قصة زوجين حولا صحراءَ قاحلة إلى جنة استوائية

تظهر الصورة كيف كانت الأرض جرداء ثم خضراء عام 2012
تنازل سيباستياو وزوجته عن العقار والأرض ليتحول إلى محمية
عاد العصفور إلى أرض سيباستياو وليليا
الزوجة ليليا فكرت والزوج سيباستياو حقق لها ماتريده
هذه السلحفاة الصغيرة ضمن زواحف وثدييات وطيور بالمحمية
في 20 سنة حولا الصحراء لجنة استوائية
بساتين الفاكهة الساحرة زينت الغابة
عودة البوم إلى الأرض بعد تحولها لجنة
عادت الحيوانات
أرض عائلة سالجادو قبل وبعد
11 صور

الإنجازات الفردية تستحق الإعجاب؛ لكن الإنجازات الثنائية هي الأكثر صعوبة وندرة، فإنجازات الأزواج غالباً ما تكون شخصية لكن سيباستياو وزوجته ليليا، غيرا المفاهيم كلها بإنجازهما العظيم والفريد من نوعه الذي استغرق من عمرهما «20» سنة كاملة، لقدد حققا معجزة طبيعية، بتحويلهما صحراء قائلة إلى جنة خضراء مذهلة، فيها ملايين الأشجار الخضراء بجهودهما الفردية، حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وموقع «سبق».


حققا جنتهما الخاصة

jn_7.jpg
في جهد فردي يوازي ما تقوم به دول وحكومات واصل زوجان برازيليان العمل لمدة 20 عاماً حتى تمكنا من تحويل أرض صحراوية قاحلة إلى غابة استوائية كاملة من ملايين الأشجار، وذلك على مساحة تبلغ 1750 دونماً، «الدونم فيه 1000 متر»، في ولاية ميناس جيرايس شرقي البرازيل.
وقضى المصور الصحافي البرازيلي سيباستياو سالجادو (75 عاماً) وزوجته ليليا سالجادو السنوات العشرين الماضية في مشروع حياتهما، وتمكنا من تحويل أرض جرداء إلى جنة استوائية.

بداية القصة

jn.jpg
بدأت قصة هذه الغابة عام 1994 عندما عاد المصور الصحفي سيباستياو سالجادو من رحلة مأساوية لتصوير ونقل أحداث الإبادة الجماعية في دولة رواندا بإفريقيا، وشعر سالجادو بالصدمة عندما اكتشف أن مزرعة عائلته تدهورت، حتى أصبحت وادياً قاحلاً.
وفي مؤتمر التغير المناخي بباريس عام 2015 روى سالجادو ما حدث، وقال: «كانت الأرض مريضة، لقد دُمر كل شيء، كان نحو (0.5٪) نصف في المئة فقط من الأرض مغطى بالأشجار».

الزوجة ليليا صاحبة الفكرة

jn_g6.jpg
ويتذكر سالجادو كيف كانت هذه المزرعة غابة مطرية غنية وشبه استوائية، لكن المنطقة عانت من إزالة الغابات بشكل واسع، ومن الاستغلال غير المنضبط للموارد الطبيعية؛ وهنا فكر الزوجان في إعادة زراعة الغابة، وكانت فكرة زوجته ليليا.
وفي مقابلة مع مجلة سميثسونيان في عام 2015 روت ليليا ما حدث، وقالت: «كان تفكيرنا في إعادة زراعة الغابة طبيعيّاً جدّاً وغريزيّاً. كانت الأرض متدهورة للغاية، والطبيعي أن نصلحها».


معهد «تيرا» للبيئة

jn_8.jpg
في عام 1998 أسس الزوجان البرازيليان معهد «تيرا»، وهو منظمة بيئية مخصصة للتنمية المستدامة (الدائمة) للوادي، وحصل الزوجان على الدعم من شركة “Vale”، إحدى أكبر شركات التعدين، وخبراء إعادة زراعة الغابات في العالم، الذين تبرعوا بـ 100000 شتلة، وساعدوا في تجديد (التربة الميتة)، كما أعد المعهد برنامجاً لمشاركة طلاب المدارس المحلية في مشروع تشجير الغابة.


عقدان ثمن إنجازهما

jn_9.jpg
وعلى مدى 20 عاماً تمكن الزوجان سالجادو من زراعة غابة، تبلغ مساحتها 1750 دونماً، تضم ملايين الأشجار، تمثل نحو 300 نوع من الأشجار، وأكثر من 170 نوعاً من الطيور، و30 نوعاً من الثدييات، و15 نوعاً من البرمائيات والزواحف.. والكثير من هذه الحيوانات معرض لخطر الانقراض.


ولادة جديدة

jn_5.jpg
ويقول سالجادو: «عادت جميع الحشرات والطيور والأسماك بفضل هذه الزيادة في الأشجار. أعدت زراعة الغابة، وجددت معها شبابي. وُلدت أنا أيضاً من جديد. كانت هذه أهم لحظة في حياتي.

محمية طبيعية

jn_0.jpg
لم يعد سالجادو يمتلك الغابة الآن؛ لقد أصبحت محمية طبيعية، تُزرع فيها الملايين من شتلات الأشجار في الصوب، ويتدرب في معهدها علماء البيئة الشباب، كما ترحب بالزائرين لرؤية غابة تولد من جديد.
فهل ياترى سيصبح الزوجان البرازيليان قدوة لأزواج آخرين حتى يستثمرا تفاهمهما وطاقتهما الإيجابية؛ لتخضير الأراضي الصحراوية الكثيرة، ويحاربا الأبنية الإسمنتية الغازية بزراعة الأشجار والثمار؟
فالزوجان البرازيليان سيباستياو وزوجته ليليا سالجادو، حققا حلمهما بفكرة ولدت لدى الزوجة، وتحققت بخطوة أولى من الزوج، عندما آمن بفكرة زوجته، ثم تتابعت خطواتهما الناجحة حتى صنعا بجهدهما الفردي محمية طبيعية لأبناء وطنهما دون أن تقدم لهما حكومتهما أي مساعدة تذكر.