أعيش في الخيال

أعيش في الخيال

 

تخرجت في الجامعة منذ ثلاث سنوات، ولاأزال أعيش في الماضي، أتذكر مدرستي وأتخيل نفسي طفلة مرِحة تستغرق في اللعب، وذات شخصية قوية، أتخيل مواقف مضحكة لم تحدث، فأضحك بالفعل مع أنها من نسج خيالي، وإذا سمعت أنشودة أتأثر بها وأدور حول الغرفة وأغني معها، تعبت من كثرة الاستغراق في الخيال وأهملت نفسي ومستقبلي، وأشعر أنني أعيش في الماضي بعقلي، ولست أدري كيف أكون واقعية، فماذا أفعل؟

ك. ح.

 

 

أختي السائلة من الطبيعي أن نشعر بحنين إلى الماضي، لأنه فات، ولو عاد ربما نكرهه، لكن مشكلتك أنك مازلتِ تعيشين في أحلام مرحلة من العمر مضت، لأجل أمنيات جميلة تفتقدينها، فتحرّفين الماضي كما تشتهين وترغبين، ولا شك أن فراغك وعدم التحاقك بوظيفة، وعدم التفكير في مشروع الزواج، كل ذلك يجعلك بعيدة عن أية مسؤوليات تلتزمين بها، والأولى أن تستثمري فراغك هذا في تطوير قدراتك ومستواك العلمي، بإتمام دراستك العليا أو المشاركة في برامج تدريبية تلبي اهتماماتك وتصقل هواياتك، فيكون يومك منشغلاً بأشياء إيجابية، بدلاً من وقوفك على الأطلال والسباحة في عالم الخيال، وحتمًا تفكيرك سيتغير ببرنامج هادف ترين آثاره في نهاية يومكِ.

 

 

احمرار وجهي يربكُني

 

حياتي رتيبة وخطواتي مقيدة، ولا أستطيع فعل أشياء أنا قادرة على فعلها بسبب خجلي المرضي واحمرار وجهي ورعشة كفي في أي مكان أو مناسبة، حتى في مدرستي لا أشارك في النشاطات المختلفة، لأنني أخاف أن يحمر وجهي وأرتبك لأتفه الأسباب، أو بسبب أسئلة المعلمة، وكثيرًا ما أعتذر عن المناسبات الاجتماعية. فماذا أفعل؟

 شاهيناز

 

 

 

أختي السائلة ما تذكرين من أعراض دليل على «خوفكِ الاجتماعي» ونسبة الشفاء منه عالية في العيادة، وستصف لكِ الاختصاصية النفسية الدواء المضاد للرهاب الاجتماعي، بالتزامن مع جلسات نفسية تكسبكِ التدريب على مهارة الاسترخاء، وسلب حساسيتكِ في جميع المواقف التي تظهر فيها أعراض احمرار أو رعشة، وفي تعريضكِ للواقع تدريجيًا، حتى في حال ظهور الأعراض التي تمنعكِ من المشاركة أو تدفعكِ للانسحاب أو الاعتذار في المناسبات الاجتماعية، فلا بد أن تواجهي خوفكِ، ولا تتأخري في الاستعانة بالاختصاصية.

الاختصاصي سليمان القحطاني

حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي

يعمل حالياً بوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في وزارة التربية في السعودية

 

خدعت صديقتي!

أخبرتني صديقتي الحميمة أنها ستقدم على وظيفة ما، فانتهزت الفرصة وقدمت طلبًا للوظيفة ذاتها ولم أخبرها، والغريب أن الشركة اختارتني، ومن يومها وصديقتي غاضبة وتقاطعني، ولا أدري كيف أصالحها وأقنعها أنها مجرد وظيفة وجاءت من نصيبي، وأن صداقتنا أكثر دوامًا من أية وظيفة، فماذا أفعل؟

Claudette

 

أختي السائلة لا يمكنني التماس العذر لك فيما فعلت مع أعزِّ صديقة لك، فحصولك على الوظيفة لا يمكن إخفاؤه عنها، وغضبها مشروع، ولو كنت مكانها لفعلت الشيء ذاته، وإياك أن تخدعي نفسك بأنها مجرد منافسة على وظيفة وكانت من نصيبك، فقد كانت على حسابها، ولا حلَّ أمامك سوى محاولة استرضائها، ولن تجدي أخرى تحل محلها، سواء في محيط وظيفتك الجديدة أو في دائرة علاقاتك الاجتماعية، وإذا كان من السهل الحصول على وظيفة، فإن من الصعب أن تعوضي صديقتك الحميمة.

أنصحك بكتابة رسالة إليها، تعترفين فيها أنك تقدرين غضبها، فربما كانت أحرص منك على الصداقة التي لم تقدريها حق قدرها.

الاختصاصية لوسي بيرسفورد