراءة لديهم، وتفقدهم وتحرمهم من الابتسامة، وتجعلهم يميلون إلى الوحدة والانعزال.
وضمن الحملة البيضاء التي أطلقتها مجلة "سيدتي" ضد التحرش الجنسي بالأطفال، بالاشتراك مع برنامج الأمان الأسري الوطني، الذي ترأسه الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، ومشاركة (فندق إنتركونتيننتال جدة، وشركة رابيا)، التقينا الباحثة الاجتماعية والأخصائية النفسيَّة وفاء شما، التي تحدَّثت في البداية عن هذه الظَّاهرة بمباركتها لـ «سيِّدتي»؛ تبنيها «الحملة البيضاء» ضد التحرُّش، وهي قضيَّة مهمَّة تستحق تسليط الضوء للقضاء عليها؛ لأنَّها لا تزال موجودة؛ رغم محاولة رفع التوعية لدى الأسرة للحدِّ منها.

كشف التحرُّش وأعراضه
تقول الباحثة الاجتماعية والأخصائية النفسيَّة وفاء شما: «يتم الكشف عن جرائم الاعتداء أو التحرُّش عن طريق عدَّة وسائل، ومنها: أن يخبر الطِّفل أهله إذا تعرَّض لها، أو ملاحظة الأهل على الطِّفل عندما يتصرَّف بطريقة غير التي اعتاد عليها، كعدم قدرته على السير أو الجلوس بشكل طبيعيّ كما كان يفعل سابقاً، أو وجود إصابات في الأعضاء التناسليَّة، بالإضافة إلى مشاهدة أحد الوالدين آثار دماء على الملابس الداخليَّة».

أعراض التحرُّش
وأشارت إلى عدَّة أعراض قد تلاحظ على الطِّفل الذي تعرَّض للتحرُّش، ومنها: اضطرابات النوم التي تصاحبه بعد تعرُّضه للتحرُّش، والإفراط في البكاء والحزن أغلب الأوقات، وفقدان الشهيَّة المعتادة للطعام، بالإضافة إلى التبول اللاإراديّ كردَّة فعل، والعزلة عن الأهل والأصدقاء.

حلول لحماية الطِّفل وعلاجه
وعن الحلول التي يمكن أن تتبعها الأسرة لحماية الطِّفل وعلاجه، تقول الباحثة الاجتماعية والأخصائية النفسيَّة وفاء: «يجب التنبُّه لهذه الظَّاهرة المؤلمة بجديَّة، والتي تتطلَّب تشريعاً قانونيّاً يجرِّم منْ يقوم بها ويحاربها، وللأسف إلى الآن لا يوجد قانون لتجريم التحرُّش الجنسيّ؛ للحماية من العنف والإيذاء، ولكن هناك حلولاً للأسرة يجب اتباعها، وذلك من خلال توعية الأسرة من أجل حماية أبنائها، والتحدُّث معهم في هذه المواضيع، وهذه الحلول تتمثَّل في ما يلي:

1. رفع الخجل والتحدُّث بقليل من الجرأة معهم حول موضوع التحرُّش.
2. توعية الأطفال بطريقة تشرح لهم حقوقهم، وتعطيهم الثقة بكيفيَّة التعامل مع منْ حاول التحرُّش بهم، والخطوات التي يجب اتخاذها.
3. الشَّرح البسيط عن طريق برامج الأطفال الهادفة لإيصال المعلومة للأطفال؛ ليستوعبوا أنَّ هذا الشيء مرفوض، وأنَّه يجب الإبلاغ عن الذي يقوم بمثل هذا الأمر.
4. تخصيص حصص توعية في المدارس خارج المنهج، وبطريقه نفسيَّة سهلة؛ حتى يستطيع الطِّفل استيعابها.
5. معالجة الآثار النفسيَّة المترتبة على الأطفال الذين تعرَّضوا للتحرُّش عند طبيب نفسيّ، وذلك بشرح الخطوات الصحيحة التي يجب أن يتَّبعها الطِّفل لمحاولة إبعاده عن هذه الأحداث التي تعرَّض لها.
6. إفهام الطِّفل أنَّ ما حدث له لا ذنب له فيه، وأنَّ المجرم الذي ارتكب خطاً بحقِّه سيعاقب.
7. إخراج الطِّفل من عزلة الأزمة التي تعرَّض لها.
8. محاولة رفع مستوى الوعي المجتمعيّ لهذه القضيَّة، وتسليط الضوء من قِبَل الإعلام بشكل أكبر.
9. محاولة تكثيف الحملات المشابهة لحملة «سيِّدتي»، وهي بعنوان «الحملة البيضاء» ضد التحرَّش؛ لإيجاد حلول مناسبة للتحرُّش الجنسيّ.
10. المطالبة القانونيَّة، وهذا هو الأهم بالعقوبة الصَّارمة لهذا التحرُّش؛ لأنَّ أذيَّة الأطفال بأنواعها سواءً كانت لفظيَّة أو حركيَّة أو جسميَّة لابدَّ أن تكون عقوبتها معلنة في كل أروقة المجتمع؛ لمنعها، وردع من تسوِّل له نفسه فعلها.

أين تكون التحرُّشات؟ ومِن مَنْ؟
وعن الأماكن التي يمكن أن تحصل بها التحرُّشات تقول: «عادةً، يتعرَّض الطِّفل للتحرُّش في الأماكن العامَّة والخاصَّة»؛ مبينةً أنَّ التحرُّش قد يكون من قِبَل الأقارب بنسبة مرتفعة، فيجب على الأهل إدراك هذا الأمر، وعدم تكذيب الطِّفل إذا أخبرهم أن المتحرِّش هو من الأقارب؛ كالأب أو الأخ أو الخال أو العم أو زوج الأم، أو يكون من أشخاص آخرين لا تربط الطِّفل بهم علاقة قرابة، وقد تكون من الجار أو أصدقاء الأخ أو الأب أو عامل النظافة أو بائع الخبز أو غيرهم، ممن قد يختلط الطِّفل بهم خلال يومه، ويكونون سبب حزنه وخوفه الدائم.

نصائح لإبعاد الطِّفل عن التحرُّش
وقدَّمت الأخصائية عدَّة نصائح لإبعاد الطِّفل عن التحرُّش، وهي:
1. تعليم الطِّفل في حالة تعرُّضه لأيّ تهديد من قِبَل أيّ شخص، أن يقوم بطلب النجدة بصوتٍ مرتفعٍ جداً؛ حتى يتم إنقاذه.
2. متابعة الأطفال أثناء تواجدهم خارج المنزل.
3. ضرورة تحذيرهم من السير بمفردهم في الأماكن الخالية من السكَّان أو في الشَّوارع المظلمة.
4. التأكُّد من عدم مخالطة الطِّفل لأشخاص منحرفين سلوكياً، سواءً كانوا من أقاربه أو غيرهم.
5. توعية الطِّفل بعدم السماح للغرباء باصطحابه لأيّ مكان أو تقبيله أو لمسه.
6. ضرورة التفريق بين الأبناء في المضاجع وأثناء الاستحمام، وهذا الأمر حثَّنا عليه ديننا الإسلاميّ.
7. تعويد الأطفال على مراعاة غض البصر عن العورات منذ طفولتهم.
8. اعتياد الأطفال على مصارحة الوالدين بكلِّ ما يحدث لهم أثناء تعاملهم مع الغير، وكذلك ما يصدر عنهم كردود أفعال لتصرُّفات الآخرين معهم.