بين La casa de papel و"فرقة ناجي عطاالله" أزمة نصوص الدراما العربيّة تسقط حتّى عادل إمام

La casa de papel
فرقة ناجي عطا الله
La casa de papel
La casa de papel
La casa de papel
فرقة ناجي عطا الله
La casa de papel
La casa de papel
La casa de papel
La casa de papel
La casa de papel
11 صور

أيّام قليلة وينطلق الماراثون الدرامي في شهر رمضان، مع مئات الأعمال التي أعدّت على عجل، لا يتوقّع منها المشاهد أكثر من مساحة لمضيعة الوقت في شهر الصوم، ولا يبقى منها في الذاكرة سوى ما يدور وراء الكواليس، هناك حيث الأمور حقيقيّة أكثر، ليبقى ثمّة ما يعلق في ذهن المتابع.
لا يلتفت صنّاع الدراما إلى أنّ مشاهد اليوم بات يتابع عبر شبكة الإنترنت إنتاجات عالمية من كافّة دول العالم، تأتيه مترجمة يختار منها ما يشاء ساعة يشاء، دون أن يكون خاضعاً لكم الإعلانات المزعجة، ولمزاجيّة توقيت العرض.
إنتاجات بمعظمها رفعت الذائقة الفنيّة لدى المشاهد العربي، الذي اكتشف أنّه بمكان ما "أكل الضرب" عندما راهن على أعمال تبيّن أنّها مجرّد أعمال تجاريّة لم يكلّف صناعها أنفسهم حتّى عناء البحث قبل إغراقه بكل ثقة بكمٍ من المعلومات الخاطئة.
أحد أهم الإنتاجات التي تعرض عالمياً وتلقى رواجاً في العالم العربي، مسلسل La casa de papel (money heist) الإسباني، الذي حقّق نجاحاً غير مسبوق، ووضع الإنتاجات الإسبانيّة على قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في العالم العربي، كما وضع الأعمال العربيّة في موقع حرج.
فالمسلسل لا يخرج عن إطار الفكرة التي عالجها مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" الذي قدّمه الفنان عادل إمام في رمضان 2012، بعد غياب سنوات عن الدراما.
الفارق بين المسلسلين، يؤشّر إلى حجم الأزمة التي تعانيها الدراما العربية جرّاء أزمة النصوص، والعمل بوتيرة لا تقيم للإبداع حساباً للحاق بالماراثون الدرامي.

يدور La casa de papel حول شخصية البروفيسور "ألفارو مورتي" رجل غامض يخطّط لاقتحام دار السك الملكية الاسبانية، مع مجموعة من الأشخاص الذين ليس لديهم ما يخسرونه. قد يبدو الموضوع مستهلكاً ومملاً، لكن طريقة المعالجة عبقريّة، تجعل حتّى من ينفرون من أفلام الأكشن والعصابات والسرقات، يبهرون بهذا العمل الذي ينتظر الجمهور موسماً ثالثاً منه في تموز/يوليو المقبل.
تنطلق العملية باقتحام الدار في يوم تنظّم فيه مدرسة ثانويّة زيارة إليه مع مجموعة من الطلاب بينهم ابنة السفير البريطاني في إسبانيا، يحتجز الخاطفون الرهائن، وخلال دقائق يكون بإمكانهم سرقة ملايين اليورو، قبل أن ينطلق جهاز الإنذار وتحضر الشرطة، إلا أنّ الخاطفين الذين يوجّههم من خارج الدار البروفيسور، والذين لا يريدون أن يريقوا الدماء، ويخططون للخروج بصورة الأبطال، يستدرجون الشرطة، فالهدف ليس سرقة المال، بل طباعة أكثر من مليار يورو، في غضون 10 أيام.
يصعب الحديث عن مسلسل مليء بالأحداث والتفاصيل، إلا أنّ ما يمكن الحديث عنه بالمجمل، عبقرية السيناريو، فلا شيء متروك للصدف، وكل الأمور مخطّط لها، وكل الأحداث الطارئة تخضع لخططٍ بديلة.
لا تطويل، لا ملل، ليس ثمّة مشاهد يشعر أنّه أمام نوعٍ من الدراما لا يستهويه، والأهم لا يشعر المشاهد أن الكاتب تورّط بحبكة ولم يعرف كيف ينهيها، فصنّاع العمل قدّموا عملاً مستنداً إلى بحثٍ دقيق، في كيفية صناعة العملة، صناعة المتفجّرات، الأمراض وأدويتها، طريقة عمل الشرطة، القوانين الجزائيّة، فضلاً عن التركيبة الدراميّة للأبطال، والحوار الذكي الطريف الذي يخفّف من الأجواء الضاغطة. عيبه الوحيد أنّه يجعلك تتعاطف مع اللصوص الخاطفين، وتتمنّى للشرطة بئس المصير.



في المقابل ماذا قدّم لنا "فرقة ناجي عطا الله"؟ (تأليف يوسف معاطي_ إخراج رامي إمام).
كما البروفيسور، يقوم ناجي عطا الله (عادل إمام) بجمع مجموعة من الشباب لسرقة مصرف في إسرائيل.
عبر معبر رفح، ومن خلال نفق يتمكّن ناجي وفرقته من دخول قطاع غزة، ومن غزّة يتوجّهون إلى تل أبيب. بكل بساطة وسلاسة وكأنّهم يتوجّهون من المدينة إلى القرية في عطلة نهاية الأسبوع، فالطريق بين مصر وقطاع غزة، وبين هذا الأخير وتل أبيب هادئة، يمكن لأي كان أن يعبرها رغماً عن أنف الواقع، وأنّ ثمّة قطاع محاصر، وأنّ المعابر مراقبة لا يمكن أن يمر منها حتى عصفور دون أن تلتقطه الرادارات.
يسلاسة وبساطة أيضاً يسرقون المصرف، ومنه يتسلّلون إلى شمال الأراضي المحتلة على الحدود مع لبنان.
ولأنّ عمليّة السرقة كانت مرهقة، ينامون على الشريط الشائك، المراقب على مدار الساعة من الجهتين، ويتعرّض بعضهم للاختطاف، ثم من ينجو يقوم بخطف إسرائيليين ومبادلتهم بأعضاء الفرقة المختطفين، ومن لبنان إلى سوريا يفرّون بالمال المسروق، ثم إلى العراق.
كم من المعلومات المغلوطة واستسهال المعضلات، تبيّن أنّ الكاتب لم يراجع درسه جيّداً، أو اعتقد أنّه يتلو ما يتلوه على جمهوره أمّي يصفّق لكل ما يعرض عليه، ولو كان ما يعرض لا يستحق سوى الإتلاف حتّى قبل عمليّة المونتاج.
اليوم يخرج الفنان الكبير عادل إمام من الماراثون الدرامي الرمضاني بعد أن قدّم على مدى سنوات مسلسلات لا تستحق أن تضاف إلى مسيرته الحافلة بالنجاحات، فالفنان الكبير صاحب الموهبة الجبّارة يعاني كما غيره من أزمة النصوص، وأنّ شركات الإنتاج لا تتعامل إلا مع الأسماء البرّاقة، وأنّ هذه الأسماء تنجز نصوصها بسرعة قياسيّة للحاق بالموسم الرمضاني، وأنّ معظم ما ينتج من أعمال على مدار السنة يعرض في رمضان فحسب، وأنّ المساحة الممنوحة للكاتب والمخرج والممثلين لا تسمح بمشاهدة إلا ما نشاهده من أعمال أعدّت على عجل، معتمدة على فكرة أنّ المشاهد العربي لا يحاسب، وأن من يجرؤ على الانتقاد يصنّف في خانة "أعداء النجاح".



تشهد الدراما العربيّة اليوم تراجعاً نتج عنه غياب عنصري الدهشة والإبهار، فالمشاهد يشعر أنّ صنّاع العمل يستخفّون به، ما يبرّر تحوّله إلى ناقد متنمّر على قاعدة أنّي أسخر منكم كما تسخرون منّي من خلال ما تقدّمونه على الشاشة.
فهل سنشهد في رمضان 2019 أعمالاً مدهشة؟ هل سنشاهد مسلسلات ستخلّدها الذاكرة؟ أم أنّ ما سنشاهده في بداية الشهر الفضيل سننساه أوّل أيّام العيد، لنعود ونتابع إنتاجات عالميّة تستحق المتابعة؟

خاص: حقيقة إصابة عادل إمام باكتئاب حاد بعد استبعاده من ماراثون دراما رمضان 2019

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستقرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"