يوم الأب مناسبة رائعة يتم الاحتفاء فيها بمعنى الأبوة وما تمثله من قيمة في حياة كل منا، بالنسبة للأطفال؛ فهذا اليوم هو يوم للتعبير عن مدى محبة الصغار لآبائهم، وهو وسيلة لإزكاء شعورهم بأهمية عاطفة الأبوة واحتياجهم لها، أما بالنسبة للكبار؛ فهو يوم يحتفي فيه الأبناء بجهود الآباء والأزواج وتضحياتهم في سبيل نمو وازدهار الأسرة، وعلى الرغم من أن الكثيرين منا يحتفلون بيوم الأب، فيرسلون التهاني والأماني ويقدمون الهدايا للآباء؛ فإننا قد لا نعرف تاريخ هذا التقليد. كذلك فإنه من المثير للدهشة أن هذه المناسبة لم تحظَ بقبول تام في البداية. ولكن مع مرور الوقت، أصبح الناس يتبنون فكرة إدراك تأثير الآباء في أسرهم، وخاصةً في حياة أبنائهم. بالسياق التالي "سيدتي" تعرفك تاريخ يوم الأب: من أين بدأ؟ ولماذا نحتفل به؟
كيف بدأ الاحتفال بيوم الأب؟

وفقاً لموقع chaseoaks.org، كانت سونورا سمارت دود، وهي امرأة أمريكية كانت تعيش في واشنطن، هي مؤسسة يوم الأب. كانت واحدة من ستة أطفال رباهم والدها الأرمل. تُوفيت والدتها في أثناء ولادة طفلها السادس. منذ تأسيس يوم الأم عام 1908، سعت سونورا سمارت دود إلى تخصيص يوم مماثل للآباء. وللترويج لفكرتها بالاحتفال بالآباء ليوم واحد، زارت سونورا الكنائس المحلية وجمعية الشبان "YMCA"، والتقت أصحاب المتاجر والمسؤولين الحكوميين لحشد الدعم لهذه الفكرة الجديدة. وبفضل جهودها الدؤوب؛ حققت سونورا نجاحاً ملحوظاً عندما احتفلت ولاية واشنطن بأول يوم أب في 19 من يونيو 1910.
على الرغم من أن يوم الأم اكتسب زخماً فوراً؛ فإن الاعتراف به بوصفه يوماً وطنياً استغرق سنوات. وهو ما يشابه إلى حدٍّ كبير ما حدث للاحتفال بيوم الأب.
في عامي 1916 و1924، أبدى الرئيسان ويلسون وكالفن كوليدج دعمهما للاحتفال بيوم الأب؛ حتى إن الرئيس كوليدج حث حكومات الولايات على الاحتفال به، ولكن لم يتم الاعتراف به بوصفه يوماً وطنياً إلا بعد عقود. في عام 1966، وقع الرئيس ليندون جونسون إعلاناً رئاسياً يُحدد الأحد الثالث من شهر يونيو يوماً للأب. وفي عام 1972، أقر الرئيس نيكسون أخيراً احتفالاً وطنياً دائماً بيوم الأب.
أحد أسباب تأخر يوم الأب ليصبح عطلة وطنية هو قلة الدعم من الرجال؛ فقد شعر الكثير منهم أن تقاليد هذا اليوم، من تبادل الهدايا والزهور، لا تحتفي برجولتهم. كما اعتقد بعض الناس أنها وسيلةٌ للمتاجر لتسويق عطلة أخرى والضغط على العائلات لإنفاق المزيد من المال بشراء هدايا غير ضرورية. في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، حاولت حركةٌ بالفعل القضاء على الاحتفال بيوم الأم ويوم الأب، ودعا مؤيدو الحركة إلى استبدال هذين الاحتفالين بيوم واحد لكلا الوالدين، على الرغم من جهود الحركة، ظل يوم الأم في التقويم، وأُضيف يوم الأب في النهاية إلى تقويم الاحتفالات الوطنية.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: أعظم الآباء في التاريخ
لماذا يجب علينا الاحتفال بيوم الأب؟

تقول أميمة سراج الدين عبد الرازق استشاري علاقات أسرية لـ"سيدتي": في أوائل القرن العشرين، لم يُقدر الآباء تأثيرهم في أطفالهم. في الواقع، ركزت معظم الدراسات النفسية التي أُجريت حول أساليب التربية الصحيحة على الأمهات، وكان الاهتمام بدور الأم ربة المنزل المتفرغة في تربية الأبناء والعناية بالأسرة، فلطالما اعتُبرت الأمهات الراعيات الأساسيات للأبناء، وظلت وظيفة الأب في العديد من المجتمعات، سواء الشرقية أو الغربية؛ هي توفير الناحية المادية، وعلى الرغم من الجدل الذي أُثير حول إقرار الاحتفال بيوم الأب؛ فإن الزمن تغير بلا شك، إذ تُتاح للنساء فرص عمل أكبر، وازداد دور الآباء في تربية الأطفال، وبدلاً من التركيز على إعالة الأسرة، يبذل الآباء اليوم جهوداً حثيثة لرعاية أسرهم من خلال تلبية احتياجاتهم، والمساعدة في الأعمال المنزلية، وقضاء الوقت مع أطفالهم، وفي ظل ازدياد وعي المجتمع بأهمية الآباء بدأ علماء النفس يُدركون أهمية الآباء، حيث تخبرنا العديد من الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية يكون فيها أب مشارك أو متعاون يكون لهذا الأمر دور فاعل ومؤثر في الأسرة.
- يكون لدى الأطفال شعور واضح ودائم بالأمان العاطفي.
- يكون الأطفال واثقين بأنفسهم وقادرين على استكشاف محيطهم.
- مع تقدم الأطفال في السن، تكون لديهم علاقات اجتماعية أفضل.
- وجدت العديد من الدراسات أن أسلوب الأبوة النشط والمغذي يرتبط بمهارات لفظية أفضل لدى الأطفال.
- تعاون الأب واهتمامه بالأبناء ينعكس على أداء فكري، وإنجاز أكاديمي أفضل بين المراهقين.
- في أوقات الأزمات، يساعد وجود أب مشارك الأطفال على تنظيم سلوكهم ومشاعرهم بشكل أفضل من الأطفال الذين يغيب آباؤهم.
تقول أميمة باختصار: الأطفال الذين يحظون بآباء مشاركين مهتمين متفاعلين يكونون أكثر صحة عاطفياً واجتماعياً وفكرياً. علاوةً على ذلك، كما أن الأطفال الذين لا آباء لهم يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكياتٍ خطرة.
وإذا تابعتِ الرابط التالي؛ فستتعرفين إلى: التكنولوجيا.. هل غيرت علاقة الآباء بالأبناء؟
كيف نحتفل بيوم الأب؟

تقول أميمة: هناك طرقٌ متنوعة للاحتفال بآبائنا. يمكننا شراء هدايا مميزة لهم مثل الأدوات والأجهزة والكتب والحرف اليدوية، أو اصطحابهم لمشاهدة مباراة كرة قدم، أو مشاهدة فيلم لأبطال مفضلون، يمكن كذلك تخصيص وقت للعب الشطرنج أو الدومينو أو الطاولة أو أي من الألعاب الذكورية التي يعشقها الرجال، يمكن كذلك إقامة حفل شواء لجميع آباء العائلة "مثل الإخوة والأعمام والأجداد". إذا لم تكن تسكن بالقرب من عائلتك، يمكنك أيضاً إقامة حفل في الحي للاحتفال بالآباء من الجيران والأصدقاء المقربين، ويمكن تمضية الوقت في أحد المصايف والاستمتاع بالصيد والسباحة. هناك العديد من الأفكار المميزة التي يمكن من خلالها الاحتفاء بالأب في يومه المميز.
كيف نحتفل بيوم الأب إذا لم يكن موجوداً؟
تقول أميمة: في يوم الأب عندما لا يكون آباؤنا موجودين للاحتفال؛ فإذا تُوفي والدك أو كان على قيد الحياة ولكنه غائب، أو إذا كان الزوج بلا أطفال؛ فلا يزال بإمكان الجميع تكريم روح الأبوة من خلال الجد أو المعلم أو المربي، حيث يمكن لأي منا التفكير في رجل ترك أثراً إيجاباً في حياتنا "كمعلم أو مدرب أو شيخ" لتتمنى له يوم أب سعيداً. يمكنك حتى الاحتفال بصديق أو جار أب في يوم الأب.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: أجمل ما قاله الشعراء عن الأب