فَضْلُ الأُضْحِيَةِ

الداعية محمد بن عبد الله الغضية
3 صور

وَرَدَ الكثير من الأحاديث النبوية في مشروعية الأضحية، واتفق أهل العلم على أنها سنة مؤكَّدة في حق المُوسِرِ أو المقتدر ماليًّا، وقد قال بذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبلال وسعيد بن المسيب وعطاء ومالك وأحمد وأبو حنيفة والأوزاعي، وغيرهم كثير من أهل العلم.


سنة مؤكدة

dhy_0.jpg


وأكد الداعية محمد بن عبد الله الغضية، أن الأضحية سنة مؤكدة، وهي أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله يوم عيد الأضحى . وقال بعض العلماء إن الأضحية واجب على المقتدر، ويُكره ترك الأضحية لمن قدر عليها؛ لما يفوته من فضلها؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قَالَ رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا). وعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ في الأُضْحِيَةِ (لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ وَيُرْوَى بِقُرُونِهَا).

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بكبشين أملحين أقرنين وذبحهما بيده وسَمَّى وكَبَّر ووضع رجله على صفاحهما، حيث روى أنس رضي الله عنه قال: (ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ)؛ ذبح أحدهما فقال (هذا عن محمد وأهل بيته)، وذبح الآخر وقال (هذا عمن لم يُضَحِّ من أمتي). وهذه بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لكل من لا يستطيع أن يضحي، فقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عنه. وقد قيل إن الأملح هو الأبيض الخالص البياض، وقوله: (أقرنين) تعني أن لكل واحد منهما قرنين، ولهذا قال العلماء، يُسْتَحَبُّ الأقرن. والمراد بصِفَاحِهِمَا، الجانب الواحد من وجه الأضحية.


أُضْحِيَةٌ واحدةٌ تكفي

dhy_2_0.jpg


أوضح الغضية، أن بعض البيوتات في السعودية وبلاد المسلمين تضحِّى فيها الأم (الزوجة)، وبعض الأبناء، وربما يضحي الرجل (الزوج) بأكثر من أضحية، مع أن السُّنَّةَ تؤكد أن الأضحية الواحدة للزوج تكفيه وتكفي أهل بيته، والقيام بنَحْرِ أكثر من أضحية من أجل إعطاء الفقراء أمر جيد ولا بأس به.