المدير الفني لدار «شانيل» كارل لاغرفيلد في حوار خاص لـ "سيدتي"


ارتبط إسم كارل لاغرفيلد بإسم دار «شانيل»
، فهو الرجل الذي عرف بموهبته وبحبِّه المتفاني لعمله  كمصمّم استطاع أن يعيد لهذه الدار مجدها. منذ أكثر من ربع قرن،  وكارل لاغرفيلد يستقطب الأضواء في عالم الأزياء بنظَّارتيه السوداوين اللتين لا تفارقانه وبأناقته الأرستقراطية، حتى أنه لُقّب بـ «ملك الموضة». لكنه يقول مازحاً إنّ مثل هذا اللقب لا يلائم روح العصر، ويضيف أنّه مستعد لأن يكتفي بلقب «أمير الموضة»!.. في هذا الحوار المطوّل، الذي خصّ به «سيدتي»، نكتشف، بالرغم من تحفّظ كارل لاغرفيلد الشديد عن خصوصيات وتفاصيل حياته الشخصية، شخصاً منفتحاً ومرحاً ومتواضعاً إذ يلخّص شخصيته وهواياته قائلا إنَّه رجل لا يهمُّه في الحياة سوى ثلاثة أشياء: الموضة والرسم والكتب.

- مـنذ أن دخلت عالم الموضة قبل ربع قرن، أُطلقت عليك ألقاب وأوصاف كثيرة، منها «الألماني الأكثر شهرة في فرنسا» و«ملك الموضة»، وقد جعلت من «شانيل» Chanel دار الموضة الأكثر أناقة وشهرة في باريس والعالم. وفي الوقت نفسه، أنت تمارس الرسم والتصوير وتعشق الكتب والقراءة، كما أنّك طرحت أخيراً عطراً جديداً،  كيف تجد الوقت الكافي للتوفيق بين هذا الكمّ الكبير والمتنوّع من النشاطات التي تقوم بها؟ 

أنا أعمل كثيراً، وبلا توقف. ومن عادتي أن أحتفظ بالأشياء أو النشاطات التي أرى أنها مهمة، وأتخلَّى عمَّا لا يحفّزني أو أجده أقل أهمية. ولديّ الحظ بأنّ كلّ ما أقوم به يعجب الناس. وهذه هي المكافأة الأهمّ بالنسبة إليّ. أما لقب «ملك الموضة»، فليس مهماً ولا اعتبره مديحاً بالنسبة لي لأنَّه لقب غير عصري، وأنا أفضل عليه لقب «أمير الموضة»، ومستعد لأن أكتفي به، لأنَّه أكثر حداثةً. ثم أن الموضة ليست كلّ شيء عندي، فأنا أمارس الرسم التشكيلي منذ الصغر، وأعشق التصوير الفوتوغرافي. وقد صدرت لي عدة كتب مصوّرة.



بين الإنفتاح والتحفّظ:

- رغم النجاحات التي تحقّقها في كلّ هذه المجالات، وخاصة في عالم الموضة، يقال عنك إنك شخص منفتح ومتواضع. لكنك في الوقت ذاته متحفِّظ جداً في كلّ ما يتعلق بخصوصيات حياتك الشخصية؟

بالطبع، أنا أفضِّل أن يقال أنّني متواضع على أن يقال أنني متكبّر! والأصحّ أنّني متواضع نسبياً. كما أنّني منفتح على الناس بلا حدود. وهذا أمر ضروري بالنسبة إليّ، فعملي يتطلّب مني هذا الانفتاح. وأنا بطبعي إنسان ثرثار، وأحبّ التحدث مع الناس ومناقشتهم. ولا أرى أي تناقض بين هذا وبين حرصي على حماية حياتي الشخصية، وعدم التحدث عن خصوصياتها.

 

عطر جديد:

- طرحتَ مؤخِّراً عطر «كابسول» Kapsule، المزدوج الإستعمال، نسائي ورجالي. وهو العطر الأوَّل الذي يحمل توقيعك. ما هو دافعك لدخول مجال العطور؟ 

إنّه ليس عطراً مزدوجاً، بل هو عطر يمكن أن يعجب أو لا يعجب شخصاً ما، لكن ذلك ليس مرتبطاً بكونه رجلاً أو امرأة. بالنسبة إليّ، المهمّ في أيّ عطر هو «الخلاصة الشمّية»، أقول هذا لأنني لا أحبّ كلمة «رائحة»، فأنا أجد أنها كلمة ليست جميلة. نحن الآن في فترة لا تقبل العطور القويَّة. بالنسبة إليّ، العطر هو مثل الموسيقى يتكوّن من «نوتات» متنوّعة. فهناك «نوتات» خفيفة وأخرى قويّة وأخرى أكثر قوّةً. أمّا عن الاستعمال «المزدوج» الذكوري والنسائي، فأنا ممَّن يؤمنون بأنَّ العطر له علاقة بالبشرة لا بالجنس...


علاقة إستثنائية:

- في عام 1983 عُيّنت مديراً فنّياً لدار «شانيل» Chanel، وما تزال وفيّاً لها منذ أكثر من ربع قرن. حدّثنا عن طبيعة هذه العلاقة الإستثنائية التي تربطك بهذه الدار العريقة؟

إنها علاقة وفاء تعود لأكثر من خمس وعشرين سنة. لكنَّها ليست الوحيدة، حيث  تربطني بدار «فاندي» Fendi أيضاً علاقة وفاء مماثلة تعود لأكثر من أربعين سنة...

- لكن اسم «كارل لاغرفيلد» أصبح مرتبطاً بشكل وثيق ومباشر وعضوي بدار «شانيل» Chanel. أليس كذلك؟

أنا لا أهتّم كثيراً بمثل هذه الأمور أو التفاصيل. الأهّم أنَّني عند «شانيل» Chanel أقوم بما أشاء وقت ما أشاء وحيث أشاء، ولا يناقشني أحد في اختياراتي الفنية وفي عملي. هذا هو سرّ نجاح وتميّز هذه العلاقة، فالأمور لا يمكن أن تنجح إلا إذا ترك المجال لنا كاملاً للعمل والإبداع دون أية قيود أو إملاءات خارجة عن مجال عملنا الفني. وأنا غير مستعد أبداً لأيّ نقاش أو تنازل في هذا الشأن. والدليل على أنَّني محقّ النتيجة التي حققتها، حيث أنّني جعلت من «شانيل» Chanel أكبر دار للأزياء الجاهزة في العالم...

رأي خاص:

- هناك العديد من النساء العربيات اللواتي يتابعن أناقة  دار «شانيل» وخصوصيات أزيائها. كيف تنظر، كمصمِّم، للمرأة العربية؟

ليست لديّ علاقات مباشرة بالزبونات، سواء من العالم العربي أو خارجه. لكنني أجد  مثلاً أنّ الحجاب ذا اللون الأسود له أناقة خاصة. كما لاحظت أيضاً أنّ النساء العربيات يتجمّلن بشكل جميل وأنيق، ويتحكّمن كثيراً في تقنيات الماكياج. كما أنّني أحبّ كثيراً الطريقة العربية في المزاوجة بين اللونين الأبيض والأسود، حيث غالباً ما ترتدي النساء الأسود، بينما يرتدي الرجال اللون الأبيض. وخاصة في الأزياء التقليدية...

لمعرفة ما الذي قاله لاغرفيلد عن أناقته الشخصية، وعن تجربته في المشروع المعماري "أسلا مود" بدبي، ومن هي أجمل امرأة بنظره، وغيرها من الأمور التي أفصح عنها في المقابلة، يمكنكم مطالعة التفاصيل في العدد رقم 1468 من "سيدتي" والذي أصبح متوفراً في الأسواق.