أتعرض للتنمر لأنني شخص مسالم.. ماذا أفعل؟

التنمر
صورة تعبيربة عن التنمر من موقع pexels
صورة تعبيربة عن التنمر من موقع pexels من تصوير -yan-krukau
صورة تعبيربة عن التنمر من موقع pexels من تصوير -yan-krukau
صورة تعبيرية عن التنمر - من موقع pexels من تصوير mikhail-nilov
صورة تعبيرية عن التنمر - من موقع pexels من تصوير mikhail-nilov
صورة تعبيرية عن مواجهة التنمر من موقع pexels-rdne-stock-project
صورة تعبيرية عن مواجهة التنمر من موقع pexels-rdne-stock-project
التنمر
صورة تعبيربة عن التنمر من موقع pexels من تصوير -yan-krukau
صورة تعبيرية عن التنمر - من موقع pexels من تصوير mikhail-nilov
صورة تعبيرية عن مواجهة التنمر من موقع pexels-rdne-stock-project
4 صور


من منا لم يتعرض في مرحلة من مراحل حياته أو حتى في موقف عرضي للتنمر؟ من منا لم يشعر بالعجز وعدم القدرة على مواجهة ذلك الألم، سواء أكان ألماً جسدياً أو نفسياً، ومن منا لن يترك ذلك ندبة في شخصيته لا تنسى مهما مضى عليها من وقت؟!
في هذه المقالة، نتعرف مع أهل الاختصاص على دوافع وتأثيرات التنمر، وصولاً إلى الحلول المقترحة للتعامل مع طرفي الأمر.


من هو الشخص المتنمر؟

صفاء حسن شعبان، أخصائية اجتماعية


تعرف صفاء حسن شعبان، أخصائي اجتماعي أول، التنمر بأنه "سلوك عدواني ومهين يمارسه شخص أو مجموعة من الأشخاص بشكل متكرر ومتعمد تجاه شخص أو مجموعة أخرى، ويهدف إلى الإيذاء الجسدي أو المعنوي حتى يتسبب بالألم، سواء بالقول أو بالفعل أو بالإيحاء، للسيطرة على الضحية وإذلالها ولإشباع شعور النقص عند المتنمر."
وتعرفنا ...

ما الأسباب التي تحول الشخص إلى متنمر؟


كأخصائية اجتماعية، وجدت الكثير من الآثار المدمرة للاستمرار في ممارسة سلوك التنمر، والتي من الممكن أن تدوم هذه لسنوات طويلة فتبقى مع الشخص، ويعاني منها بصمت وبشكل مؤلم، فجميل أن نعلم أولاً أنه لا أحد يولد متنمراً ولكن يستطيع أي شخص أن يصبح كذلك من خلال اكتسابه لبعض السلوكيات في ظل ظروف أو تنشئة معينة، وتتضمن بعض الأسباب:

  • البيئة عنصر مشجع ومحفز لتكوين شخصية المتنمر، فتعرض الفرد لتنشئة سلبية غير سليمة تسهم في خلق شخصية متنمرة، وهنا بعض الأمثلة للبيئة التي تخلق المتنمر، مثل: وجود علاقة سيئة مع الأبوين، فقدان الأمان الأسري، وجود صراع داخل الاسرة وسوء في التربية وإهمال للطفل واحتياجاته وإضعاف ثقته بنفسه بالصراخ عليه وانتقاده بكثرة.
  • تعرض المتنمر للتنمر في الصغر، سواء من أحد أبويه أو كليهما أو من أحد أفراد بيئته، فأصبح يمارس سلوك التنمر كأسلوب تلقائي وللانتقام مما حدث له.
  • محيط المتنمر والأشخاص السلبيين، الاتباع السلبيين، يعززون من رغبة المتنمر في الاستمرار بممارسة سلوكياته العدوانية؛ من خلال تأييده ودعمه وموافقته على أفعاله، مما يرفع من إحساس المتنمر بذاته وقيمته الوهمية وبفرض سيطرته.
  • الشعور بالقوة والسلطة المزيفة، فاعتداء المتنمر على الضحية يشعره بنوع من السلطة والقوة المزيفة فيدمن هذا الشعور، فيصبح يمارسه بشكل متكرر وتلقائي ولا يستطيع تركه.
  • شعور بالغيرة من التميز والتفرد، المتنمر تغيظه مزايا غيره، فيحاول جاهداً التقليل من ضحيته وإشعارها بالنقص؛ حتى يشعر بالسلطة الوهمية ولإشباع احتياجات لم يستطيع تحقيقها لذاته.
  • الشعور بالإحباط فيستخدم بعض السلوكيات العدوانية كطريقة للتنفيس عن المشاعر.
  • عدم وجود رادع أو خوف من ممارسة سلوكياته المؤذية، فيستمر بالممارسة دون خوف أو رغبة بالتغيير.


كيف يختار المتنمر ضحيته؟

صورة تعبيربة عن التنمر من موقع pexels من تصوير -yan-krukau


يختار المتنمر ضحيته بمهاره عالية، فهو يراقب ضحيته ليتأكد أنها فريسه سهلة وأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فيستطيع ممارسه سلوكياته المهينة دون خوف. أما الصفات التي يبحث عنها المتنمر في ضحيته، فهي: شخص مسالم ويخاف، قله الثقة بالنفس، العزلة والانطواء، الطاعة العمياء، عدم القدرة على أخذ الحقوق، لا يكون لديه أقران أو أصدقاء حتى يتفرد بالأذية، وممكن أن تكون شخصية متفوقة ومتميزة ومختلفة عن الغير.

هل للتنمر أنواع مختلفة؟


للتنمر عدة أنواع، منها:

التنمر البدني مثل: أي اعتداء بدني، الضرب، الركل، السرقة.
التنمر اللفظي، مثل: إطلاق الشتائم، والتحقير والتحجيم من الضحية، التهديد.
التنمر الاجتماعي، مثل: التجاهل أو الإهمال بطريقة متعمدة، أو نشر شائعات، ممارسة العنصرية على الضحية.
التنمر النفسي، مثل: التلاعب بنفسية الضحية من خلال اقتناص الفرص لإحراجها والتقليل منها ومن أي شيء يخصها والنقد غير المبرر وإشعار الضحية بالذنب، واللمز.
التنمر الإلكتروني مثل: السخرية والتهديد والسب والاستهزاء وممارسة جميع أشكال العنصرية من خلال الإنترنت؛ عبر الرسائل الإلكترونية أوعبر شبكات التواصل الاجتماعي.


متى يحتاج التنمر إلى تدخل أصحاب الاختصاص؟

الوقاية خير من العلاج، لذلك من المهم نشر الوعي قبل ووضع برامج تثقيفية توعوية عن مساوئ التنمر لكل من الفرد والأسرة والمجتمع للحد من انتشار هذه الظاهرة، ومهم أيضاً أن يتعلم كل شخص منا كيف يحمي نفسه من شر المتنمرين وأساليبهم الركيكة ومعرفة حجم شخصياتهم الضعيفة، وأن يتعلم طرق وأساليب للدفاع عن نفسه وتدريب نفسه على بناء شخصية قوية قادرة على أن تحمي نفسها ونفسيتها من الانهيار.
وجميل أيضاً أن نعلم بأن التنمر سلوك يعاني منه الشخص المتنمر ذاته، وليس بسبب وجود عيب أو خلل في الشخص المتنمر عليه، بل بالعكس ممكن أن يكون بسبب تفوق أو اختلاف أو تميز. يتدخل أصحاب الاختصاص عندما يشعر الضحية بعدم التوازن وعدم مقدرته على التعامل الصحيح مع المتنمر، أو حتى مع معطيات حياته الطبيعية الروتينية، وأصبح يشك في قدراته وثقته بنفسه قلت كثيراً، فبدأ يمارس سلوكيات الانطواء والعزلة وأصبح التواصل مع الآخرين يشكل عبئاً لديه ولا يرغب به.

ما هي طرق العلاج بالنسبة للشخص الذي يتعرض للتنمر؟

قبل أن نتطرق لطرق العلاج، من المهم أن ندرك أن المتنمرين ضعفاء وهشون من الداخل، فهم ليسوا بتلك القوة التي نراها، وهم يمارسون سلوكيات تسلطية كاذبة لملء نقص بداخلهم وليشعروا بالقوة المزيفة، وغالباً ما يجدون في المسالمين والصامتين والمنعزلين اجتماعياً غايتهم، فهم لهم أرض خصبة لممارسة لسلوكياتهم العدوانية.

بعض طرق العلاج:

  • التعامل مع المتنمر بذكاء وببرود عندما يحاول استفزازك:

المتنمر يجد لذة في استفزاز ضحيته ويتمادى عند إظهار الضحية شعور عدم الارتياح، فيستمر وتزيد قوته المزيفة، ومن المهم أن تتعامل مع سلوكياته غير المريحة بحكمة وببرود، ولا تجعله يصل إلى هدفه وهو استفزازك، لأن انفعالك سيزيده إصرار على ايذائك وسيضعك موضع الشخص الضعيف غير الواثق.

  • لا تظهر للمتنمر جوانب ضعفك:

المتنمر يراقبك حتى يعلم مناطق ضعفك فيبدأ يستخدمها ضدك، فلا تعطيه هذه الفرصة، بل أظهر له قدرتك على أخذ حقوقك وقوتك بشكل متوازن.

  • كن واثقاً بنفسك.. وآمن بنفسك:

أنت لست شخصاً ضعيفاً، ابن ثقتك بنفسك من خلال ممارسة سلوكيات واثقة، وتعلم كيف تكون فعلاً كذلك، والمهم أن يراك المتنمر بأنك واثق من نفسك وبأنه لا يمكنه زعزعة هذه الثقة، فهو يسعى لأن يقلل من قدراتك ويجعلك تشعر بالضعف والوهن، وأنك لا تملك أيّ قوة حتى يسيطر عليك ويخيفك، لذا كن واثقاً بنفسك ومارس هذه الثقة.

  • ضع حدوداً وحواجز بينك وبين المتنمر وأوقفه إن لزم الأمر:

حاول ألا تتواجد في المكان الذي يتواجد فيه المتنمر وألا تكثر الاحتكاك به، ولا تسمح له بأن يخترق مساحتك الشخصية وحدودك الخاصة وأوقفه على الفور إن فعل ذلك، فليكن ردك معه صارماً، ولا تشعره بأنك خائف، وفي نفس الوقت لا تشعره بأنك تتحداه، فذلك يشعره بقوته الوهمية فكن متوازناً وحازماً في آن واحد في التعامل معه، فأنت بهذا الأسلوب وكأنك تخبره بأنك لن تكون فريسة سهلة له.

  • حافظ على تواصلك مع أصدقائك:

يفضل المتنمرون مضايقة الأشخاص الوحيدين المنعزلين، لذا احرص على أن يكون لديك أقران وأصدقاء، وعلى أن تكون قادراً على التواصل والبقاء معهم، فذلك سيشعرهم بقوتك وأنهم ليسوا قادرين على فرض سيطرتهم المزيفة وزعزعة أمانك.

  • أبلغ عن التنمر:

يمكنك التبليغ عن تعرضك للتنمر في حال عجزت عن مواجهة التنمر، فيمكنك اللّجوء إلى أصدقائك أو والديك أو التحدث مع من يكون قادراً على مساعدتك، أو التبليغ لجهة رسمية كإدارة أنت متواجد فيها، أو إذا كنت تعمل في مكان معين.

ما هي طرق العلاج بالنسبة للمتنمر؟

صورة تعبيرية عن مواجهة التنمر من موقع pexels-rdne-stock-project


من المهم أولاً أن يكون المتنمر مدركاً لتصرفاته وسلوكياته المؤذية وغير مكابر ولديه الرغبة بالتحسن والتغيير والتخلص من هذه السلوكيات، وأن يعلم أيضاً مقدار الألم الذي يخلفه في نفوس الآخرين، من هنا تبدأ رحلة العلاج، سواء كرحله ذاتية أو كجلسات علاجية بمساعدة أصحاب الاختصاص، الاعتراف هنا نصف العلاج.


هل المناخ الأسري في الصغر له علاقة بالتنمر؟

المناخ الأسري وأساليب المعاملة الوالدية بالطبع تعتبر إحدى أهم الركائز الأساسية المتمثلة في تشكيل سلوك الطفل، فطبيعة ما يسود الأسرة من مناخ إيجابي ومعاملات حسنة والحث عليها ستؤثر في بناء شخصية الطفل بشكل صحي، وتعزز ثقته في نفسه وشعوره بالأمان والقدرة على التعبير، وعلى العكس من ذلك في حال اتبعت الأسرة أساليب معاملة غير سوية وسلبية، فينشأ الطفل في معاناة، وبالتالي يؤثر على سلوكياته فيؤدي إلى بناء شخصية سلبية متنمرة أو حتى ضحية على حسب سمات الشخصية.

بعض التوصيات التي تحد من انتشار ظاهرة التنمر:

  • إعداد بيئة أسرية صحية إيجابية يستطيع أن ينشأ فيها الطفل بشكل صحي وسليم، فيصبح قادراً على التعبير عن نفسه وممارسه سلوكياته الطبيعية دون خوف فيكبر بنفسية سوية.
  • الرضا النفسي وتقدير الذات من أهم جوانب الشخصية السوية، فلابد أن يتمتع الفرد بشعور الرضا والقناعة وبتقدير لذاته منذ الصغر.
  • نشر الوعي ووضع برامج تثقيفية توعوية لمعرفة أضرار هذه الظاهرة على جميع الأصعدة على الفرد، الأسرة، المجتمع.
  • السعة في النقاش والحوار، وجعل باب الحوار مفتوحاً بين أعضاء الأسرة؛ حتى يستطيع أي شخص التعبير بحرية والقدرة على إيجاد الحلول في حال واجه أي مشكله عامة وللتنمر خاصة.


اقرأوا المزيد من مواضيعنا الاجتماعية ومنها : إيجابيات وتحديات العمل أثناء الدراسة