عيد الفطر ومظاهر الاحتفال به

كرنفال الأطفال في العيد
فرحة الأطفال في العيد
الرقصات الشعبية
عبدالعزيز القويعي
7 صور

يحتفل المسلمون حول العالم بعيدين اثنين لا ثالث لهما كل عام، هما عيد الفطر السعيد، الذي يأتي بعد شهر رمضان، وعيد الأضحى المبارك، الذي يتزامن مع الحج، ما يجعل الفرحة فيهما فرحةً عظيمةً.
الأستاذ الباحث عبدالعزيز القويعي، الحاصل على بكالوريوس الشريعة، حدَّثنا عن مظاهر الاحتفال بعيد الفطر من الناحية الدينية

 

مشروعية عيد الفطر

5316246-1796664115.jpg

 

شرَّع الله لنا عيد الفطر للشكر على صيام شهر رمضان، وخلق مظاهر الفرح والسرور في نفوس المسلمين. العيد يأتي بأمرين، الأول عبادة، والآخر إباحة، فالعبادة هي صلاة العيد التي واظب عليها رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، أما الإباحة فهي إعلان جميع مظاهر الفرح، وتباح فيها اللقاءات، والزيارات، والاحتفالات، والطرب والغناء، وهذا كله موجود في الشريعة، والدليل في ذلك دخول أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، مرة عند النبي وعنده عائشة، وجاريتان تغنيان فنهاهما أبو بكر، وقال: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله. فقال الرسول: دعهما يا أبا بكر فلكل أمة عيد.
كل أمة لها عيد، ولها فرح، ولها مظاهر للفرح، وينبغي علينا إظهار الفرح والسرور ونشر السعادة فيما بيننا، وأن ندع الناس تفرح بطريقتها دون تحسس ولا استكراه، مثلما فعل النبي إبراهيم عليه السلام مع قومه حيث كان يخرج مع قومه للاحتفال بأعيادهم.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ » قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ». رواه أبو داود.


صلاة العيد وآدابها

sl_lyd.jpg


لأن العيد مناسبةٌ تأتي مرة واحدة في السنة فمن الطبيعي أن يهتم المسلم بشكله ونظافته فالله عز وجل جميل يحب الجمال، لذا يُستحب الغسل، والتطيُّب، ولبس أجمل الثياب، كما يُستحب في عيد الفطر الإفطار بعد صلاة الفجر مباشرةً بأكل التمر وتراً «ثلاث، أو خمس، أو سبع حبات» قبل الخروج إلى الصلاة، وصلاة العيد ركعتان، يشرع فيها التكبير، وبعدها خطبة، يتناول فيها الخطيب واقع المسلمين، ويرشدهم، وينصحهم، ويعظهم، ويفضَّل أن تكون خطبة العيد غير طويلة ولا مملة لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. رواه البخاري ومسلم.
والسُّنَّة أن تكون الصلاة في مصلَّى العيد، وليس في المسجد، أو في ساحة مفتوحة، وهذا هو المعروف من فعله صلى الله عليه وسلم، ومواظبته، كما رجَّحه جمعٌ من أهل العلم.
وعندما يرجع الشخص إلى بيته، يُشرع له أن يصلِّيَ ركعتين، فعن أبي سعيد الخُدْري، رضي الله عنه، قال: «كان النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لا يصلِّي قبل العيد شيئاً، فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين». ويستحبُّ التكبير من غروب شمس ليلة العيد، وأوجَبَه بعضُ أهل العلم. ويكبِّر من حين خروجه من بيته حتى يأتي الإمام إلى المُصلَّى، وهذا التكبير مشروعٌ باتفاق الأئمة الأربعة، فعن ابن مسعود: أنه كان يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد». ويستحبُّ التكبير في المساجد والمنازل والطرق، وعن ابن مسعود، «أنه كان يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد»، ويستحبُّ التكبير في المساجد والمنازل والطرق.
المصادر
سنن أبي داود
صحيحا البخاري ومسلم.