4 مراهقات في براثن الإدمان على غاز البوتان!

كانت المكالمة من أحد الجيران طالب الأب فيها بالعودة إلى المنزل الذي شبت فيه النيران، فاعتقد داً أن سببه ماس كهربائي غير أن الخبر وقع عليه كالصاعقة عندما علم أن ابنته وصديقاتها كن يستنشقن غاز البوتان الذي يصيب بالهلوسة، وعندما امتلأ جو الغرفة بالغاز وبمجرد إشعال إحداهن سيجارة انفجر المكان مخلفاً آثار دمار هائلة....تكسرت فيه جدران الغرفة وبابها...

بدا الخوف جلياً على فريدة التي أصيبت بحروق متفرقة في جسدها ووجهها يوم الواقعة بدأت حديثها بنبرة من الندم، متحدثة عن صديقاتها اللواتي حضرن الواحدة تلو الأخرى، وتابعت: «كنا أربعاً في غرفة بقبو الفيلا حيث استنشقنا أربع علب من غاز البوتان، ثم قامت واحدة من الفتيات بإشعال سيجارة دون أن تدرك أن الغرفة مشبعة بالغاز خاصة وأنه لا توجد نافذة في القبو؛ ما أحدث انفجاراً هائلاً خلع باب الغرفة وجدرانها». 

ليس صعباً شراء عبوات الغاز فقد جلبنها من السوبرماركت المجاور للمنزل، وهي المرة الثانية لهن في تجربة استنشاقها، أصيبت فريدة بحروق وشبت النار في شعر صديقتها التي أشعلت السيجارة، وتعرضن جميعاً لحروق متفاوتة ألزمتهن المستشفى لأكثر من أسبوعين، ولا تزال للتشوهات في جسدها حتى الآن آثار مزعجة.

عاهات مستديمة

حسب تقرير الطب الشرعي أصيبت كامليا ابنة الـ14 عاماً بحروق في مختلف أنحاء الجسم مع إعاقة في مفصل المرفق الأيمن والأيسر، وتشوه بالجزء العلوي لصوان الأذنين؛ نتيجة التهابات مضاعفة للحروق ما يعتبر عاهة مستديمة تقدر درجة العجز فيها بـ15%، أما فريدة وعمرها 16 عاماً فأصيبت بحسب التقرير الطبي بحروق في أنحاء متفرقة دون حدوث عاهة مستديمة، وتعرضت ليلى 17 عاماً إلى حروق استلزمت عملية ترقيع جلدي مع إصابة بعاهة مستديمة قدرت درجة العجز الناشئة عنها بـ10%، وأورد التقرير أن الفتاة الرابعة درة 14 سنة تعرضت لحروق في مختلف أنحاء الجسم.

وجاء تقرير البحث الجنائي أن الحادث في منزل فاطمة نجم عن انفجار غازي لمادة البيوتان الخاص بتعبئة ولاعات السجائر والهواء بداخل حيز الغرفة الصغيرة الكائنة أسفل الدرج بطابق السرداب.

إنكار!
الفتاة درة تجرأت وتكلمت عن الحادثة، وادعت أنها فوجئت وهن جالسات وعقب إشعال سيجارة في الغرفة بحدوث انفجار هائل أصابهن بحالة من الهلع والخوف وهرعن جميعهن إلى الخارج؛ بسبب انتشار النيران، وأنها لم تصح إلا وهي في المستشفى. 
هي صدمة أصيب بها والدها أيضاً الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من ابنته، وكانت في حالة هياج، وطلبت مني الحضور إلى منزل صديقتها، وأخبرته بأنها تعرضت لحادث هي وصديقاتها، يتابع الأب: «كنت حينها أسمع صوت صراخ بقية الفتيات وصوت صفارات الحريق والإسعاف، وعندما وصلت وجدت ابنتي وآثار الحروق بادية عليها، وتم نقلها لغرفة العمليات في مستشفى حكومي». 
 فيما أنكرت صديقتهن كامليا استنشاق الغاز، وقالت: «كنا نتسامر ونتحدث في أمور عادية عندما سمعت دوي انفجار هائل».
 
مراهق بريطاني
لجوء المراهقين لهذه الحيلة ليس جديداً على الشرطة، فالواقعة الأولى وحدثت في دبي أيضاً كانت لمراهق بريطاني فقد حياته بعد استنشاق هذا الغاز، وفي العام 2012 سجلت 4 حالات نجم عنها حالة وفاة واحدة وإصابات بليغة، ما دفع بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي بدراسة الأسباب النفسية لإقبال بعض المراهقين على استنشاق غاز الولاعات. 
فهل يمكن اعتبارها ظاهرة مستحدثة، وبدأت بالانتشار في أوساط الشباب المراهقين. هذا ما يؤكده المقدم الخبير أحمد مطر المهيري، مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بالوكالة، الذي جزم أن غاز البوتان الموجود في الولاعات يحتوي على مواد تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، وتعمد المراهقون لاستنشاقه كي يصابوا بنوع من النشوة والهلوسة. 

رقابة
حذرت عناصر شرطية وتربوية من خطورة انتشار هذه الممارسات والسعي إلى تحجيمها؛ لسهولة تجربتها من صغار السن ورخص ثمنها وتوفرها في المنازل والبقالات، فتأثير استنشاق المذيبات والغازات شبيه بتأثير المواد المخدرة المحظورة، بل إنه أكثر سرعة في التأثير؛ لأن المواد الطيارة تدخل من الرئتين مباشرة إلى مجرى الدم دون أن تمر على المعدة... هنا تابع خبير في الشرطة: «دعونا إلى إحكام الرقابة على الأبناء وخاصة خلال التجمعات والحفلات، ومعاملتهم بانفتاح وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم وتحقيق استقلالهم الذاتي».