الشُّهْرَةُ لو تَحَقَّقَتْ..كيفَ يستغّلها الشباب لخدمة المجتمع؟

الشُّهْرَةُ لو تَحَقَّقَتْ..كيفَ يستغّلها الشباب لخدمة المجتمع؟
الشُّهْرَةُ لو تَحَقَّقَتْ..كيفَ يستغّلها الشباب لخدمة المجتمع؟

تلعب الشهرة في عصر السوشيال ميديا، والتكنولوجيا المتقدمة، دوراً بارزاً في التأثير في أفراد المجتمع، وخاصة فئة الشباب، ولكن هناك الكثير من المشاهير الذين يستغلون ذلك بشكل سلبي، فيما يستخدمها عدد قليل بطريقة إيجابية مفيدة للمتابعين وذات تأثير نافع للمجتمع.. حول هذه النقطة توجهنا بسؤال إلى عدد من الشباب والشابات في بعض البلدان العربية: لو كنت مشهوراً أو كُتبت لك الشهرة، كيف ستسخّرها؟ وكيف تفيد نفسك ومجتمعك؟ وممَّ سوف تحذّر؟.. وفي الآتي إجاباتهم.




الرّياض | يارا طاهر Yara Taher - جدّة | ثناء المُحمد Thana Almohammed
الشّرقية | عواطف الثنيان Awatif Althunayan - بيروت | عفّت شهاب الدّين Ifate Shehabdine
الرّباط | سميرة مغداد Samira Maghdad - تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach

 

 

مريم فقيه

مريم فقيه: إذا كانت الشهرة تسير في الاتجاه الصحيح ستسهم في تعليم وتعزيز المبادئ السليمة


بداية، تخبرنا مريم فقيه، طالبة جامعية سعودية، في حال تحقق هذا الأمر وأصبحت مشهورة قائلة: «أعتقد لو كنتُ مشهورة، أو كُتبت لي الشهرة، سأسخرها وأكرسها في تعزيز القيم التي تم فقدانها وعدم التمثل بها، والتذكير أيضاً بكل ما تم عدّه مُسلمّات. للأسف، في وقتنا الحالي، باتت الشهرة تعني كشف الكثيرين عن خصوصياتهم العائلية، أو عن حياتهم المنزلية، وأمور كثيرة هي شأن خاص بحت، وأصبح مفهوم الخصوصية غير واضح ومشوشاً، وهناك الكثير من الأمثلة ‏البعيدة عن القيم الأساسية في مجتمعنا». وحول كيفية انعكاس الشهرة بفائدة عليها وعلى المجتمع، أضافت: «من وجهة نظري، الإنسان لا يتوقف عن تطوير نفسه، وغالباً إذا كانت الشهرة تسير في الاتجاه الصحيح ستصبح سبباً في تعليم وتعزيز المبادئ السليمة والصادقة، وبهذا تعم الفائدة على الفرد والمجتمع». واختتمت مريم: «سـأتوخى الحذر من تأثير مشاهير السوشيال ميديا السلبي في الناس، وأيضاً تأثير غرور المشاهير الذي يحوّل أي رسالة سامية وهدف إلى سلوك أقرب للـتفاهة؛ حيث ازداد في وقتنا الحالي عدد المشاهير «التافهين» الذين بُنيت شهرتهم من غير أي أساس، وكانوا مجرد ترند فقط من دون محتوى هادف يعمم الفائدة على المجتمع».

تابعي المزيد: نظرة شبابية كيف تكون صاحب شخصية مؤثّرة؟


 

جوانبُ خفيّةٌ

إبراهيم سمرقندي

إبراهيم سمرقندي: سأسخّر هذه الشهرة لرفع الوعي المجتمعي حول موضوع الصحة النفسية


حول الأعمال التي سيقوم بها إذا ما أصبح مشهوراً يوماً ما، قال إبراهيم سمرقندي، موظف سعودي: «لو قُدِّر لي أن أصبح مشهوراً، سأسخِّر هذه الشهرة لرفع الوعي المجتمعي حول القضايا التي لا يسلِّط الإعلام الضوء عليها، كموضوع الصحة النفسية، حيث 17 % فقط ممن يعانون من الاضطرابات النفسية الشديدة يطلبون المساعدة، و83 % منهم لا يلجؤون إليها لأسباب عدة».

وأضاف: «يهمني أيضاً تحذير الناس من سلبيات الشهرة،؛ إذ إنهم يرون الجانب اللامع فقط من حياة المؤثرين، ويقارنون حياتهم بالحياة المترفة لهؤلاء، مع العلم أنَّ المشاهير لا يُظهرون أمام الأضواء سوى الجانب اللامع من حياتهم؛ ما يجعل بعضهم يتذمَّر من حياته حينما يقارنها بحياة المشهور الذي يتابعه». وكشف سمرقندي جوانب مخفية من الحياة الحقيقية للمشاهير، مبيناً أن «الشهرة كانت وما زالت من أقوى الوسائل الإعلامية، فكم من شخصٍ تأثَّر بلباسِ، أو مقتنياتِ أحد المشاهير، أو حتى جملةٍ قالها، أضف إلى ذلك أن بعض الناس يربطون النجاحَ والسعادةَ بالشهرة، مع العلم أنَّ هؤلاء لا يرون إلا الجانب المضيء من حياة المشاهير، ولو علموا خباياهم ومشكلاتهم التي تتعلَّق بالشهرة لغيَّروا رأيهم».

وشدد على أهمية انتقاء نوعية المؤثرين والمشاهير الذين نتابعهم؛ لأنهم «بشكلٍ مباشر، أو غير مباشر يؤثرون في قناعاتنا الداخلية وأفكارنا ومفاهيمنا، فكم من شخصٍ سيدرك، إذا ما راجع قائمة المؤثرين الذين يتابعهم منذ سنواتٍ وبعض أفكاره وقراراته بالحياة، مدى تأثيرهم فيه»، مؤكداً أن «متابعة مشاهير يقدمون محتويات هادفة، تعود بالفائدة على الشخص، بل تغيِّر حياته نحو الأفضل، مثل متابعة مؤثِّرٍ يهتم بمجال مهني معيَّن بدل متابعة آخر يقدم التسلية فقط».

تابعي المزيد: الشغف.. ودوره في تحقيق أهداف الشباب



الشهرةُ في تخصصي

نايف الشهراني

نايف الشهراني: أتمنى أن أصبح من أشهر الأطباء في العالم في تخصّص نادر، وأن أساعد الناس، وأسهم في علاجهم


رأى نايف عبد الله الشهراني، طالب طبٍّ من السعودية، أن «الشهرة سلاحٌ ذو حدين، فهي إما شهرةُ مظاهرَ وإيذاءٍ للنفس والآخرين، وإما شهرةٌ لهدفٍ نبيلٍ، يخدم الدين والوطن».

وعن رأيه في الشهرة، قال: «أعدُّ الشهرة أمراً جميلاً، وأتمنى أن أصبح من أشهر الأطباء في العالم في تخصُّصٍ نادر، وأن أساعد الناس، وأسهم في علاجهم، وأن أفيد بشهرتي نفسي ومجتمعي».وحول الأعمال التي سيقوم بها إذا ما أصبح مشهوراً، كشف الشهراني عن أنه سيحذِّر الناس من التنافس في الشهرة بما لا يعود بالنفع عليهم، وسيطلب من الجميع أن يسيروا على خطى الصالحين وأصحاب الإنجازات الذين نفخر بهم نحن المسلمون.

تابعي المزيد: ينتظرون الإجازة بلهفة ويتوقون إلى الطبيعة شباب وشابات: هذه هي خططنا الصيفية



التمسكُ بالقيم السامية

مها السراج

مها السراج: سأجعل شهرتي أداة تروج للعلم والسلام


تصف مها شفيق السراج، إعلاميةٌ سعوديةٌ، الشهرة، بأنها «براقة»، مؤكدة حقيقة مثبتة حول ما يحدث حقيقة خلف هذه الواجهة البراقة، نافية من أن تكون السبيل إلى السعادة والرضا عن النفس، وعزت ذلك بقولها: «ما تفعله الشهرة بالمشاهير هو تحويلهم إلى شخصيات أكثر ضعفاً وليس أكثر صلابة، كون الشهرة تلقيهم مكشوفين تماماً أمام أحكام الآخرين وانتقاداتهم القاسية، وبالتالي يجدون أنفسهم في مواجهة مع النفس وصراع داخلي قد يدفع البعض منهم إلى الهروب من الواقع عن طريق الإدمان على المهدئات أو المخدرات أو الكحول، وفي كل الأحوال هم ينحدرون إلى قاع مظلمة ليجدوا أنفسهم فيها في عزلة على الرغم من أن الجميع حولهم».

بعد التساؤل: «كيف ستفيد نفسها ومجتمعها، ومن ماذا ستحذر؟» تابعت مها سراج: «بالنسبة إلي أرغب في أن أوجه الآخرين إلى عالم أكثر تمسكاً بالقيم السامية، وأصحح لهم ما أفسده الغرب، وأقود الأجيال إلى الرفعة، والتميز، والحب، والجمال».

التحكمُ بالشهرة


وبسؤالها عن كيف ستكون معادلتها لتعيش هذه الشهرة بمتعة وحماسة؟ ترد السراج: «يمكن معادلتها من خلال القدرة على تحويل الشهرة إلى أداة بيدك، وتكون أنت المسيطر والمتحكم بها وليس العكس، وبهذا ستحقق من خلالها أي هدف تريد الوصول إليه». وتابعت السراج: «في هذه الحياة، كل ما يلقى إلينا يخضع لمقاييسنا الشخصية، موضحة أن القيم التي نتبناها هي ما تحكم توجهاتنا لمواجهة سلبيات الشهرة. وهذا ينطبق على تعاملنا مع الشهرة، فهذه الأداة تعمل تماماً كوظيفة إعلامية تملك القدرة على الوصول إلى عقول الناس، والتأثير في فهمهم للأمور وتوجهاتهم الفكرية والدينية والسياسية والمجتمعية».

التبعيةُ الفكريةُ


بالنسبة إلى المقاييس الشخصية التي تريد أن تطبقها على الآخرين من خلال الشهرة؟ أجابت السراج: «لو أن الأمر بيدي سأجعل شهرتي أداة تروج للعلم والإيمان والسلام، كون العالم اليوم يعيش عصر الريبة واختلاط الأمور، وتغير القيم وانتشار الأفكار التحريضية وكثرة الحروب، فإنني أجد أن الصوت الأعلى للشهرة هنا، هو التحذير من الانزلاق نحو التبعية الفكرية والانسياق خلف الأفكار المنحرفة ثقافيّاً وعلميّاً ودينيّاً».

تابعي المزيد: تحديات شباب اليوم ..بين الأحلام والواقع والأولويات



دعمُ الجمعيات والمؤسسات المحليّة

بيان غازي العلي

بيان غازي العلي: سوف أستخدم تأثيري في المجتمع من خلال آرائي البنّاءة


يعدّ بيان غازي العلي، (طالب صحافة وعلوم الإعلام سنة ثانية في الجامعة اللبنانية - كلية الإعلام) و(طالب غناء شرقي سنة ثالثة في المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان) أن «عامل الشهرة من أهم ما يمكن أن يكتسبه الشخص في حياته الاجتماعية والعملية؛ حيث هذا المكسب لا يمكن أن يتوافر لجميع الناس. فكيف سأستغلّه وأسخرّه فيما يفيد المجتمع ونفسي؟

  • أولاً، الشهرة تعطي الشخص غالباً، أو في الكثير من الأحيان مكاسب مادية، وقد تكون طائلة، لذا يمكنني أن أستغل بعضاً من تلك المكاسب لدعم الجمعيات والمؤسسات المحليّة الناشئة (على صعيد القرى والبلدات الصغيرة)، وكل ما يصبّ في مصلحة تمكين الأشخاص اجتماعياً وخلق فرص عمل لتجعلهم أشخاصاً منتجين؛ فلماذا محليّة؟

لأن غالباً كل ما هو محلّي مُهمل من جميع الجهات المسؤولة، إن كانت الدولة بمؤسساتها ووزاراتها، خصوصاً في البلاد العربية، أو مُهمل من الجهات المعنيّة، مثل الجمعيات الدولية، وأحيانًا المحليّة (على صعيد الوطن).

  • ثانياً، الشهرة وبطبيعة الحال تجعلني شخصاً ذا تأثير في المجتمع ((influencer)، فيكون لدي عدد لا بأس به من المتابعين، إما على السوشيال ميديا أو في الحياة الواقعية، فمن هذا المنطلق أستطيع أن أستخدم تأثيري في المجتمع من خلال آرائي البنّاءة، التي تهدف إلى التطوّر والتحسين، ومن خلال تصرّفاتي وكل ما أقوم به من أشياء حياتية ويومية، فنُأخذ.
  • ثالثًا، الشهرة تعطيني سُلطة، حتى لو كانت معنوية، ولكنها تبقى في النهاية سُلطة يمكنني استخدامها في حياتي العمليّة، وتسخيرها في كل ما يفيد المجتمع ويسهم في تطويره وتحسينه».


تابعي المزيد: بعد عودة الحياة إلى طبيعتها.. ما الذي لفت أنظار الشباب؟



تكريسُ مفهوم التضامن الاجتماعي

عبير بحكاني

عبير بحكاني: سأستثمر شهرتي في إنشاء عيادة متنقلة خاصة للمناطق النائية والقروية


عبير بحكاني، طالبة بكلية طب الأسنان في الجامعة الدولية بالرباط، تجيب عن تساؤلاتنا قائلة: «مما لا شك فيه، أن الشهرة ميزة قد تعفي الشخص من تعريف نفسه لمعظم الناس؛ حيث يتميز هذا الشخص بصفة، أو سمعة، أو موهبة ومنصب، أو شغل غير اعتيادي مميز يجعله معروفاً للجميع، أو يقدم خدمات وتعاونيات لفائدة المجتمع».

تضيف قائلة: «شخصياً إذا كنت مشهورة وأملك مالاً، فسأستثمره في عيادة متنقلة، خاصة للمناطق النائية والقروية في مختلف أرجاء البلاد، التي تعاني من ضعف في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وخاصة فيما يتعلق بصحة الفم والأسنان، فلسوء الحظ هناك تهميش لهذا الميدان من طرف مجتمعنا. ومشروع العيادة المتنقلة، سيقدم خدمات أولية ومجانية، من خلال قافلة طبية تعمل بكل إنسانية في إطار العمل التطوعي الخيري عن طيب خاطر، ومن دون مقابل للأشخاص الفقراء والمعوزين.. وبهذا سأعمل على نشر ثقافة التعاون والتضامن الاجتماعي بين الأشخاص، وتعزيز دور القيم النبيلة والأخلاق الحميدة؛ لأن الشهرة سلاح ذو حدين، يجب الاستفادة منها بشكل إيجابي في المجتمع؛ لأنها توفر للشخص دخلاً مادياً ومعنوياً، إضافة إلى ذلك حب الناس، ودعواتهم لك، وشعورهم بالسعادة وهم يلمسون مساندتك لهم. هذا ما أراه أهم استثمار بالنسبة إلي؛ لأنه يسهم في تنمية مجتمعٍ راقٍ يعي أن العقل السليم في الجسم السليم، وهذا ما سينعكس إيجاباً على صحة المواطنين وتفكيرهم ليعيشوا سعداء».

تابعي المزيد: فن «الراب».. كيف ينظرُ إِليه الشبابُ العربي؟​​​​​​​



مسرحٌ هادفٌ

هشام بالفقيرة

هشام بالفقيرة: الشهرة سلّم يجب صعوده بتأنّ وانتباه توقّياً من السقوط


التونسي هشام بالفقيرة، طالب اختصاص تصميم «جرافيك» بالمركز القطاعي للتّكوين في فنون التّصوير. مغرم بالمسرح منذ الصّغر. حلمه وأمنيته أن يصبح يوماً ما فنّاناً مسرحيّاً مشهوراً محلّيّاً وعالميّاً. لذلك يبذل كلّ ما في وسعه لتنمية قدراته التعبيريّة، وتطوير مهاراته، وصقل مواهبه، واضعاً نصب عينيه فنّاناً مسرحيّاً تونسيّاً مشهوراً ليسير على خطاه ومنهجه.

يشبّه هشام الشهرة بسلّم يجب صعوده بتأنٍّ وانتباهٍ توقّياً من السّقوط، عازماً على أن يعمل في صمت، وأن يتسلّح بالصّبر، ويضحّي براحته ليحقق حلمه. ويتحدّث عن مزايا الشهرة قائلاً: «إن كتب لي وأصبحت مشهوراً فسيتوفّر لي بعض الرّفاه الماديّ والرّاحة النّفسيّة، فأتمكّن من التفرّغ، وأخصّص كلّ اهتماماتي ووقتي للإنتاج والعمل المسرحيّ، وسأسعى لإرضاء جمهور يتابعني بانتظام، متعطّشاً لجديدي دافعاً بي للإبداع ولغزارة الإنتاج. كما ستمكّنني هذه الشّهرة من شبكة علاقات جديدة تخفّف عنّي ضغوطات الحياة اليوميّة لما يخصّني به الجمهور من تقدير وحفاوة وتبجيل وإسداء خدمات».

وعن إفادته للمجتمع يقول هشام إنّه سيساعد كلّ شابّ يحمل نفساً مسرحيّاً، ويطمح أن يصبح يوماً ما فنّاناً مبدعاً، فيسهم في إحداث فضاءات ومدارس مسرحيّة لغاية غير ربحيّة، ليتخرج فيها شباب كفء، فيعمّ الإنتاج ويقلّ الاحتكار.

كما سيسهم في تغيير العقليّات، وفي بناء مجتمع قادر على إصلاح نفسه بنفسه بعرضه لمسرح هادف وملتزم يؤثّر في الجمهور، ويفتح عينيه عن الحقائق.

تابعي المزيد: تحديات شباب اليوم ..بين الأحلام والواقع والأولويات