انطلقت بوسط العاصمة المصرية "القاهرة" فعاليات الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة"، الذي تنظمه مؤسسة "فوتوبيا" تحت شعار "اكتشاف المشهد"، وذلك برعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الثقافة، خلال الفترة من 8 إلى 18 مايو، بمشاركة نخبة من المصورين المحليين والدوليين في أكثر من 20 معرضاً فردياً وجماعياً، إلى جانب مشاركة مؤسسات دولية مرموقة وموزعة على 14 موقعاً مختلفاً بوسط العاصمة.
مهرجان متعدد الفعاليات
وقالت مروة أبو ليلة، المدير التنفيذي لأسبوع القاهرة للصورة: إن هذه الدورة تحمل في طياتها مفاجآت فنية كبيرة، تعكس التنوع والغنى في فنون التصوير، مشيرة إلى أن المعارض تسعى إلى تقديم مشاهد من زوايا غير تقليدية، من مغامرات مع أطفال في أسوان إلى لحظات إنسانية نابضة تنقل تجارب واقعية من مختلف أنحاء العالم، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة.
وأوضحت "مروة"، في حديثها لكاميرا "سيدتي"، إن الدورة الحالية تتميز بتعدد تخصصات التصوير المعروضة، مثل التصوير الصحفي، والوثائقي، والاجتماعي، والموسيقي، بالإضافة إلى تصوير الطفولة والرياضة، مشددة على أن الحدث لا يستهدف فقط المتخصصين، بل يرحب بجميع الزوار من الجمهور العام عبر معارض مجانية، مؤكدة أن الصورة أصبحت وسيلة إبداعية لفهم الواقع والتعبير عن الخيال.
صندوق المزيكا للتوثيق السمعي
من جانبها، قالت نيرفانا بيبرس، منسقة معرض "صندوق المزيكا"، إن فكرة المعرض ولدت من قناعتها العميقة بغنى التراث الموسيقي العربي وتفاعله المؤثر مع الموسيقى الغربية، وهو ما دفع الفريق لتجسيد هذا الأثر بصرياً؛ من خلال توثيق مراحل مختلفة من تاريخ الموسيقى في مصر.
وأشارت "نيرفانا" إلى أن المعرض يضم صوراً نادرة من أرشيف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى جانب أعمال المصور المصري - الأرميني الشهير "فان ليو"، أحد أوائل من التقطوا صوراً لفنانين مثل فريد الأطرش وشيريهان، والذي يُعد من الأسماء البارزة في التصوير العالمي، مشيرة إلى أن حقبة الستينات إحدى أكثر الحقب ثراءً فنياً وموسيقياً، خاصة تلك الأعمال التي قدمها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
تطور التصوير
من جانبه، عبّر المصور طارق وجيه، المشارك في المعرض بعدة صور فوتوغرافية، عن اعتزازه بالمشاركة، واصفاً إياها بـ"التكريم الشخصي"؛ لكونه إلى جانب نخبة من كبار المصورين المشاركين، مُبدياً إعجابه الشديد بمحتوى المعرض، خاصة الصور التي وثقت لحظات نادرة من الحياة اليومية لعدد من الزعماء المصريين.
وعن الفروقات بين صعوبات التصوير في الماضي والحاضر، أوضح "وجيه" أن التصوير في الماضي كان أكثر تعقيداً؛ نظراً لاعتماده على تقنيات التحميض، ولم يكن متاحاً مراجعة الصور حينها، وهو ما يعدّ أمراً صعباً ومؤجلاً إلى ما بعد التحميض والطباعة، أما اليوم فقد أصبح التصوير الرقمي والرقمنة أكثر سهولة؛ إذ يمكن معاينة الصورة فور التقاطها، ما يتيح للمصور فرصة أكبر لضبط الإطار والجودة بشكل فوري، مشيراً إلى أن "الصورة اليوم أصبحت أسرع، ولكن لا تزال بحاجة إلى حس فني قوي".
تابعوا المزيد: عصر الرقمنة يغيب معامل التحميض وأستديوهات التصوير