mena-gmtdmp

طرفة عيتاني تروي قصة الحرف العربي في تصاميم Falamank

المصممة اللبنانية طرفة عيتاني مؤسسة علامة Falamank - الصورة من العلامة
المصممة اللبنانية طرفة عيتاني مؤسسة علامة Falamank - الصورة من العلامة

في تفاصيل الحرف العربي، وبين انحناءات الذهب وصمت الأحجار، تبني المصممة اللبنانية طرفة عيتاني عالمها الإبداعي الخاص. عالمٌ لا يرى المجوهرات كزينة عابرة، بل كلغةٍ بصرية تنبض بالهوية والذاكرة والمعنى.
من خلال دارها Falamank التي أسستها عام 2006، تحوّل طرفة التراث إلى معاصرة، والحرف إلى إحساس يُرتدى، لتخلق قطعاً تتجاوز الزمن وتُورَّث كقصة لا كقطعة فقط.

وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نفتح معها حواراً خاصاً حول الرحلة، والهوية، والحرف، وكيف تحوّلت اللغة من وسيلة تعبير إلى جوهرٍ إبداعي نابض في تصاميمها.

كيف بدأت رحلتك مع الفن والتصميم، وكيف تحوّل هذا الشغف إلى تأسيس دار Falamank؟

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة

بدأت رحلتي مع الفن قبل أن أفكّر بالمجوهرات. كنت دائماً أبحث عن الجمال في التفاصيل، في الخطوط، وفي المعنى الكامن خلف الشكل. كان التصميم وسيلتي للتعبير عن ذاتي وعن عالمي الداخلي.

عام 2006، وُلدت Falamank، ليس كعلامة تجارية بقدر ما كانت امتداداً طبيعياً لشغفٍ قديم وإصرارٍ على بناء شيء حقيقي بيديّ.

أبرز المحطات لم تكن النجاحات فقط، بل التحديات القاسية والخيبات والقدرة على الوقوف من جديد. هذه التجارب غيّرت رؤيتي من مصممة تبحث عن الجمال فحسب، إلى امرأة تؤمن بأن الإبداع الحقيقي يولد من الصبر، والقوة، والصدق مع الذات.
قد يهمك أيضاً: الأميرة نجلاء بنت عاصم.. حين تتحوّل الذكريات إلى ذهب

كيف أثّر ارتباطك بجذورك الشرقية على هوية تصاميمك؟

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة

جذوري الشرقية جزء لا يتجزأ من هويتي الشخصية والإبداعية. نشأت في بيئة غنية بالرموز، والذاكرة، والقصص المتوارثة.

وفي Falamank لا أقدّم التراث كما هو، بل أعيد تفسيره بلغة معاصرة. أحب هذا التناقض الجميل بين النعومة والقوة، وبين الماضي والمستقبل. هذا المزج هو ما يمنح تصاميمي طابعاً خالداً لا ينتمي إلى زمن واحد.

اللغة العربية حاضرة بقوة في أعمالك. ماذا تعني لكِ اللغة العربية شخصياً؟

اللغة العربية بالنسبة لي هوية وروح قبل أن تكون لغة. فيها عمق، وموسيقى، وحكمة متراكمة عبر القرون.

كبرت وأنا أسمع الكلمات وأشعر بها، لا أقرأها فقط. هذا الإحساس انعكس على عملي، فأصبحت أرى الحرف ككيان فني له وزن وإحساس وشخصية. العربية شكّلت ذائقتي، وعلّمتني أن الجمال الحقيقي لا يكون صاخباً، بل عميقاً.

سطعت مجموعتك المستوحاة من الخط العربي بشكل لافت. ما الذي ألهمك تحويل الحروف والكلمات إلى مجوهرات معاصرة؟

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة

ألهمني الخط العربي لأنه حيّ، مرن، وقادر على التعبير عن المشاعر دون شرح. أردت إخراج الحرف من إطاره التقليدي، وجعله قريباً من الجسد والقلب. عندما تلبس المرأة حرفاً أو كلمة، فهي لا تلبس زينة فقط، بل معنى، أو ذكرى، أو إحساساً شخصياً. هذا البعد الإنساني هو جوهر هذه المجموعة.

كيف تنقلين “شاعرية” الخط العربي من عالم اللغة إلى عالم الذهب والأحجار؟

أتعامل مع الحرف كما أتعامل مع قصيدة: أزيل الزائد، وأُبقي الجوهر. أدرس التوازن، والفراغ، والانسيابية، ثم أسمح للحرف بأن يتنفس داخل التصميم. الذهب ليس هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة لاحتضان الإحساس، والأحجار تأتي لتكمّل القصة لا لتطغى عليها.

كيف ترين مشهد تصميم المجوهرات في العالم العربي اليوم؟

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة

المشهد العربي اليوم غني ومتطوّر، وهناك وعي أكبر بقيمة الهوية والتصميم الأصيل.
أضع Falamank في مساحة خاصة بين الفن والمجوهرات، كدار مستقلة لا تتبع الصيحات السريعة، بل تخلق لغتها الخاصة. نحن لسنا علامة جماهيرية، بل دار تقدّم قطعاً لها روح وقيمة طويلة الأمد.

في زمن الإنتاج السريع، كيف تحافظين على الحرفية والفرادة؟

أؤمن بأن النمو الحقيقي لا يكون على حساب الروح. أعمل مع حرفيين أقدّر مهارتهم، وأمنح كل قطعة وقتها الطبيعي. قد يكون الطريق أبطأ، لكنه أكثر صدقاً. الحصرية، الجودة، والاهتمام بالتفاصيل هي ما يحمي العلامة ويمنحها استمرارية حقيقية.

تتحدثين دائماً عن قطع تُورَّث عبر الأجيال. ما الذي يجعل قطعة مجوهرات إرثاً عائلياً؟

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة

أن تكون "صادقة". القطعة التي تُورَّث تحمل قصة، ومشاعر، وذاكرة. ليست مصنوعة فقط من ذهب أو أحجار ثمينة، بل من معنى. عندما تُلبس بعد سنوات وما زالت تعبّر عن إحساسها الأول، عندها تصبح إرثاً.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أعمل على تطوير Falamank بهدوء وعمق، من خلال مجموعات جديدة تحمل مفاهيم فنية أقوى، وتعزيز الحضور العالمي للدار مع الحفاظ على هويتها الشرقية.

المستقبل بالنسبة لي ليس توسّعاً عشوائياً، بل تطوّر مدروس يحترم الرحلة.

في اليوم العالمي للغة العربية، أعطينا كلمة واحدة في حب اللغة العربية.

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة

"روح"، لأن اللغة العربية ليست مجرّد كلمات، بل روح تسكننا وتمنحنا هوية لا تزول.
تابعي أيضاً: مصممة المجوهرات عبير السعيد: أستمد إلهامي من التراث السعودي

تصميم من علامة Falamank للمصممة طرفة عيتاني - الصورة من العلامة