أم فلسطينية قدمت امتحان «الثانوية العامة» لتشجع ابنتها.. فتفوقت عليها

زهور ابنة السيدة نهلة
كلتاهما تفوقتا بالامتحانات
نهلة وابنتها زهور
الأم نهلة أبو دقة وابنتها زهور
تفوقت على ابنتها بالثانوية العامة
5 صور

الكثير من قصص النجاح، نسمع بها كل يوم في مختلف المجالات، إلا أن قصة نجاح السيدة الفلسطينية «نهلة أبو دقة»، مميزة للغاية وتستحق التوقف عندها طويلاً، فالأمر ليس مجرد نجاح على المستوى الشخصي، بل قصة والدة مثابرة ومناضلة أمسكت يد ابنتها وصعدت معها سُلم النجاح. وذلك بعد أن عادت إلى مقاعد الدراسة وهي بعمر الـ48 عاماً.

ووفقاً لما نشره موقع «عربي بوست»، أن السيدة «نهلة»، كانت بعد أن قاربت على عقدها الخامس، قد عادت إلى مقاعد الدراسة خلال العام الماضي 2018، ورافقت ابنتها «زهور أبو سمحان» البالغة من العمر 18 عاماً، في كل يوم إلى المدرسة. ورغم أنها كانت قد تركت الدراسة طوال 30 عاماً، إلا أن حبها للعلم والمعرفة، دفعها إلى أن تقدم على إنجاز ما لم تتمكن من فعله سابقاً.

بدأ الأمر عند «نهلة»، عندما قررت أن تُشجع ابنتها «زهور» على الدراسة والنجاح في الثانوية العامة، وحتى تفعل ذلك، سجّلت معها وعادت للدراسة من جديد، على الرغم من مسؤولياتها الاجتماعية والعائلية. واللافت بالأمر، ليس فقط عودتها لمقاعد المدرسة أو نجاحها بامتحان الثانوية العامة، بل إنها نجحت هذا العام بتفوق كبير وحصلت 95%، مجتازة معدل ابنتها التي حصلت 91.7%.

وفي حديث للسيدة الفلسطينية أدلت به لوسائل الإعلام، قالت إن ظروفها المعيشية والاجتماعية، كانت قد منعتها قبل 30 عاماً من إكمال دراستها، إلا أن شغفها للعلم جعلها تتقدم لامتحان الثانوية العامة مع ابنتها «زهور» خلال العام الماضي. وتابعت أنه من الأمور التي شجعتها لفعل ذلك أيضاً، أن أبناءها –وهي أم لـ8 أبناء- كبروا وأصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم.

وأضافت «نهلة»، أنها شعرت بفخر شديد لعودتها إلى مقاعد الدراسة، وجلوسها مع ابنتها في الفصل نفسه. ووصفت تجربتها هذه بأنها كانت «أكثر من رائعة»، وأنه لم يكن هنالك أي حرج لسيدة بعمرها، من الجلوس مع طالبات بعمر ابنتها يصغرونها بعدة عقود. وأضافت السيدة الفلسطينية التي تعيش في قطاع غزة، أنها تطمح إلى دراسة «العلوم الشرعية والفقه الإسلامي».

من جهتها، أشارت ابنتها «زهور»، التي نجحت بمعدل متفوق بالتخصص الأدبي، أنها ربما لم تكن سوف تنجح لولا مساعدة والدتها والتحاقها بالثانوية العامة، لأنها كانت داعمة ومشجعة لها في كل شيء. وأن «نهلة» فتحت باب تنافس بينها وبين ابنتها للدراسة بشكل أفضل.