الهوايات من الآباء إلى الأبناء .. قصص تروى 

الهوايات من الآباء إلى الأبناء .. قصص تروى 
الهوايات من الآباء إلى الأبناء .. قصص تروى 

كثيراً ما نتابع بعض أبناء المشاهير الذين يرثون مواهب آبائهم أو أمهاتهم، كما نشاهد الكثير من الشباب الذين يمارسون الهوايات نفسها التي يمارسها الأهل، حول هذا الموضوع، توجهنا إلى عدد من الشابات والشباب بسؤالنا: هل ورثتم هوايات أمهاتكم أو آبائكم، وما تلك الهوايات، وكيف تعملون على تطويرها بما يتناسب مع العصر الحالي، في ظل التطور التكنولوجي.

 





جدة | ثناء المُحمد Thana Almohammed - الشرقية | عواطف الثنيان Awatif Althunayan
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine - تونس | منية كواش Monia Kaouach
القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab - الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad

 

التقنية والإبداع

غدير الرحيلي

غدير الرحيلي: مع التطور التكنولوجي أصبح من السهل دمج الفنون

 


غدير عبدالله الرحيلي، من السعودية، ورثت الحس الفني من والديها، وحول ذلك تتحدث قائلة: «والدتي كان ميولها إلى الرسم، وتمتلك ذوقاً رفيعاً وحساً فنياً في اختيارها للألوان واللوحات، ووالدي أيضاً شاعر ومتذوق للفن يعمل على تنظيم القصائد في المناسبات والاحتفالات الرسمية، كان ولا يزال من أوائل الداعمين والمشجعين بعد عمل كل لوحة، ويصحح الأخطاء وينتقدني انتقاداً بنّاء، ويقيمني ليجعل من غدير النسخة الأفضل والأقوى، كما أني في بداية مشروعي قمت بفتح محل دام لمدة ثلاث أعوام، ومن ثم تحول المشروع إلى معمل صغير داخل منزل والدي لاستقبل الطالبات، ومن ثم بدأت بالانطلاق بمشروعي بالتجارة الإلكترونية، وأعتقد أن حبي للفنون ورثته منهم».

وعن اكتشاف حبها للفن تخبرنا غدير: «لاحظت تفوقي في مادة التربية الفنية منذ المرحلة الدراسية، وبحثت في فترة دراستي الجامعية عن شغفي، وقمت بشراء جميع أدوات الرسم، وكانت هذه بدايتي الحقيقية التي تعلمت وتدربت فيها على الرسم».

وأضافت: «بدأت الرسم على الأقمشة واللوحات، وشاركت من خلالها في معارض عدة بالمملكة العربية السعودية، ودورات تدريبية بالكلية وجامعة طيبة في المدينة المنورة، وأيضاً جمعية الثقافة والفنون والجمعيات الخيرية، ومن ثم قررت بالتوسع في مجال الفن وكان الأقرب لي هو فن الطباعة والتطريز، وجمعت بين هذه الفنون الثلاثة ليصبح فناً يكمل بعضه الآخر، بعد ذلك قررت طرح لوحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث لاقت رواجاً عالياً، وتم التوصيل لأكثر من 12 منطقة في المملكة العربية السعودية».

وحول تطوير الموهبة في ظل التقدم التكنولوجي، اختتمت قائلة: «مع التطور التكنولوجي أصبح من السهل دمج الفنون وولادة فرص جديدة من الأفكار والمواهب، واستخراجها بطريقة مبتكرة وعصرية وبالتقنية نستطيع الإبداع بكل احترافية».

تابعي المزيد: برنامج «رحلة إبداعية حول المملكة».. مبادرة للكشف عن مواهب سعودية عالمية

 


بين رفع الأثقال والتايكواندو

رحمة الخواهر

رحمة الخواهر: الرياضة في دمي ووالدي شجعني للفوز بمنافسات حمل الأثقال

 


من السعودية أيضاً، شاركتنا رحمة الخواهر، الحديث عن بداية ولعها بهواية والدها قائلة: «بداية شغفي بالرياضة كانت منذ الطفولة؛ حيث نشأت في بيئة رياضية وتأثرت بموهبة والدي عبد المنعم الخواهر، بطل سابق من أبطال المنتخب السعودي في رياضة التايكوندو، وأحد مدربي المنتخب السعودي للعبة التايكواندو، وحلمت باليوم الذي أشارك والدي موهبته عندما أكبر».

وعن توجهها للعبة رفع الأثقال من دون غيرها من الألعاب الرياضية عوضاً عن لعبة التايكواندو التي كان يمارسها والدها، أفادت رحمة: «مارست رياضة التايكوندو في البداية، وبكون وزني غير موجود لهذه اللعبة في دورة الألعاب السعودية، توجهت حينها في رفع الأثقال، وتابعت التدريب يومياً، حتى وصلت إلى هذه المرحلة والمنافسة وحصلت على المركز الأول، وفزت بالذهبية في منافسات السيدات لـرفع الأثقال في دورة الألعاب السعودية بالرياض، وكذلك لدي أخت اللاعبة فاطمة الخواهر، التي فازت هي أيضاً باللعبة نفسها؛ حيث ربحت البرونزية، بمشاركة أكثر من 6000 رياضي، و2000 مشرف فنّي وإداري يمثّلون أكثر من 200 نادٍ من مختلف أنحاء المملكة، ولقبت بأفضل لاعبة في المملكة، كما شاركت مع المنتخب السعودي في بطولة العالم في بلغاريا، ومارست كذلك رياضة رفع الأثقال بوصفها هواية، وشاركت في دورة الألعاب السعودية في رياضة رفع الأثقال، واستطاعت تحقيق المركز الأول ولله الحمد».

وكشفت البطلة رحمة الخواهر بأنها تحرص على تطوير موهبتها بما يتناسب مع العصر الحالي في ظل التطور التكنولوجي، مركزة على أهمية توفير أماكن وصالات مناسبة للتدريب والتعلم، ومجهزة بكافة الوسائل التكنولوجية، وإعداد مقاييس معرفية في رفع الأثقال.

وتابعت: «بدعم من والدي ومدربي الكابتن عباس القيصوم وزميلاتي في اللعبة دفعوني للتطور والاستمرار لتحقيق المزيد من البطولات ورفع علم وطني في المحافل الدولية».

 


الشغف بالفن

حلا فرحات

حلا فرحات: نحن أحياء طالما نفعل ما نحب

 


تعدّ حلا فرحات، سنة ثانية طب عام، من لبنان، «أن الطب والفن حين يجتمعان يولد الأمل. فلكل منّا طريقة للتعبير عن مشاعره والصراعات التي يمرّ بها، وكان الرسم وسيلتي لأترجم أحاسيسي منذ الصغر، هروباً من واقعٍ مجرّد إلى عالم مليء بالألوان والحياة».

وتضيف: «بدأت رحلتي مع الرسم منذ نعومة أظافري، وهي هواية أعتز بها وأفتخر كثيراً؛ لأنني ورثتها من أهلي، وعملت على تطويرها في المرحلة الثانوية مع دعم الأهل بالطبع والمقرّبين مني، إضافة إلى الممارسة والتدريب المكثّف بشغف بالاستعانة باليوتيوب والقليل من المواقع على الإنترنت. وعلى الرغم من الأنماط الكثيرة في الرسم، فإني فضّلت رسم الوجوه التعبيرية، فمشاعر الإنسان وشخصيته تترجم من خلال عيونه وتعابير وجهه، ولكي يطوّر المرء نفسه عليه بالعمل والمحاولة من دون استياء، وبالفعل ففي كل مرة أصنع عملاً فنياً جديداً أرى تطوراً ملحوظاً عما سبق. ورغم شغفي بالفن الذي كان يأخذ القسم الأكبر من يومي، إلا أنه لم يكن عائقاً أمام دراستي، فأنا اليوم طالبة طب في الجامعة اللبنانية أجمع بين حبي للطب والأبحاث العلمية وشغفي للرسم الذي أفرّغ فيه توتري وأستمدّ منه الطاقة، لكي أكمل دراستي على نحو أفضل. لطالما وجدت أنّ العلاقة بين الطب والفن علاقة وطيدة، فهما بوابتا الأمل والإنسانية؛ إن كان الطبيب يحيي الإنسان ويداوي جسده من الآلام، فإن الفن يداوي الروح ويحسّن من الصحة النفسية للفنان وللمشاهد».

وتختم: «إنّ الرسم وسيلة لتحقيق الذات، كما أن الطب مهنة لإيصال الرسالة الإنسانية، وعلينا دائما أن نعبّر بطريقة أو بأخرى عما نشعر به إلى جانب واقعنا الذي نعيشه، ليبقى الأمل يضيء حياتنا ولنبقى أحياء».

 

من رسومات حلا فرحات

 

 


تابعي المزيد: بدعم من المهرجان السعودي للتصميم المواهب الشابة.. شغف بالثقافة الإبداعية

 


الاقتداء بالوالدة

نعام هواربي

نعام هواربي: غرست فيّ والدتي منذ طفولتي حب تعلم العزف الموسيقي


يتحدّث نعام هواربي، من تونس، طالب في جامعة «تولوز» الفرنسيّة، عن هوايته التي أخذها عن أمّه قائلاً: «حرصت والدتي على أخذي إلى معهد الموسيقى، لأتعلّم أسس ومبادئ العزف على آلة «البيانو» منذ أن كنت في الثامنة من عمري، متوخّية الخطوات نفسها التي مرّت بها لما كانت في مثل سنّي.

وقد حرصت والدتي على مساعدتي في تماريني الموسيقيّة، تستمع باهتمام إلى عزفي، وتقيّم أدائي وتشكرني لتشجّعني على المواظبة وعلى اكتساب ثقة في قدراتي، وهدفها أن أتلقّى تربية موسيقيّة كتلك التي تلقّتها هي نفسها».

يعترف نعام أنّه تأثّر بوالدته في بداياته الموسيقيّة، وسعى إلى الاقتداء بها، واجتهد لنيل رضاها، وبدأ ينجذب إلى الموسيقى الكلاسيكيّة، ويغرم بها شيئاً فشيئاً إلى أن حذقها وتمرّس عليها ولمّا صار يافعاً انخرط في جمعية مدنيّة مكّنته من مزيد المعرفة والتمارين الموسيقية، فتشبّع بالموسيقى الكلاسيكية المعاصرة، إضافة إلى مقطوعات الموسيقى الكلاسيكيّة.


أنماط موسيقية


أشار نعام إلى محاولاته العديدة للتّفتّح على أنماط موسيقيّة متنوّعة لتغذية هوايته قائلاً: «شرعت في تجربة موسيقيّة جديدة، فتعلّمت موسيقى الجاز، وتمرّنت على آلة «ساكسوفون»، وانضممت إلى مجموعة شبابيّة تمارس موسيقى «الجاز»، ثمّ سعيت لاكتشاف الموسيقى العربيّة، فتمرّنت على آلة النّاي التقليدي ونغماته العذبة».

استغلّ نعام بقاءه في المنزل جرّاء جائحة كوفيد 19 ليتفاعل مع موسيقى الحاسوب بصفتها تجربة جديدة، مستخدماً برمجيّات توجد على الحاسوب وتحدث نغمات وأصوات لتعوّض الآلات الموسيقيّة الحيّة. كما أنشأ قناة «يوتيوب» يبثّ منها ما يعزفه من مقطوعات موسيقيّة كلاسيكيّة وعصريّة، بعضها من تلحينه وبعضها الآخر من تلحين موسيقيين مغرم بمعزوفاتهم، فنالت قناته إقبالاً مهمّاً خاصّة من قبل الشّباب وحظيت بـ 2000 مشاهدة.

يقول نعام «انتهيت بي الهواية التي غرستها فيّ والدتي إلى مواصلة تعليمي العالي في الاختصاص الموسيقي، وإلى تكريس وقتي وجهدي لتلحين موسيقى الأفلام والمسلسلات وألعاب الفيديو، وانطلقت فعلاً في تجربتي الجديدة، فلحّنت موسيقى فيلم قصير».

تابعي المزيد: طلابٌ وطالبات: نتمنّى أن تُضاف هذه المادة إلى المناهج


التكنولوجيا وسهولة لإنتاج الفن

هبة رافع

هبة رافع: التكنولوجيا خلقت أدوات أكثر سهولة لإنتاج الفن

 


هبة محمود رافع، فنانة تشكيلية مصرية، تعلق على هذا الموضوع قائلة: «لكل منا له هوايته التي يفضلها ويحرص على ممارستها، ويطورها يوماً بعد الآخر، وقد تنبع مباشرة من البيئة الحاضنة له، أو بسبب حاجته إليها، لكن الغريب أن هناك بعض الناس ورثوا هواياتهم عن أسرهم وأحبوها وتأقلموا معها، وعلى الرغم من تمرد الجيل الحالي على كل ما هو قديم، إلا أن الأمر اختلف في اختيار الهواية، ويرجع ذلك إلى أسباب أهمها الوراثة، أو الوفاء، أو تخليد ذكرى الأسرة، لكن بالنسبة إلي، فإن هواية الرسم ليست وراثية، فأمي وأبي طبيبان، لكنهما من متذوقي الفن كثيراً، وهو ما أعدّه جزءاً من وراثة الفن».

تضيف: «في ظل التطور التكنولوجي فأرى أنّ التكنولوجيا خلقت أدوات أكثر سهولة لإنتاج الفن، وغيرت ساحة التعبير عن الذات، وسرّعت العملية التي يمكن من خلالها تمويل الفن وتوزيعه في أكثر من مجال، عندما نتكلم عن أدوات أحد الفنانين، سيتخيل معظمنا الطلاء والفرشاة وأقلام الرصاص وما إلى ذلك، لكن التكنولوجيا الآن غيرت الأدوات بالكامل، فعلى سبيل المثال يمكن للفنانين الآن استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنشاء أعمال فنية رائعة وحقيقية.

باختصار، لم يعد الفنانون محصورين بالأدوات الفنية التقليدية، وهم الآن يستكشفون تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وحتى الذكاء الاصطناعي».

توضح: «من وجهة نظري، فإن التكنولوجيا لا تغير فقط الأدوات التي يستخدمها الفنانون، ولكنها أيضاً تعيد تعريف قماش لوحة الرسم؛ إذ قفز الفنانون الآن من حدود اللوحة والمعرض والصحيفة إلى جميع أنحاء العالم، ومنحهم العالم الافتراضي من الإمكانات الشيء الكثير، وقد أنشِئت معارض عدة متنقلة تستخدم تقنية الواقع الافتراضي؛ إذ يدخل الزائرون في سلسلة من الغرف المجهزة بسماعات رأس افتراضية مربوطة بالمقاعد التي تدور.

هذه البيئة تمحو أي إحساس بالمبنى أو إزعاج من الضيوف الآخرين حولهم وهم ينظرون إلى الفن الجميل. الآن يمكن إنتاج الفن وتوزيعه على الناس في جميع أنحاء العالم، ويسمح هذا أيضاً لمزيد من الناس بمشاهدة الفن؛ ما يسمح لهم بمغادرة عالم النخبة أو الموهوبين بشكل استثنائي. فاليوم، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي يمكن لأي فنان إنشاء أعمال فنية جديدة ومبتكرة، وعرضها على الجميع، بغض النظر عن المكانة الاجتماعية، وبتكلفة منخفضة.

أصبح العلم يندمج مع الفن لإنشاء تجربة جديدة تماماً لكل من الفنان والمشاهد، وفي المستقبل يمكننا أن نتوقع أن يتغير هذا أكثر ونحن نستكشف تقاطع الإبداع والتكنولوجيا مع الفن».


من الهواية إلى المهنة

سحر رمسيس ووالدتها

سحر رمسيس: طورت هواية والدتي في الأزياء التقليدية وصرت مصممة أزياء


سحر رمسيس مصممة مغربية شابة صاحبة شركة للأزياء التقليدية المغربية؛ اختارت عن طواعية هواية والدتها مونية رمسيس في تصميم القفطان المغربي. تقول: «درست مجال اللوجيستيك وتسيير المقاولات في الرباط، ولكنني فعلا كنت أحب عالم الأزياء منذ الصغر، فقد كبرت على شغف التصميم وسط ألوان الأقمشة المتنوعة والإكسسوارات، والزخرفة التقليدية والتطريزات الجميلة التي تبدعها أيادي الصناع المغاربة، وصوت آلات الخياطة. كنت أحب أن أقترب من عالم والدتي وأساعدها بين الفينة والأخرى أوقات فراغي، فتعلقت بالأزياء وجمالها وبريقها، لذا اخترت دراسة التصميم ومعانقة هواية والدتي».

وتضيف: «الحقيقة حرصت والدتي ووالدي على أن أدرس في أحسن الجامعات، وأحصل على دبلوم عال يساير سوق الشغل الحالي، وبالفعل كان لي ذلك. إلا أنني انجذبت إلى الأزياء التي أصبحت مع مرور الوقت مهنة والدتي التي طورتها لتكون لها علامتها الخاصة، أحببت أن أبدع في الزي المغربي التقليدي أكثر وأن أسهم أيضاً في تسيير شركة وماركة العائلة، التي دشنتها والدتي مونية رمسيس بهوايتها لعالم الخياطة والموضة».

توضح: «أسير على هدى الدتي دائماً وأضفي باستمرار لمسات خاصة بي وبجيلي المنفتح على قصات مبتكرة وألوان جريئة تساير صيحات الموضة، كما أن دراستي في مجال التسيير والتدبير، يجعلني أتماشى مع طلبات السوق ويمنحني فرص تطوير الشركة والانفتاح على زبائن متنوعين بأفكار ترويجية عصرية».

تابعي المزيد: الشُّهْرَةُ لو تَحَقَّقَتْ..كيفَ يستغّلها الشباب لخدمة المجتمع؟