بعد توغل السوشيال ميديا في حياة الشباب باتت الغيرة أبرز وأكثر وضوحاً، وبحسب خبراء علم الاجتماع، فهي انعكاس طبيعي لعالم قائم على عرض الحياة الشخصية والمقارنات التي لا تنتهي.
ولأن الغيرة أصبحت آفة متكررة في هذا الجيل، فلا يمكن أن ينهي الشاب أو الفتاة علاقتهم بأصدقائهم الغيورين، بينما يمكن التعامل معه بطريقة لا تسبب ضرراً، وأيضاً دون أن نخسره.
كيف تتعامل مع الشخص الغيور؟
قد تكتشف أن أقرب أصدقائك بدأ يتصرف بطريقة غريبة كلما حققت إنجازاً، أو كونت دائرة جديدة من المعارف. هنا تظهر مشكلة "الصديق الغيور"، شخص تحبه وتقدره، لكن تصرفاته تؤلمك أحياناً. فيما يلي نصائح الخبراء للتعامل مع الصديق الغيور.
إعداد: إيمان محمد
ضع حدوداً
يشير خبراء نفسيون لـ Classroom إلى أن الصداقات بين الشباب بات يشوبها شعور الغيرة، وعادة ما يرتبط هذا الشعور بعدم الأمان والخوف، وليس بالضرورة بالحقد عليك أنت شخصياً. ويشدد الخبراء على أن الأصدقاء يشعرون بالتهديد عندما يلاحظون أنك تملك شيئاً ينقصهم، أو أن الشاب يملك شكل حياة مختلفاً أو يعيش مثلاً علاقة عاطفية مستقرة أو نجاحاً دراسياً أو مهنياً.
انتبه للرغبة في التملك
في مقال نشره Women’s Weekly لفت الخبراء إلى أن الصديق الغيور قد يتحول أحياناً إلى صديق "متملك" يرغب في السيطرة عليك، وينزعج حال قضيت وقتاً مع أي صديق آخر، هنا تصبح الغيرة رسالة خفية تشير إلى “الخوف من أن يفقدك”. لكن يشدد الخبراء بحسب الموقع، على أن الغيرة شعور طبيعي، لكن السماح لها بأن تتحكم في سلوك صديقك وتؤذيك ليس طبيعياً ولا صحياً.
راقب العلامات
يجب على الشباب التركيز في العلامات، هل الغيرة لدى صديقك شعور عابر أم صفة أصيلة؟، ويمكن تحديد ذلك من خلال:
التقليل من إنجازاتك أو السخرية منها أمام الآخرين.
- التعليقات اللاذعة حين تحكي عن صديق جديد أو نشاط لا يشاركك فيه.
- محاولات إبعادك عن أشخاص آخرين، أو إقناعك أن الكل يستغلك إلا هو.
- تقلب المزاج الواضح عندما يحدث شيء جيد لك؛ بدل الفرح، يظهر برود أو توتر.
هذه الإشارات لا تعني بالضرورة أن صديقك شخص سيء، لكنها مؤشر أن نقطة الغيرة تحتاج معالجة قبل أن تتحول لعلاقة سامة.
ابدأ بنفسك
في بعض الحالات قد تكون أنت منْ يستفز الصديق الغيور، لذلك يجب أن تراجع سلوكك أولاً قبل مواجهة الصديق، فربما كنت تحكي عن نجاحاتك أو صورك بطريقة مبالغ فيها، أمام شخص يمر بأزمة أو شعور بالفشل، و المقصود هنا لا أن تخنق فرحتك بإنجازاتك بينما فقط أن تراعي مشاعر الآخرين.
خلق مساحة طمأنينة
لا يمكن أن نصلح الآخرين إذا كانوا يعانون من حقد وغيرة أصيلة، بينما إذا كان صديقك لديه مجرد سلوك غيرة محدود، ففي هذه الحالة يمكنك الحد من ذلك ببعض من الطمأنينة والثقة. وهنا ينصح الخبراء الشباب بتوجيه كلمات تبعث الطمأنينة في قلب الصديق الغيور، مثل "أنا فعلاً معتمد عليك"، "يهمني رأيك بشدة".
في الوقت نفسه، تنبه المصادر إلى نقطة مهمة، وهي دعم صديقك لا يعني أن تقلل من شأنك أو أن تحد من إنجازاتك، من حقك تفرح، تنجح، وتكوّن علاقات جديدة، الفكرة أن تفعل ذلك بدون تعالٍ أو إقصاء.
ضع حدوداً
بشكل عام، يجب على الشباب أن يتعلموا أهمية الحدود الشخصية، سواء في العلاقات الصحية أو السيئة، وهنا وفي حالة الصديق الغيور يشدد الخبراء على أهمية عدم السماح بالإهانة تحت مسمى المزاح، أو التحكم في سلوكك وعلاقاتك تحت مسمى الخوف أو الحماية، أو التقليل مما تقوم به تحت مسمى التحفيز.
عليك أن تنتبه لما يصدر من الصديق الغيور وحماية مشاعرك ومسارك، من خلال تطبيق نظرية الحدود الشخصية ومواجهته بلطف حال تخطي هذه الحدود.
العلاقات، وخاصة الصداقات، تؤثر على الشباب وعلى مسارات حياتهم بشكل يفوق التوقعات، من ثم يجب أن ينتبه الشباب للدوائر التي تحيط بهم، و التعامل مع الصديق الغيور بحرص دون التأثر أو الخسارة.
اقرئي أيضاً لماذا يشعر الشباب اليوم بالوحدة رغم كثرة الأصدقاء؟!
