يمكن لأي علاقة زوجية أن تتعرض في بداياتها لتحديات ومشاكل بين الشريكين، وهذا أمر طبيعي لأن التحول من حياة الشباب والعزوبية إلى الحياة الزوجية، قد ينطوي على بعض التحديات التي قد تفرق ما بين الشريكين، أو قد تكون سبباً في قربهم اعتماداً على كيفية تعاملهم معها، بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية ياسمين خليل في حديث يعرفك أسباب المشاكل الزوجية في بداية الزواج.
بداية الزواج فترة انتقالية مليئة بالتحديات

تقول خبيرة العلاقات الأسرية ياسمين خليل لسيدتي: تُعتبر السنة الأولى من الزواج من أهم الفترات التي تحدد شكل العلاقة في المستقبل، فهي مرحلة التعارف الحقيقي على طباع الشريك، وتتميز هذه البداية الأولى بظهور خلافات ومشاكل مفاجئة بشكلٍ غير متوقع وغير محسوب، فهي فترة انتقالية مليئة بالتحديات حتى إن الأزواج أنفسهم يتفاجأون بحجم المشاكل وتداخُلها، ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، وهنا يجب التعامل معها سريعاً ووضع حد لها، فالعمل على مواجهتها معاً يمكن أن يقوي الروابط بين الزوجين.
أسباب المشاكل التي تعكر صفو العلاقة الزوجية في بدايتها
تقول ياسمين خليل إن الحياة الزوجية في بدايتها لا تمر على وتيرة واحدة، بل هناك مواقف عديدة تحدث وتؤدي إلى وجود خلافات ومشاكل، وبما أن هذه طبيعة الحياة لذلك لابد من معرفة أسباب الخلاف أو المشكلة للتعامل مع تلك المشاكل.
التوقعات المسبقة وخيبة الأمل
من أوائل التحديات التي تواجه الزوجين في بداية الزواج هي التعامل مع التوقعات الخيالية، والمسبقة عن الزواج أو عن الشريك نفسه، خاصة بعد مرور فترة الأحلام الوردية في بداية الزواج، والمبالغة في التوقعات التي قد تكون مغلوطة وغير واقعية، وتتسم بالمبالغة والخيال، وهنا تكون الصدمة حين تحدث المواجهة مع المسؤوليات والتحديات والأعباء، فتتبدل هذه الأحلام الوردية، فتؤدي إلى الشعور بالإحباط وخيبة الأمل، وعندها يصاب الشريكان بخيبة أمل كبيرة في الزواج، وقد يؤدي إلى الشعور باليأس وفقدان الثقة في النفس، فيحدث الصراع بين واقع الزواج وبين التوقعات المسبقة، فتؤدي إلى تصاعد الخلافات في بداية الزواج.
الغيرة بين الزوجين
الغيرة الزوجية من المحركات الرئيسية للمشاكل الزوجية، حيث يمكن أن تؤدي إلى توتر وصراعات متكررة بينهما، فالغيرة الزوجية هي الشعور بعدم الأمان أو الخوف من انجذاب الشريك أو اهتمامه بشخص آخر، ويُؤدي تدني تقدير الذات إلى اعتبار الآخرين يمثلون تهديداً للعلاقة، وقد تصبح الغيرة ضارةً وغير صحية إذا أدت إلى السيطرة على الشريك أو اتهامه أو تجاهله، قد تنجم الغيرة عن تدني احترام الذات، أو التوقعات غير الواقعية، وقد تفتح الباب إلى الشكوك بينهما وتؤدي إلى سلوك تملكي، وتقييد حرية الشريك، والتشكيك المستمر في تفاعلاته، مما يخلق جواً من السيطرة والاختناق، وهذا سلوك غير صحي، وقد يؤدي إلى الخلافات ثم إلى انهيار الزواج.
تدخل الأهل

إن أول أسباب كثرة الخلافات بين الزوجين في بداية الزواج، يعود لاقتحام خصوصية الزوجين على يد الأهل من باب النصح والإرشاد والتوجيه، فالخلافات قد تكون بسيطة في البداية، وبمجرد تدخل الأهل على خط الخلاف والنقاش يزداد الأمر تعقيداً، وتأخذ الخلافات منحنى آخر، وتتحول إلى خلافات حادة، ويتسبب في تفاقم المشكلة وتزايد الخلافات، والتي تكاد تصل إلى انهيار العلاقة الزوجية.
قد ترغبين في التعرف أكثر إلى أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج
الوضع المالي للزوجين
تعد الأمور المالية من أهم المشاكل التي يقع ضحيتها الأزواج في السنة الأولى، وذلك يعود لاختلاف الزوجين وطريقتهم في الإنفاق، فالتشارك المادي يعد عائقاً أمام الأزواج الجدد، فطريقة تقسيم المصاريف المنزلية تصبح عبئاً في بعض الأحيان على الشريكين، وقد يجد الزوج صعوبة في تأمين طلبات الأسرة من الأساسيات أو أحياناً الكماليات، أو قد يشعر الزوجان بكل سهولة بالغيرة من طريقة إنفاق زوجين آخرين لأموالهما، ويشعران بأنهما يحتاجان إلى العيش بشكل يفوق قدراتهما ليكونا مثل الآخرين، أو قد يكون عدم معرفة فيما تنفق الأموال كل شهر، أو قد يكون الزوج تحت تأثير تراكم ديون مالية لا يقوى على سدادها في وقت تطالبه الزوجة بتأمين ما ينقصهم أو ما تطمح له من الوصول إلى وضع يمكنهم من مسايرة الآخرين، وهذا قد يشعل الغضب بين الزوجين ويؤدي إلى كثرة الخلافات.
العناد والتحدي
قد يأتي العناد بين الزوجين لعدم التكيف مع الشريك الآخر، والشعور باختلاف الطباع، ويعتبر العناد من أسوأ الطبائع لأنه يجعل الراحة معدومة في البيت، وهو من أسباب كثرة الخلاف بين الزوجين في بداية الزواج، وهو أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، فهو يلقي بظلال نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين، ويأتي هذا العناد في بداية الزواج على شكل تحدٍ بين الزوجين يحاول من خلاله كل طرف إما السيطرة على الطرف الآخر أو فرض رأيه عليه، من أجل إثبات قوة شخصيته، فيتحول منزل الزوجية إلى حلبة صراع مما يدفع بالحياة الزوجية في كثير من الأحيان إلى طريق شائك.
غياب الحوار والصراحة
الحوار هو جسر للتواصل وتبادل الأفكار والمشاعر، ووسيلة لحلّ الخلافات وتقوية الرابطة الزوجية، وغياب الحوار والصراحة بين الزوجين سبب كثرة الشجار في بداية الزواج، ويؤدي لمزيد من الخلافات والنزاعات، وعندما تتراكم تلك الخلافات والمشكلات الزوجية تؤدّي إلى الشعور بالغضب، والاستياء، وهو ما يؤثر على نفسية الزوجين، ويؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة لأحد الزوجين أو كليهما دون وجود الحوار والصراحة مع الآخر، وهنا يلجأ كل طرف إلى البوح والفضفضة مع أشخاص آخرين خارج حدود العلاقة الزوجية "بيت الزوجية"، وهنا تبدأ المشاكل الحقيقية فينشأ عنها كثرة المشاحنات بين الزوجين.
عدم التكيف والتأقلم مع الطرف الآخر
عندما يرفض أحد الطرفين تغيير عاداته اليومية أو طبيعته في التعامل مع الأمور، مثل الطعام والشراب والملابس والإنفاق، فهذا يعتبر تعارضاً مع جوهر الزواج الذي يجمع شخصين من خلفيتين مختلفتين، ويتطلب مرونة وانفتاحاً لتقبل الجديد، واستعداداً لتقديم التنازلات مما يتطلب منهما التفاهم والانسجام، وإذا لم يكن هناك رغبة في التكيف، فإن الزواج قد يتعرض لمشاكل كبيرة بين الزوجين في بداية العلاقة، حيث تسهم الصفات المشتركة في تقليل الفجوة بين الزوجين.
فقدان الاحترام
يعتبر الاحترام أساس العلاقة الزوجية الناجحة، وفقدان الاحترام المتبادل قد يُدمر الزواج بسرعة، أو في أغلب الأحيان، قد يؤدي إلى حياة مؤلمة ومجهدة وغير سعيدة للزوجين، وقد يؤدي إلى مشاكل كثيرة، والاحترام هو أن تُراعي وتُقدّر مشاعر وآراء شريكك باستمرار، ولكن عندما يقلل الشريك باستمرار من مشاعر وتجارب شريكه الآخر، فقد يؤدي ذلك إلى الاستياء وظهور المشاحنات بين الشريكين، فالتواصل باحترام يشكل جوهر العلاقة.
ونحو المزيد تابعي الرابط: كيف أتخلص من المشاكل مع زوجي؟