mena-gmtdmp

إتيكيت ارتداء البروش على طريقة الملكات والأميرات

الملكة ماكسيما ترتدي بروشاً ألماسياً على كتفها الأيمن خلال زيارة رسمية
الملكة ماكسيما Queen Maxima (مصدر الصورة: Michal Cizek / AFP)

يُعَدّ ارتداء البروش من أرفع مظاهر الأناقة الملكية، وقد تحوّل عبْر العقود إلى لغةٍ خاصة للنساء في الأسر الحاكمة. فالبروش يكمّل الإطلالة الرسمية ويُبرز شخصية صاحبته من دون أن يتجاوز حدود الوقار الملكي. كما يمكن من خلال البروش إرسال رسالة منمّقة بلغة الصمت، تعبّر عن المودّة أو التضامن أو الانتماء الوطني. وبينما تتبدّل صيحات الموضة، يبقى هذا الأكسسوار العريق علامةً من علامات الاتزان والوقار، لاسيّما حين يُختار بعناية ليتناغم مع المناسبة والمقام.

اختيار البروش وفق المناسبة

القاعدة الأولى في إتيكيت البروش، تكمن في ملاءمته للمناسبة. في الاحتفالات الرسمية تُفضَّل القطع المرصّعة بالألماس أو الأحجار الكريمة التاريخية ذات الرمزية الوطنية، كالبروشات المزيّنة بالشعار الملكي أو بألوان العَلم. أمّا في المناسبات الاجتماعية الأقل رسميةً؛ فتختار الأميرات قطعاً تعبّر عن شخصياتهن وتعكس أذواقهن الخاصة، وقد تكون هذه البروشات من خزينة المجوهرات الملكية أو من مجموعاتهن الخاصة.

الملكة ماري وبروش اللبلاب

Embed from Getty Images


عندما أقام الملك فريدريك العاشر حفل استقبال على شرف زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الدنمارك، اختارت الملكة ماري إطلالة شديدة الأناقة، أكملتها بمجموعة من البروشات الألماسية، أحدها بروش ألماسي يحمل صورة الملك فريدريك، وبروش رتبة الكمال. بالإضافة إلى هذه البروشات، اختارت بروش اللبلاب، وهو جزء من مجوهرات الخزينة الملكية الدنماركية، ويحمل قيمة تاريخية كبيرة. وقد اختارت أن ترتديه على كتفها الأيمن، من أجل تثبيت الوشاح الرسمي.
يتكوّن هذا البروش الكبير من شكل بيضوي مائل تتوسطه وردة محفورة تضم ألماسة كبيرة محاطة بعشرة أحجار ألماس أصغر حجماً، تتخللها زخارف ملتفّة مرصّعة بالألماس. ومن الجزء البيضوي تتدلّى قلادة طويلة قابلة للفصل، على شكل غصن من اللبلاب يضم سبعة أحجار ألماس كبيرة مثبّتة في حوامل فضية قديمة، تتخللها ستّ أوراق لبلاب مرصّعة بالألماس. كما يمكن استخدام هذا البروش أيضاً كقلادة، على سبيل المثال مع عِقد "ريفِيير"، أو حتى كسوار يزيّن المعصم.

الملكة ماكسيما وبروش الريشة


استضاف الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما ملكا هولندا، مأدبة عشاء رسمية في قصر هويز تن بوش في مدينة لاهاي، على شرف قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بمناسبة انعقاد قمة الناتو في المدينة.
ومن أجل هذه المناسبة، ارتدت الملكة ماكسيما بروشاً على شكل ريشة طائر البلشون أو الإيغريت، تعود قصته إلى القرن التاسع عشر؛ إذ ترتبط بجوهرة تاريخية تحمل إرثاً عائلياً عريقاً. ففي عام 1879، عقدت الأميرة إيما قرانها على الملك ويليم الثالث. وكما جرت العادة في حفلات الزفاف الملكية، تلقّت هدايا قيّمة، من بينها: دبوس شعر من الألماس مؤلَّف من 12 غصناً من الألماس، تتدلّى من أطرافها ألماسات صغيرة. وقد صُمِّم بآلية خاصة تتيح للأحجار أن تتحرك بخفةٍ ورشاقةٍ عند ارتدائها؛ مما يمنحها بريقاً نابضاً بالحياة.
اقرأي أيضاً لمناسبة يوم ميلادها: مجوهرات راقية تزينت بها الأميرة إيمان في المناسبات الملكية

البروش يُرتدى على الكتف الأيسر

وفق التقليد الملكي، يُثبَّت البروش عادةً على الكتف الأيسر؛ لكونها الجهة الأقرب إلى القلب؛ مما يرمز إلى الإخلاص والاحترام. ومع ذلك، قد يُغيَّر الموضع بحسب تصميم الفستان أو التقاليد المحلية. المهم أن يبقى في مستوى العين تقريباً؛ بحيث يلفت النظر من دون مبالغة.

الملكة ماتيلد وبروش الزهور الذهبي


عندما رافقت الملكة ماتيلد زوجها الملك فيليبي ملك بلجيكا، في زيارة رسمية إلى فيتنام في أبريل الماضي، اختارت إطلالة مشرقة، قوامها فستان أصفر مع كاب يغطي الكتف، وثبتت الكاب ببروش ذهبي مصمم على شكل زهور. هذا البروش أعيد تصميمه من عِقد كانت الملكة ماتيلد ترتديه عام 2015. كان العِقد في الأصل مصنوعاً من ذهبٍ أصفر عيار 18 قيراطاً على شكل أوراق نباتية متشابكة، لكنّه تحوّل لاحقاً بناءً على طلب الملكة، إلى بروش كبير يتألّف من ثلاث أوراق متجمّعة. وقد تولّى تنفيذ هذا التحويل الحِرفيون في دار مصمم الأزياء البلجيكي ناتان Natan، المصمّم المفضّل لدى الملكة ماتيلد، والمعروف بتقديمه تصاميم أنيقة تجمع بين الكلاسيكية والحداثة.

لغة الرموز والأحجار

تختار العديد من الملكات والأميرات البروش كوسيلة للتعبير عن مشاعر أو مواقف دبلوماسية. فالملكة إليزابيث الثانية كانت تستخدمه لإيصال رسائل دقيقة عبْر ألوان الأحجار أو تصاميم الزهور. فيما تعتمد الملكة كاميلا والأميرة كيت ميدلتون أميرة ويلز، بروشات تراثية تحمل إرث العائلة المالكة البريطانية. وفي العائلات المالكة الأوروبية الأخرى، نرى البروشات المرصّعة باللؤلؤ أو الياقوت كرمزٍ للصفاء والقوة والتقاليد.

كيت ميدلتون وبروش ريشة أمير ويلز


من أجل استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعقيلته ميلانيا عندما قاما بزيارة رسمية إلى بريطانيا، ارتدت كيت ميدلتون أميرة ويلز فستاناً بتصميم معطف من كاثرين ووكر Catherine Walker باللون العنابي، ونسّقت إطلالتها مع بروش ريشة أمير ويلز Prince of Wales Feather الذي يُعتَبَر جزءاً من المجموعة الملكية، وارتداؤه محصور بأميرة ويلز، لكن في غيابها تنتقل أحقية ارتدائه إلى الملكة أو الملكة القرينة.
البروش بيضوي الشكل، الذي يمكن ارتداؤه أيضاً كقلادة، صُمّم من قِبل دار المجوهرات غارارد Garrard & Co الشهيرة، ويضم 18 حجرَ ألماس مستديرة القطع، تحيط بها أحجار زمرد صغيرة. يتوسّط التصميم الرمز التقليدي لأمير ويلز المكوّن من ثلاث ريشات نعام، محاطة بتاج ملكي يحمل الشعار "Ich Dien" الذي يعني "أنا أخدم"، في تجسيدٍ فخمٍ يجمع بين الرمزية التاريخية والدقة الفنية الرفيعة.
يمكنكِ أيضاً قراءة في حفل استقبال الرئيس الأمريكي في بريطانيا: باقة راقية من المجوهرات التاريخية والعصرية

الملكة ليتيزيا وبروش اللؤلؤ الرمادي


استضاف الملك فيليب السادس والملكة ليتيزيا ملكا أسبانيا مأدبة غداء تكريمية على شرف رئيس جمهورية مصر العربية، وذلك في القصر الملكي في مدريد يوم 19 فبراير 2025.
ومن أجل هذه المناسبة، ارتدت الملكة ليتيزيا المعروفة بشغفها بقِطع المجوهرات التاريخية التي تحمل رمزية ملكية عريقة، بروش اللؤلؤة الرمادية والألماس، وهو جزء من مجموعة جواهر الخزينة الملكية التي تُعرف باسمJoyas de Pasar الخاصة بالعائلة المالكة الأسبانية، وهي مجموعة من المجوهرات المخصّصة حصراً للملكة المتوّجة.
يُعرف هذا البروش باسم بروش الملكة إينا ذي اللؤلؤة الرمادية، ويتميّز بتصميمٍ فخم يضم لؤلؤة رمادية كبيرة تتوسّط تاجاً من الألماس المتلألئ، مع قلادة إضافية قابلة للفصل، على شكل لؤلؤة كمثرية معلّقة بالألماس. هذه القطعة الثمينة تنتمي إلى الإرث الملكي الأسباني القديم؛ إذ تعود أصولها إلى مجموعة الأميرة إنفانتا إيزابيل. وقد اشتهرت بها الملكة فيكتوريا أوجينيا، المعروفة باسم الملكة إينا، زوجة الملك ألفونسو الثالث عشر.
يمثّل هذا البروش واحداً من أهم رموز الاستمرارية الملكية في أسبانيا؛ إذ يُورَّث من ملكة إلى أخرى، ضمن تقليد صارم يحافظ على مكانته التاريخية الرفيعة.