التقاويم الزمنية الأكثر أهمية في التاريخ وسر تصنيفاتها

 التصنيفات المعتمدة للتقويم الزمني في ثقافات العالم
التصنيفات المعتمدة للتقويم الزمني في ثقافات العالم. المصدر: freepik
استخدام التقويم الميلادي في العالم الأوروبي
استخدام التقويم الميلادي في العالم الغربي. المصدر: freepik
اكتشاف الوقت يشكل أهمية بالغة في تنظيم المهام اليومية وتلبية الحاجات الأساسية
اكتشاف الوقت يشكل أهمية بالغة في تنظيم المهام اليومية وتلبية الحاجات الأساسية. المصدر: freepik by Mr. Borys
 التصنيفات المعتمدة للتقويم الزمني في ثقافات العالم
استخدام التقويم الميلادي في العالم الأوروبي
اكتشاف الوقت يشكل أهمية بالغة في تنظيم المهام اليومية وتلبية الحاجات الأساسية
3 صور


يُعد الوقت اختراعًا بشريًا في تصنيفاته المعمول بها في الوقت الراهن. حيث عمل الإنسان على فهرسةالفواصل الزمنية لتكوين فترات ومدد تقاس بالثواني والدقائق والساعات، والأيام والأسابيع والشهور، والسنوات والقرون.

اكتشاف الوقت

اكتشاف الوقت يشكل أهمية بالغة في تنظيم المهام اليومية وتلبية الحاجات الأساسية. المصدر: freepik by Mr. Borys


إن تقسيم الوقت وتصنيفه يشكل حاجة ضرورية منذ بدأ الحضارات الإنسانية الأولى وحتى يومنا الحاضر، فالوقت يشكل أهمية بالغة في تنظيم المهام اليومية للأفراد، بالإضافة إلى تلبيته لحاجاتنا الأساسية كالإحاطة بالتاريخ والقدرة على التنبؤ بموعد حدوث الظواهر الكونية، كالأحداث الفلكية وتغيرات الفصول السنوية.
وقد شرع العالم الغربي إلى إيجاد تقويم زمني معين يحكمه ويعمل على تقسيم السنة إلى 12 شهرًا، الإ أن الثقافات المختلفة والمتعددة في العالم، أنشأت تقاويم متعددة ومختلفة تمامًا عن التقويم الغربي. ويشير خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان: أن القدماء المصريين هم أول من عرفوا السنة الشمسية من خلال مراقبة النجوم، متفوقين بذلك على اليونانيين الذين أضافوا كل ثلاثة أعوام شهرًا إلى السنة حتى تستقيم الفصول."
وبحسب ما جاء في كتاب "هيرودت يتحدث عن مصر" فإن القدماء المصريين قد قسموا السنة إلى 12 شهرًا وكل شهر 30 يومًا مع زيادة خمسة أيام كل سنة، وبذلك تنتهي دورة الفصول لديهم بنفس التاريخ الذي بدأ به التقويم."
يقدم موقع medicoplus.com العديد من التصنيفات المعتمدة للتقويم الزمني في ثقافات العالم، ضمن نظام محدد يتوافق وخصوصية هذه التقاويم التي تم إنشاؤها لتلبية حاجة إنسانية بدائية، فالثقافات السابقة في العالم كانت معزولة عن بعضها البعض؛ الأمر الذي ساهم في هذا التنوع الهائل في التقاويم الزمنية.

التقاويم الزمنية الأكثر أهمية في التاريخ

1. التقويم الميلادي

استخدام التقويم الميلادي في العالم الغربي. المصدر: freepik


إن التقويم الميلادي والمستخدم في العالم الغربي يُعتمد بشكل واسع ومعروف في جميع أنحاء العالم. وقد وضعه البابا غريغوريوس الثالث عشر منذ سنة 1852. ويعُد التقويم الغريفوري نسبة للأخير تقويمًا مثاليًا قائمًا على توازن محكم بشكل جيد مع السنة الشمسية؛ وهو الوقت الذي تستغرقه الأرض في الدوان حول الشمس. ويتضمن هذا التقويم 365.2425 يومًا و12 شهرًا.
حيث يتراوح عدد الأيام في 11 شهرًا ما بين 30 و 31 يومًا، في حين أن شهرًا واحدًأ فقط تحدد أيامه بـ 28 يومًا وهو شهر فبراير، الذي يتغير كل أربع سنوات ليصبح 29 يومًا. الأمر الذي يحقق التوازن الدقيق للسنة الشمسية.

" تشير الدراسات بأن النظام الميلادي قد لا يكون مثاليًا في المستقبل؛ أي في غضون ثلاثة آلاف عام، فمن المرجح أن تكون الأرض قد ابتعدت أكثر عن كوكب الشمس"

2. التقويم الهجري

يعتبر التقويم الهجري أو الإسلامي قمريًا على خلاف التقويم الميلادي من حيث النوع، لذلك فأنه لا يعتمد على حركة الأرض حول الشمس. تنقسم السنة الإسلامية إلى 12 شهرًا قمريًا، لتشكل بذلك دورات تتكون من 32 سنة.
حيث أن السنة "صفر" في التقويم الهجري توافق السنة 622 من التقويم الميلادي، عندما هاجر النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة، وتتوافق السنة 2023 في التقويم الميلادي مع السنة 1445 من التقويم الهجري.

3. التقويم اليوناني

يتألف التقويم اليوناني من 12 شهرًا، حيث تتراوح عدد أيامه ما بين 29 أو 30 يومًا بالتناوب. وقد تصادف السنوات إضافة شهر جديد ليصبح مجموعها 13 شهرًا في السنة التي تتراوح مداتها بـ 354 يومًا، وذلك تحقق التزامن مع السنة الشمسية كل ثلاث وست سنوات أو ثماني سنوات؛ ابتداء من الوقت المعمول به.

4. التقويم المصري

 


تم إنشاء التقويم المصري في سنة 4241 قبل الميلاد، حيث أن التقويم المستخدم في مصر القديمة يشكل إحدى أعظم إسهامات واكتشافات المصريين في عالم الفلك، والتي تنبأت بالعديد من الظواهر والأحداث الفلكية فيما يتعلق بمستقبل البشرية. ويتألف التقويم المصري من من 12 شهرًا يتكون من 30 يومًا مع خمسة أيام عطلة إضافية لتتزامن مع السنة الشمسية.

5. التقويم البابلي

يصنف التقويم البابلي تقويمًا قمريًا من حيث النوع على شاكلة التقويم الهجري. لذلك فأن الوقت يقاس بناء على دورات القمر وحركته. تتكون السنة البابلية من 12 شهرًأ يتكون كل منها من ما يقارب 30 يومًا، وقد أضافوا البابليين أشهرًا إضافية عندما يتسبب ضياع وفقدان الأيام في عدم تزامن الأشهر لديهم مع موسم البذور.

6. التقويم الفارسي

يعود أصل التقويم الفارسي إلى سنة 800 قبل الميلاد على غرار التقويم الميلادي، وعلى الرغم من أن السنة في هذا التقويم لا تبدأ في شهر كانون الثاني كما هو متعارف عليه في التقويم الشمسي، بل تبدأ في الاعتدال الخريفي والذي يحدث ما بين 22 و 23 أيلول، إلا أن التقويم الفارسي يتكون من 360 يومًا في السنة مقسمة على 12 شهرًا كما هو معمول به في التقويم الشمسي.

7. التقويم الصيني


يتميز التقويم الصيني بكونه تقويمًا قمريًا وشمسيًا في ذات الوقت، على غرار التقويم الميلادي تعتبر الشمس الشيء الأكثر أهمية في حساب الوقت ضمن التقويم الصيني، وتقسم السنة إلى 12 شهرًا يتكون بعضها من 30 يومًا وبعضها الآخر من 29 يومًا.
وعلى غرار التقويم القمري فأن التقويم الصيني يحتفل بالسنة الجديدة مع أول قمر جديد بعد مرور الشمس عبر كوكب الدلو؛ الأمر الذي قد يصارف حدوثه ما بين 21 كانون الثاني و 17 شباط وفقًا للتقويم المعمول به، وتتوافق السنة 2023 للتقويم الميلادي مع السنة 4753.

8. تقويم شعوب المايا

يعتبر تقويم حضارة المايا من التقاويم الزمنية المعقدة وغير المألوفة للغاية، حيث أن هذا التقويم يعتبر مغايرًا عن تصنيف التقويم الأوروبي. أنشأت حضارة المايا قديمًا بما يقارب 3372 سنة قبل الميلاد تقويمًا زمنيًا يربط بين التقويم الحقيقي وفقًا لحركة الأرض والشمس، وتقويمًا آخر يقوم على فكرة المعتقدات الإلهية.
ووفقًا لذلك فأن أيام السنة في التقويم تتراوح ما بين 365 يومًا فلكيًا ويسمى بـ "عام الهاب" و 260 يومًا فلكيًا في عام يسمى بـ "عام تزوليك". حيث يقوم هذا التقويم الآخير على مبدأ الدوائر الزمنية؛ الأمر الذي يعني أن هذا التقويم يقوم بتكرار نفسه كل 52 عامًا.

" بحسب تقويم حضارة المايا فإن تاريخ نهاية العالم قد وقع في 21 كانون الأول من عام 2012 أي نفس التاريخ الذي ينتهي به التقويم الزمني الخاص بهم"


في النهاية، يمثل تعاقب الليل والنهار منطلق الانسان الأول في فهم الزمن وتتبع حركته، وضمن دورة التعاقب الدوري والمتجانس لحركة الضوء والظلام فهم الانسان أن الكون يعيش دورة متجانسة تدوم قي فترات محددة.
إن أعرق الحضارات التي تعاقبت على البشرية ربطت تقسيمات الزمن وفقًا للمنطلق السياسي والديني؛ بدءًا من الحضارة الرومانية والمصرية وصولا إلى التقويم الاسلامي والميلادي. وبذلك وصف عالم الرياضيات "فرانسوا بلوندال اختلافات التقويم الزمني بالآتي:

" إن ما نسميه تقويما أو رزنامة ليس سوى تقسيم سياسي للزمن، وقد وضعه أشخاص استنادا إلى حاجات معينة. وأنا أسميه سياسيا لأنه ينتمي أساسا إلى كل ما هو بشري، ولأن التقويم يختلف حسب الأمم، ويحتسب بالسنوات حسب حاجيات مختلفة، ونسميه بالعصور المقسمة إلى أجزاء تختلف من أمة إلى أخرى."


يمكنكم أيضًا معرفة طرق حساب الوقت عند العرب قديمًا