تتميز كيت ميدلتون أميرة ويلز بذوق رفيع وفهم كبير للموضة ومنذ عودتها إلى الحياة العامة بعد انتهاء علاجها من السرطان، لاحظ المراقبون أنها تتعمد أن تتبع نهج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في إطلالاتها المختلفة.
حيث أن الملكة الراحلة لم تُعرف فقط بإحساسها الراسخ بالواجب وتفانيها في خدمة الأمة، بل ارتبط اسمها أيضًا بأسلوبها المميّز والمبهج الذي أضفى الكثير من الحيوية على إطلالاتها الملكية.
كانت الملكة إليزابيث الثانية تعشق ارتداء الألوان الزاهية كالأرجواني والزهري والأصفر والأحمر. ومع كل ظهور لها على شرفة قصر باكنغهام، كانت تلفت الأنظار بإطلالتها الموحّدة اللون، في خطوة مدروسة تهدف إلى لفت الأنظار والتقرّب من الجمهور ليتمكنوا من رؤيتها مهما كانت الظروف الجوية.
كيت ميدلتون تسير على خطا الملكة الراحلة
بحسب المراقبين فإن كيت ميدلتون أميرة ويلز تسير على نهج الملكة إليزابيث الثانية جدة زوجها الأمير ويليام، متبنية فلسفتها في "الدبلوماسية عبر الموضة". في إحدى المناسبات الأخيرة، وتحديداً في احتفالات يوم الكومنولث ظهرت كيت بفستان معطف أحمر من تصميم كاثرين ووكر Catherine Walker، مع قبعة متطابقة من جينا فوستر Gina Foster وأكملت إطلالتها بعقد اللؤلؤ الياباني المؤلف من 4 صفوف والذي كان للملكة الراحلة.
كما ظهرت الأميرة في احتفال يوم القديس باتريك بزي أزرق أنيق من تصميم ألكسندر ماكوين Alexander McQueen، ونسقته مع قبعة من اللون نفسه وهو ما يعكس براعة في اختيار الألوان المناسبة للمناسبة والبلد المُحتفى به، خاصة وأن اللون الأخضر هو اللون الذي يرتبط بأيرلندا وكل ما يتعلق بها، كما أنها لم تنس أن تزين إطلالتها ببروش ورقة النفل النبتة الرسمية لأيرلندة، وهو أسلوب كانت الملكة إليزابيث الثانية تتبعه بحنكة.
يمكنك أيضاً قراءة أجمل الإطلالات التي تألقت فيها الملكة ليتيزيا في المناسبات الرسمية
رمزية الاستمرارية والتجديد
ارتداء الأميرة كيت لهذه الإطلالات يحمل رمزية الاستمرارية، إذ أنها تعتمد أسلوب الملكة الراحلة ولكن بنكهة عصرية، حيث تدمج بين القصّات الكلاسيكية والأكسسوارات الحديثة، ولا تنسى قطع المجوهرات التي تحمل رمزية معينة وتعكس رسالة واضحة مفادها الاحترام والدبلوماسية.
في المقابل، نرى تطورًا في أسلوب كيت في المناسبات الأقل رسمية، حيث بدأت باعتماد أزياء أكثر هدوءًا ورصانة، مع التخلي عن ألوان الباستيل مما يعكس رغبتها في أن تركز الأضواء على عملها بدلًا من مظهرها.
فعندما حضرت نهائيات مباريات ويمبلدون اختارت إطلالة باللون البنفسجي المشرق قوامها فستان ميدي بأكمام قصيرة من صافيا Safiyya وهو لون كانت الملكة الراحلة تميل إلى ارتدائه بسبب أناقته وقدرته على لفت الأنظار من دون مبالغة.
اقرئي أيضاً شاهدي الحقائب الأغلى ثمناً داخل خزانة الملكة كاميلا
وعندما شاركت في استقبال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعقيلته، اختارت كيت أميرة ويلز إطلالة باللون العنابي الداكن مستوحية ألوان إطلالتها من ألوان العلم القطري لتظهر تقديرها واحترامها للضيوف وكلفتة دبلوماسية شديدة الكياسة. الفستان المعطف الذي ارتدته حمل توقيع سارة بورتون من ألكسندر ماكوين Alexander McQueen وقد نسقته الأميرة مع مجوهرات من اللؤلؤ كانت ملكاً للملكة الراحلة.
موضة تخدم الرسالة
بحسب خبراء الموضة فإن هذا التحول في أسلوب أميرة ويلز يعبّر عن "انضباط كيت وتفانيها في استخدام الموضة كأداة تواصل صامتة ولكن فعالة"، بحيث أن إطلالاتها في عام 2025 تعكس صورة جديدة تركز أكثر على دورها الملكي ومسؤولياته.
تماماً كما فعلت عندما شاركت في يونيو الماضي في احتفالات يوم مولد الملك عندما أعادت ارتداء فستان كانت ارتدته سابقاً وعدلت فيه قليلاً لأنها تريد أن يكون التركيز على عملها وليس على ما ترتديه من إطلالات، حيث ارتدت فستاناً ميدي أبيض بأكمام طويلة من جيني باكهام Jenny Packham أضافت له بعض التفاصيل لتمنحه مظهراً جديداً.
ففي سنوات حكمها الأولى، كانت الملكة إليزابيث ترتدي فساتين فخمة من تصميم السير نورمان هارتنيل، ولكن قرارها لاحقًا باعتماد ألوان قوس قزح كان هو ما صنع صورتها كملكة معاصرة تتواصل مع شعبها عبر الألوان. واليوم يبدو أن كيت ميدلتون تتحضر لدورها كملكة مستقبلية للبلاد ترغب في استمرار التواصل مع الشعب البريطاني واعتماد إطلالات تقربها أكثر من المواطنين كما فعلت الملكة الراحلة.