بدعم من المهرجان السعودي للتصميم المواهب الشابة.. شغف بالثقافة الإبداعية 

بدعم من المهرجان السعودي للتصميم المواهب الشابة.. شغف بالثقافة الإبداعية 
بدعم من المهرجان السعودي للتصميم المواهب الشابة.. شغف بالثقافة الإبداعية 

تبرز من الأحداث التي شهدها المهرجان السعودي للتصميم في نسخته الثانية توقيعُ مذكرات تفاهمٍ بين إدارته وجهاتٍ عدة، منها مذكرة التفاهم مع حاضنة المشتل الإبداعية، ومذكرة التفاهم مع «منصة أظلال» وجامعة عفت وفنادق شدا بهدف الاحتفاء بالمصممين الشباب، ودعم شغفهم بالتصميم والثقافة الإبداعية، وتطوير الهوية السعودية في مجال التصميم على الصعيدين الإقليمي والعالمي. «سيدتي» تسلِّط الضوء على المبادرتين وما تشتمل عليهما من مشروعاتٍ قدَّمتها طالباتٌ مشاركات فيهما، وإبداعاتهن في مجال التصميم وابتكار الحلول برؤى عصرية.

 

 

 

 


الرياض | عبير بوحمدان Abeer Bu Hamdan - سارا محمد Sara Mohammed
تصوير | سعد الدوسري Saad AlDussri - محمد عثمان Mohammed Othman
والعلاقات العامة في المهرجان السعودي للتصميم

 

 

 


«أظلال» تدعم المواهب

الأميرة نورة الفيصل

الأميرة نورة الفيصل: المبادرة تهدف إلى تمكين طالبات التصميم قبل التخرُّج من التعامل مع مجتمع التصميم على أرض الواقع

 

 


أكدت الأميرة نورة الفيصل، أن «المبادرة مهمةٌ جداً، إذ تعدُّ تنفيذاً لاستراتيجية أظلال في وصل النقاط، حيث قمنا بوصل قسم التصميم في جامعة عفت، القطاع التعليمي، مع فنادق شدا، القطاع الصناعي، بإتاحة الفرصة لطالبات التصميم للحصول على الخبرة الحقيقية في النظام البيئي عبر التعامل المباشر مع عميل فنادق شدا، وتجربة إدارة الوقت لتسليم المهام في الموعد المحدد، إلى جانب تركيز اظلال وجامعة عفت على استمرار الأبحاث بوصفها جزءاً من الاستكشاف، الذي تمَّ من خلال جمع الطالبات، ثم تقسيمهن إلى فرقٍ للإقامة في فنادق شدا، واكتشاف الثغرات والمشكلات التي يمكن حلها، ما يمنح نتيجةً أفضل للفندق وعملائه»، وقالت: «المبادرة تهدف إلى تمكين طالبات التصميم قبل التخرُّج من التعامل مع مجتمع التصميم على أرض الواقع، وقد عملنا يداً بيد مع قسم التصميم في جامعة عفت على تطوير البرنامج، وتحديد أهدافه لتزويد الطالبات بما يحتجن إليه بوصفهن مصمماتٍ رائداتٍ مستقبلاً». وأضافت الأميرة نورة: «طالبات التصميم عبرن عن سعادتهن بالمشاركة في المهرجان السعودي للتصميم، وتحدثن عن كل ما تعلَّمنه في هذه المبادرة، كذلك أسهم وجود العميل في دعم وتحقيق أهداف المبادرة عبر اكتشاف بعض المشكلات التي لم تكن ظاهرةً لإدارة الفندق، والمساعدة في إيجاد حلولٍ لها، ما جعل الفائدة تعمُّ جميع الأطراف، العميل والطالبات، ونتمنى تعميم هذه المبادرة على جميع الجامعات، وأن تسهم الفنادق والجهات المختصة في تحقيق أهدافها».

وعن رؤية «أظلال» المستقبلية قالت الأميرة نورة: «دائماً وأبداً تسعى أظلال إلى تسليط الضوء على المشكلات التي تعيق نمو بيئة التصميم، ومن خلال البحوث وكشف هذه العوائق، تُصنع الاستراتيجيات لحل المشكلات، وسد تلك العوائق، بالتعاون مع المصممين ومجتمع التصميم عبر وصل النقاط مع هذا المجتمع على صعيد أكبر وأوسع، وبإذن الله هناك عديدٌ من الاستراتيجيات المقبلة، منها الشراكة مع الخطوط الجوية السعودية من خلال البرنامج السعودي للتصميم».

 

 


فنادق شدا

من الجلسات النقاشية للمهرجان وتبدو ريم قراش فيها

ريم قراش: سنفتح أبوابنا دائماً للعمل مع المواهب الشابة وتبنيها

 

 


وأشارت ريم قراش الرئيس التنفيذي لفنادق شدا نحن نقدّر الخبرة المدروسة، والتطبيق العملي، ولدينا ارتباط وثيق بهذه الثقافة، لذلك أصبح من الضروري العمل مع مجتمع من الفنانين والمواهب المحليين.والطلاب هم الجيل الجديد،ولهم نظرة خاصة بالنسبة للمنتجات والخدمات، وكنا مهتمين بكيفية تفكيرهم حول خدمات الضيافة وخططهم لكيفية البقاء على رأس السوق وفي الوقت نفسه تلبية الاحتياجات المحلية الخاصة. وعملنا عن كثب مع الطالبات، واستضفناهن في فنادق شدا لفهم القيم والخبرة والبرامج الحالية، وسنفتح أبوابنا دائماً للعمل مع المواهب الشابة وتبنيها، ونمنحهم الفضل في عملهم حتى يفتخروا بأنفسهم مع إمكانية تنفيذه فعلياً في شدا.

تابعي المزيد: مصممة المجوهرات الأميرة نورة الفيصل:"منصة أظلال" لدعم المصممين الموهوبين في مختلف المجالات

 

 


جامعة عفت

الأميرة نورة الفيصل وريم قراش الرئيس التنفيذي لفنادق شدا وطالبات جامعة عفت خلال جلسة في المهرجان السعودي للتصميم

 


وأوضح الدكتور أحمد كساب، أستاذ التصميم في جامعة عفت: «بعد مرور عامٍ انتهينا تماماً من مرحلة البحث، ومرحلة تحديد متطلبات التصميم، بالتالي فإن الخطوة المقبلة ستكون مرحلة البدء في تصميم حلولٍ ومنتجاتٍ وخدماتٍ، تحقق متطلبات التصميم». وحول طريقة اختيار الطالبات وتأهيلهن للمشروع، قال: «تمَّ الاتفاق بيني وبين الدكتور ساجد خليفة، رئيس القسم، على تقسيم الطالبات إلى أربع مجموعات، كل مجموعةٍ تضمُّ خمس طالباتٍ، تتميَّز كل واحدةٍ منهن بمهارةٍ مختلفةٍ عن الأخريات، ليكون الفريق كاملاً ومتناغماً، وتمَّ الاختيار، وتأهيل الطالبات من خلال محاضراتٍ وجلسات إرشادٍ احترافية».

وشدَّد الدكتور أحمد على أهمية هذا النوع من المبادرات لأنه يخدم ثلاثة محاور، هي: المجتمع، وقطاع تعليم التصميم، وقطاع الأعمال، حيث يقوم بتوعية المجتمع بالدور الرئيس للمصممين المحليين، ودورهم المحوري في تطوير ودعم حياتنا وتحسينها للأفضل، بينما يدعم قطاع الأعمال عبر حصوله على خدماتٍ بمستوى عالمي بأيدٍ محلية، ومساعدته أيضاً في تحقيق الأهداف الخاصة المتعلِّقة بالخدمة المجتمعية، في حين يخدم قطاع تعليم التصميم من خلال دعم الطلاب بالخبرات العملية الواقعية، وربطهم بمجتمع الصناعة والأعمال، وتأهيلهم للواقع العملي.

 


اكتساب الخبرة في العالم الحقيقي


عبرت حلا مشخص من الطالبات المشاركات في المبادرة عن سعادتها بقولها: «نحن محظوظات للغاية، لأنهم أتاحوا لنا هذه الفرصة الرائعة. حيث يمكننا الآن اكتساب خبرةٍ في العالم الحقيقي من خلال العمل مع عميل فندق شدا، حيث كانت المهمة، إعادة تصميم المنتجات والخدمات لعملاء فندق شدا من أجل المساعدة في ابتكار أفكارٍ جديدةٍ لعملائه، ولضمان حصولنا على أفضل نتيجةٍ ممكنةٍ، انقسمنا إلى فرقٍ عدة، وتناولنا هذه المهمة من كل زاوية، وأتيحت لنا الفرصة لمقابلة العميل، واكتشاف احتياجاته، وكيفية جعلها حقيقةً واقعة، وقمنا بزيارة الموقع مراتٍ عدة لتطوير بحثنا، وبعد إجراء البحث، عقدنا اجتماعاتٍ عدة مع العميل للانتقال إلى المرحلة التالية، وقد ساعدتنا كل خطوةٍ اتخذناها في فهم كيفية العمل مع العميل، وتقديم المنتج الأنسب لاحتياجاته، وأخذنا أيضاً الوقت الكافي لطرح الأفكار والتوصُّل إلى حلولٍ مبتكرةٍ لضمان رضاه عن النتيجة النهائية».

وكشفت حلال عن أحلامها قائلةً: «لطالما تحمَّست لمساعدة الآخرين، وإحداث تغييرٍ في العالم، وتصميمُ المنتجات مجالٌ رائعٌ، يسمح لنا بإيجاد حلولٍ لأي مشكلةٍ تواجهنا، من أدوات المطبخ الصغيرة إلى الأجهزة الطبية المعقدة، وهذا يتطلَّب وجود الأدوات والإرشادات المناسبة، وواثقةٌ تماماً من أنني أستطيع إحداث تأثيرٍ إيجابي كبيرٍ في موطني والعالم، ويمكنني أن أنضم إلى النساء الملهمات اللاتي يصنعن فرقاً، فأنا حريصةٌ ومصممةٌ على استخدام مهارتي ومعرفتي لإحداث تغييرٍ هادفٍ ودائمٍ في العالم، ونحن ممتنون للغاية للقدر الهائل من الدعم والتوجيه الذي تلقيناه لإكمال هذه المهمة بنجاحٍ واكتساب رؤيةٍ قيِّمةٍ منها».

الطالبة حلا مشخص: حريصةٌ ومصممةٌ على استخدام مهارتي ومعرفتي لإحداث تغييرٍ هادفٍ ودائمٍ في العالم

 


تابعي المزيد: اظلال تجمع الأجيال بجلسة حوارية في المهرجان السعودي للتصميم

 


تجربة عالمية فريدة


كذلك أكدت الطالبة دينا شحادة، أن القائمين على الحدث اختاروا الطالبات القادرات على العمل الجماعي، وصاحبات التفكير المتجدِّد، والمهارات التصميمية والخبرة الكافية لخوض هذا النوع من المشروعات، وقالت: «تم تقسيمنا إلى أربع مجموعاتٍ، لكل مجموعةٍ دورٌ محددٌ للعمل عليه في الفندق، مثل تجهيز الطعام، واستقبال العملاء وخدمتهم، وكان على كل فريقٍ تحديد الخطوات التي يمرُّ بها هذا القسم، والنقاط التي يجب العمل عليها وتطويرها». وأضافت: «تلقينا الدعم الكافي من جهاتٍ عدة لإيصال أفكارنا وتصوراتنا عبر ورش عملٍ قبل البدء، واجتماعاتٍ خلال المشروع، ناقشنا فيها التقدم بالعمل، وتأكَّدنا من أننا نسير على الطريق الصحيح، كما وفرت لنا الجامعة دعماً وإرشاداً كبيرين».

وختمت شحادة حديثها بالقول: «نسعى من خلال هذا المشروع إلى الوصول لحلول تسهِّل الأمور بالنسبة للنزلاء، وتقنِّن المشكلات والمخاطر التي يمكن أن تواجههم، وتؤدي إلى الوصول لتجربةٍ فريدةٍ من نوعها، يمكن تطبيقها عالمياً».


حاضنة المشتل الإبداعية

آلاء غنيمة

آلاء غنيمة: أطلقنا المشروع لإبراز الهوية والثقافة التي يتميَّز بها كل حي، ما يلعب دوراً أساسياً في أنسنة المدن

 

 


وعن مبادرة حاضنة المشتل، قالت الشريك المؤسِّس للحاضنة آلاء غنيمة: «سعداء جداً بتوقيع مذكرة التفاهم مع المهرجان السعودي للتصميم، حيث نطلق النسخة الثانية من مبادرة «اصنع هوية حيك»، بعد أن أطلقنا المشروع قبل أشهرٍ على شكل تحدٍّ، غطى مناطق مختلفة من السعودية، والهدف منه دمج الجمهور العام في عملية تصميم حلولٍ للأحياء، وإبراز الهوية والثقافة التي يتميَّز بها كل حي، ما يلعب دوراً أساسياً في أنسنة المدن». وأشارت غنيمة: «هذا النوع من المهرجانات مهمٌّ، لأنه يدمج جهاتٍ مختلفة حكومية وخاصة ذات صلة من السعودية، فالأحوال تغيَّرت، وهذا وقتنا، ويجب أن يترافق هذا مع الجدية والمثابرة».

 

 


تراكم النفايات


وتحدَّثت ريم العقيل ورناد الشايعي، الطالبتان في جامعة الأميرة نورة، اختصاص الفن المرئي، عن مشروعهما «حي المروج» الفائز ضمن مسابقة «اصنع هوية حيك»، حيث قالت ريم العقيل: «استلهمنا فكرة منتج مرج من احتياج الحي لحلٍّ، يعالج مشكلة تراكم النفايات الصغيرة، مثل أعقاب السجائر في المرافق العامة وتشويهها شكل الحي، لذا ابتكرنا ما يشبه سلة القمامة الأرضية المسطحة ذات الفراغات لدخول المخلفات وتجميعها في مكانٍ واحد، ما يسهل على عامل النظافة إزالتها». في حين ذكرت رناد الشايعي: «بالنسبة لهوية المنتج، فإن الحي فيه سوقٌ كبيرةٌ للخضروات، لذا استلهمنا الشكل من الثمار والبذور، وانطلاقاً من وجود الحدائق والمروج الخضراء أيضاً، استخدمنا شكل ورق الشجر».

تابعي المزيد: الثقافة السعودية تناقش الابتعاث الثقافي لقطاع الأزياء عبر لقاء افتراضي


العمارة البغدادية

الطالبة ليان العثمان

 


في حين اختارت ليان العثمان، طالبة التصميم الصناعي في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، حي القصور في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية لما يتميَّز به الحي بالتلال المرتفعة والمنخفضة، ما يجذب الأهالي للجلوس فيه، خاصةً أنها تحجب أشعة الشمس الحارة صيفاً، ومن أجل تمييزه عن بقية الأحياء تشير ليان: «صمَّمت في مشروعي نمطاً زخرفياً مستوحى من العناصر الموجودة في الحي، وركزت على قصر الخليج الذي يطلُّ عليه، واخترت له تصميم العمارة البغدادية».

وأثنت ليان على مشاركتها في المهرجان السعودي للتصميم، وذكرت: «مشاركتي في الحدث بمنزلة انطلاقةٍ لي في التصميم، وأشكر فريق المشتل الذين أسهموا في إبراز أعمال الطالبات للعالم، وأتمنى تطبيق مشروعي على أرض الواقع».

 


مشروع بيت مشارف

الطالبة ثناء صادق

 


وركزت الطالبة ثناء صادق على تطوير حي مشارف هيلز في الرياض باستخدام إعادة التدوير بعد أن سألت السكان عن المشكلات التي تواجههم في الحي، إذ كشفوا لها عن أن مواد البناء المتناثرة أكثر ما يؤرِّقهم، إضافةً إلى أشعة الشمس الحارقة وقلة أماكن الجلوس في الحديقة. وحول الحلول التي اقترحتها، قالت: «حاولت حل هذه المشكلات بمشروعٍ واحد، صمَّمت هياكله من مواد البناء، وحجبت الشمس بتصميم سدوٍ مستوحى من الخيمة التقليدية التراثية وتقديمها بطريقةٍ عصريةٍ لتغطية المشروع، أما الأرجوحات فقدمتها من الملابس الفائضة والقديمة لسكان الحي». مضيفةً: «أخذت رؤية 2030 بعين الاعتبار، لذا قلَّلت المهملات، وأعدت استخدام المواد الموجودة لدينا، وكلما زادت مواد البناء، زاد الهيكل مع سقفٍ وأرضيةٍ ودرجٍ، وللعلم المكان قابل للتعديل في المناسبات، وفي الشتاء يمكن جعله مكاناً مفتوحاً، وفي الصيف مغلقاً، أما اسم المشروع بيت مشارف، فاستلهمته حينما طلبت من سكان الحي التعبير عن مشارف هيلز، حيث وصفوه بحي واحد وقلب واحد وبيت واحد، وما يميِّز مشروعي عدم وجود تكلفة كبيرة، وتعدد استخداماته».

 

 

 

عمل الطالبة ثناء صادق لحي مشارف هيلز

 

 


متحف جبة الأثري

المصممة الداخلية دانة يوسف خوجة

 


فيما كشفت المصممة دانة يوسف خوجة، خريجة جامعة الملك عبدالعزيز، عن مشروع تخرُّجها، وهو عبارة إنشاء متحف جبة الأثري، لافتةً إلى أن «فكرة المشروع جاءت لافتقارنا لوجود متاحف تبرز القيمة التراثية والثقافية في مجتمعنا وبيئتنا، ومن أجل تعريف العالم بحضارتنا، وكان التحدي الأكبر في اختيار مكانٍ أثري بالسعودية، وتسليط الضوء عليه، وبعد طول بحثٍ اخترت منطقة جبة، لكونها منطقةً أثريةً مهمةً في حائل، وتُعرف بالكتابات والنقوش التراثية، إضافةً إلى تسجيلها ضمن قائمة يونسكو بوصفها منطقة آثارٍ جديدة، لذلك المشروع يحمل قيمةً تاريخيةً كبيرة، ونهدف منه إلى جمع الآثار وإبرازها بطريقةٍ تقنيةٍ متقدمة، والاستفادة منها فنياً وثقافياً».

تابعي المزيد: فنون العمارة والتصميم السعودية تدعو المعماريين للمشاركة في بينالي البندقية 2023