mena-gmtdmp

العمارة السعودية.. 19 طرازاً مستوحى من تفاصيل ونقوش المملكة

من المباني الطينية في نجران (تصوير : أحمد بلحارث، واس)
من المباني الطينية في نجران (تصوير : أحمد بلحارث، واس)

تحملُ العمارةُ السعوديَّةُ طابعاً أصيلاً، يجمعُ بين العمقِ التاريخي، والتنوُّعِ الثقافي والجغرافي لمناطقِ البلاد. وفي هذ الجانبِ، أطلق صاحبُ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «خريطةَ العمارة السعوديَّة» التي تضمُّ 19 طرازاً معمارياً بهدف توثيقِ الهويَّةِ المكانيَّة، وإبرازِ الخصوصيَّةِ العمرانيَّةِ لكلِّ منطقةٍ.

وتأتي هذه الخريطةُ لتُجسِّدَ أساليبَ البناءِ التقليديَّة، وتفتح آفاقاً جديدةً لاستلهامها في التصاميمِ المعاصرة، بما يُعزِّز حضورَ الطرزِ المعماريَّةِ السعوديَّةِ في المشهدِ الحضاري الحديث، ويجعلها عنصراً حياً ومتجدِّداً في مسيرةِ التطوير العمراني.
 

إعداد: زهراء الخالدي
مصدر الصور: هيئة العمارة السعودية


1. العمارة النجدية

 

 


تنطلقُ من قلبِ السعوديَّة حيث هضبةُ نجد، وجبالُ طويق، وصحراءُ الدهناء، لتشكِّلَ بيئةً عمرانيَّةً متكاملةً، تتناغمُ مع طبيعةِ المكان. تُشيَّد المباني من الطينِ المجفَّف بالشمس، وتُغطَّى الأسقفُ بالجصِّ الأبيض، بما يُحقِّق التوازنَ مع مناخِ المنطقةِ الحارِ صيفاً، والباردِ شتاءً. كذلك تُعتَمدُ فتحاتٌ صغيرةٌ للتهويةِ والإضاءة، بينما تُزيَّن الواجهاتُ بعناصرَ جماليَّةٍ أصيلةٍ مثل الطرمةِ، والمزاريبِ، والأبوابِ الخشبيَّةِ المنقوشة في انعكاسٍ مباشرٍ لروحِ المكان وأصالته.

 

2. عمارة المدينة المنورة

مستوحاةٌ من الطرازِ الإسلامي التاريخي، وتتجلَّى في المشربيَّاتِ الخشبيَّة، والفناءِ الداخلي، والممرَّاتِ الضيِّقةِ التي تُعزِّز الخصوصيَّةَ والتهويةَ الطبيعيَّة. تُبنى القواعدُ من حجرِ البازلت الداكن، بينما تأتي الطبقاتُ العلويَّةُ باللونِ الأبيض العاجي، ليُضفي التباينُ بُعداً جمالياً مميَّزاً. وتبرزُ الرواشين المستطيلة، والسواترُ الخشبيَّة، والأبوابُ المقوَّسةُ بوصفها عناصرَ رئيسةً، ما يعكسُ توازناً بين الاستدامةِ والجمالِ المعماري.

3. عمارة ريف المدينة المنورة

تنتشرُ في المناطقِ الزراعيَّةِ شرقَ المدينةِ المنوَّرة متأثِّرةً بالتضاريسِ، والبيئةِ الطبيعيَّة المحيطة. تُبنى المنازلُ من الحجرِ الرمادي في القواعد، والطينِ بالألوانِ الترابيَّة في الواجهاتِ العلويَّة مع أسقفٍ مرتفعةٍ لتعزيزِ التهويةِ الداخليَّة. ويُمثِّل هذا الطرازُ توازناً بين متطلَّباتِ الحياةِ اليوميَّة، والانسجامِ مع البيئةِ الزراعيَّة، ليصبحَ مصدرَ إلهامٍ للتصاميم المعماريَّةِ الحديثةِ المستدامة.

4. العمارة الحجازية الساحلية

 

 


تمتدُّ على طولِ ساحلِ البحر الأحمر، وتُعدُّ جدة مركزَها الأبرز. استُخدِمَت فيها موادُّ محليَّةٌ مثل الحجرِ المرجاني، والخشبِ مع طلاءِ الجصِّ الأبيضِ للحماية من التآكلِ بفعلِ المناخ البحري. وتبرزُ الرواشينُ والشرفاتُ بوصفها عناصرَ أساسيَّةً لتعزيزِ التهويةِ الطبيعيَّة، بينما تضيفُ النوافذُ المزخرفةُ ذات الفتحاتِ الصغيرة بُعداً جمالياً، يجمعُ بين الخصوصيَّةِ والوظيفةِ المعماريَّة.

 

5. عمارة جبال السروات

تتَّسمُ مبانيها بالصلابةِ والاتِّزانِ الهندسي، إذ تُبنى من الأحجارِ المحليَّةِ متعدِّدة الألوان من الأسودِ والبني إلى الرمادي والأبيض. النوافذُ صغيرةٌ، ومنخفضةٌ، وذات إطارٍ حجري أبيض، يمنحُ شعوراً بالقوَّةِ والخصوصيَّة، بينما تُزيَّن الواجهاتُ بأعمدةٍ خشبيَّةٍ منحوتةٍ، وسلالمَ خارجيَّةٍ، لتمنحَ الطرازَ هويَّةً متفرِّدةً، تعكسُ طبيعةَ الجبال.

6. عمارة الطائف

 

 


في مدينةِ الطائف الواقعةِ على جبالِ الحجاز، تتميَّزُ العمارةُ التقليديَّةُ بتنوُّعِ تضاريسها، واعتدالِ مناخها. استُخدِمَت فيها موادُّ محليَّةٌ مثل البازلت والجرانيت، ما أضفى قوَّةً وهيبةً على المباني. وتبرزُ التصاميمُ الضخمةُ والمتناسقةُ المزيَّنة بأقواسٍ، ومداخلَ مزدوجةٍ، وزخارفَ أنيقةٍ، لتُجسِّد أصالةَ الطائف وازدهارها الحضاري.
تعرفوا إلى الأبواب القديمة الحارسة للتقاليد والفن

 

7. عمارة الساحل الشرقي

تتميَّزُ مباني الساحل الشرقي بجدرانها الصخريَّةِ المرجانيَّةِ المتينةِ والمطليَّةِ بالجصِّ الأبيض لمقاومةِ الحرارةِ والرطوبة، وتعتمدُ تصاميمها على فتحاتٍ واسعةٍ غائرةٍ مع سواترَ خشبيَّةٍ، ومشربيَّاتٍ لتلطيفِ المناخ الحار، إضافةً إلى الزخارفِ الجصيَّةِ الدقيقة، والأقواسِ الثلاثيَّة، والمداخلِ المزيَّنةِ بالزخارفِ النباتيَّة، ما يعكسُ روحَ العمارةِ البحريَّةِ التقليديَّةِ في المنطقة.

8. العمارة النجدية الشرقية

 

 


مستوحاةٌ من العمارةِ النجديَّةِ الأصيلةِ مع لمساتٍ متأثِّرةٍ بالطابعِ الشرقي، فتجمعُ بين البساطةِ والزخارفِ الدقيقة، وتدمجُ بين الطابعِ النجدي التقليدي، والموروثِ الساحلي حيث تُستَخدمُ موادُّ مثل الطينِ، وسعفِ النخيل في البناء، ما يُحقِّق توازناً بين الأصالة والتكيُّف مع البيئةِ المحليَّة.

 

9. عمارة واحات الأحساء

تستمدُّ طابعها من البيئةِ الزراعيَّةِ الغنيَّةِ بأشجارِ النخيل، والينابيعِ الطبيعيَّة. تعتمدُ المباني على موادَّ محليَّةٍ مثل الطينِ، وجذوعِ النخيل، وخشبِ الأثل لما تتميَّزُ به من متانةٍ وقدرةٍ على مقاومةِ التغيُّراتِ المناخيَّة، وتبرزُ الأفنيةُ المظلَّلةُ جزئياً بوصفها حلاً معمارياً ذكياً لتعزيزِ التهوية، وتخفيفِ التعرُّضِ المباشر لأشعَّةِ الشمس.

10. عمارة القطيف

 

 


تتأقلمُ مع المناخِ الحارِ والرطبِ باستخدامِ الصخورِ الملحيَّة، والطينِ، وأخشابِ النخيل، وتتميَّزُ بعناصرَ معماريَّةٍ مثل سترةِ السطح المرتفعة «السطوح المظلَّلة»، وفتحاتُ «الدريشة» للتحكُّمِ بالضوءِ والتهوية، وتُزيِّن المباني الأبوابُ الخشبيَّةُ المنقوشة، والزخارفُ الجصيَّةُ على الأعمدةِ والأقواس، إذ تُضفي طابعاً جمالياً خاصاً بالمنطقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

11. العمارة النجدية الشمالية

 

 

 


تتَّسمُ باستخدامِ جدرانٍ طينيَّةٍ سميكةٍ لتنظيمِ درجاتِ الحرارة مع سترةِ سطحٍ «دروة» مدرجةٍ، وفتحاتٍ صغيرةٍ، تُوفِّر الخصوصيَّةَ والتهوية. وتُعدُّ الأحزمةُ المثلَّثة، والفتحاتُ الهندسيَّة عناصرَ زخرفيَّةً ووظيفيَّةً في آنٍ واحدٍ، بينما تُشكِّل الأفنيةُ الداخليَّةُ فضاءاتٍ معيشيَّةً مهيَّأةً للمناخِ الصحراوي.

 

12. عمارة ساحل تبوك

تعكسُ خصائصَ العمارةِ الساحليَّةِ مع تأثيراتٍ شاميَّةٍ، فتتميَّزُ بالبساطةِ، والألوانِ الفاتحة، والواجهاتِ المفتوحةِ المتكيِّفةِ مع المناخِ البحري، ما يجعلها نموذجاً متفرِّداً في شمال غربي السعوديَّة.

يمكنك أيضًا الاطلاع على بعدسات مصورين سعوديين.. لحظات ومحطات

13. عمارة ساحل تهامة

المباني مستوحاةٌ من طبيعةِ الساحلِ الحار حيث تُبنى من موادَّ خفيفةٍ مثل الخشبِ، وسعفِ النخيلِ لتوفير التهويةِ والتبريد. هي تتميَّزُ بالأسقفِ المسطَّحة، واستخدامِ الحجرِ المرجاني والخشبِ في تفاصيلها، ما يعكسُ التوازنَ بين البساطةِ والعملية.

14. عمارة سفوح تهامة

تحاكي تنوُّعَ التضاريسِ الجبليَّةِ والسهليَّة، وتمزجُ بين الطابعِ التهامي والعسيري في استخدام الحجارةِ للبناءِ والتزيين، وتتميَّزُ بانسجامها مع الطبيعةِ الخضراء المحيطة حيث تعكسُ روحَ البيئةِ في تصاميمها.

15. عمارة أصدَار عسير

 

 


مستلهمةٌ من طبيعةِ المنطقةِ الجبليَّة حيث تُشيَّد المباني من الحجرِ الأسود بارتفاعاتٍ مميَّزةٍ. تتَّسم المباني بنوافذَ صغيرةٍ، تحافظُ على الخصوصيَّة، بينما تُضفي الزخارفُ المحليَّةُ الملوَّنة مثل «القط العسيري» لمساتٍ جماليَّةً أصيلةً، تُجسِّد هويَّةَ المكان.

 

 

 

 

 

16. عمارة مرتفعات أبها

تتميَّزُ باستخدامِ الحجرِ والطوبِ الطيني لمقاومةِ الأمطارِ الغزيرة والبرد. تُبنى المباني بكتلٍ مدمجةٍ ذات أشكالٍ هندسيَّةٍ، وأسقفٍ مستويةٍ مع نوافذَ نحيفةٍ وعاليةٍ للتحكُّمِ بالرطوبة والحرارة. وتُزيَّن الواجهاتُ الخارجيَّةُ بفتحاتٍ محدودةٍ، كما يُستَخدمُ فنُّ القط العسيري لإضفاء حيويَّةٍ وألوانٍ على التصميم.

17. عمارة بيشة الصحراوية

تعكسُ خصائصَ البيئةِ الصحراويَّةِ في منطقةِ عسير، إذ تُبنى من الطوبِ الطيني المجفَّفِ بالشمس والجص. تُصمَّم المباني حول أفنيةٍ داخليَّةٍ لتلطيفِ المناخ، وتحقيقِ الخصوصيَّة. وتتَّسم الكتلُ الأفقيَّةُ بواجهاتٍ كبيرةٍ مسطَّحةٍ ذات فتحاتٍ صغيرةٍ في أماكنَ مرتفعةٍ لتقليلِ انتقالِ الحرارة، ما يجعلها نموذجاً للتكيُّف مع الظروفِ الصحراويَّة.

18. عمارة جزر فرسان

هي متأثِّرةٌ بالبيئةِ البحريَّةِ والتضاريسِ الساحليَّة من خلال استخدامِ موادَّ مثل الحجرِ المرجاني، والجصِّ المحلي، والحجرِ الطبيعي. تتَّسم الواجهاتُ بالتناظرِ مع نوافذَ مستطيلةٍ، أو مقوَّسةٍ بسيطةٍ، وتُزيِّنها زخارفُ منقوشةٌ على الحجرِ المرجاني. كذلك تعكسُ الألوانُ المرجانيَّةُ والبيضاءُ والترابيَّة انسجاماً مع طبيعةِ الجزيرة الساحليَّة.

19. عمارة نجران

تتجلَّى فيها عراقةُ المنطقةِ ذات التضاريسِ المتنوِّعةِ من قممٍ عاليةٍ، ووديانٍ خصبةٍ، وسهولٍ واسعةٍ، وتُعدُّ الأبراجُ الطينيَّةُ الكبيرة من أبرز سماتها، وهي مبنيَّةٌ من الطينِ والحجرِ بارتفاعاتٍ عموديَّةٍ، وتكويناتٍ متدرِّجةٍ وملائمةٍ للمناخ. وتُعزَّز متانةَ الجدران عبر أحزمةٍ أفقيَّةٍ، تُسمَّى «المداميك»، ما يحميها من التآكلِ وجريان المياه، ويجعلها نموذجاً فريداً للعمارةِ الطينيَّة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط