60 عالمًا لاستكشاف منطقة مساحتها 3300 كيلو متر في العلا

العلا
بعض الرسومات
2 صور

باتت المناطق التاريخية والأثرية في المملكة تحظى باهتمام وعناية من قبل الحكومة الرشيدة، وأخذت بتعريف العالم أجمع عما تضمه أرضها من معالم تحكي تاريخ وحضارة شعوب قديمة، وتعد منطقة العلا إحدى هذه المناطق، ومؤخرًا بدأ فريق من علماء الآثار والحضارات القديمة عملية مسح أثري في مساحة تبلغ أكبر من مساحة بلجيكا؛ للكشف عن أسرار حضارة الأنباط في العلا بمنطقة المدينة المنورة.

يذكر أنّ الأنباط أقاموا مدينتهم في العلا (مدائن صالح) والتي كانت بمثابة العاصمة الثانية لهم بعد البتراء في الأردن، وذلك ابتداء من القرن الأول قبل الميلاد واستمرت حضارتهم نحو 200 عام، وبحسب ألـ BBC يضم الفريق الأثري أكثر من 60 خبيرًا، ويعمل ضمن مشروع يستغرق عامين، لاستكشاف منطقة تقدر مساحتها بنحو 3300 كيلو متر.

بدوره قال المحاضر بجامعة الملك سعود في الرياض "عبد الرحمن السحيباني":" كنت أركز في وقت سابق على الحضارتين الدادانية واللحيانية، والآن فإنّ الهيئة الملكية لمحافظة العلا تعمل بمنظور أوسع من أجل فهم أكبر لكيفية تطور المجتمعات المبكرة في المنطقة".

يشار إلى أنّ الهيئة الملكية بالعلا وفرت للفريق الأثري أحدث التقنيات، ومنها: الطائرات الخفيفة المزودة بكاميرات متخصصة.

وقالت عالمة الآثار الأمريكية "ربيكا فوت" إنّ عمليات الاستكشاف الأثرية الجديدة ستضع السعودية على خريطة التاريخ القديم، مضيفة:" نعرف الكثير عن الفترة بين الألف الأولى والثالثة قبل الميلاد، نعرف الكثير عن مصر القديمة وبلاد الرافدين، وبالمقارنة فإننا لا نعرف سوى القليل عن شبه الجزيرة العربية في التاريخ القديم، فكيف ستؤثر اكتشافاتنا على فهمنا للتاريخ القديم، لا نعرف بعد، ولكن من المرجح أنها ستعيد تشكيل رؤية العالم في التاريخ القديم".

بدوره قام فريق التنقيب الجوي بقيادة "جيمي كوارترمين" من جامعة أوكسفورد البريطانية بتغطية نصف المواقع المستهدفة وعددها 11500 موقع بطائرات خفيفة مزودة بكاميرات متخصصة تحلق على ارتفاع يتراوح بين 2000 و3000 قدم، ويتم وضع الكاميرات بزاوية 45 درجة مئوية تحت الطائرات، وتم بواسطتها اكتشاف مواقع دفن ومشاهد جنائزية من العصر البرونزي.

كما أبدت خبيرة فن النحت على الصخور "ماريا غواغنين" التي قضت لمدة 5 سنوات في شمال غرب الجزيرة العربية انبهارها بقاعدة البيانات الكبيرة التي صارت متاحة الآن، قائلة:" لأول مرة نتطلع للمشهد الأثري بكل جوانبه، وتعتمد معلوماتنا على توزيع أنواع الحيوانات في فترة ما قبل التاريخ وعلى مواقع الدراسة الأثرية من الجو ومواقع العصر الحجري".

مضيفة:" كان يعتقد أنّ العديد من الحيوانات لا أثر لها في شبه الجزيرة العربية، ولكن لوحات الفن الحجري أظهرت العكس"، مؤكدة أنّ وجود أنواع من الثدييات المرسومة على الصخور في العلا يوفر معلومات لها علاقة بانتشارها وطريقة حياتها والغذاء الذي كان متاحًا لها.