الانفصال العاطفي هو حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما، وفي حالة من الفتور والبعد العاطفي ينتج عنه برود في الحياة الزوجية وغياب المشاعر والرضا في العلاقة بين الأزواج، حيث يصبح لكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، مما يؤثر سلباً على العلاقة ويؤدي إلى العديد من المشاكل.
علامات تشير إلى انتهاء صلاحية العلاقة الزوجية

تقول د. وفاء الأنصاري استشاري العلاقات الأسرية لسيدتي: الانفصال العاطفي هو افتقار العلاقة الزوجية للمودة والسكن النفسي، بحيث لا يشعر أحدهما بوجود الآخر، على الرغم من وجودهما في بيت واحد لكنهما منفردان ومنعزلان عن بعضهما، مع استمرار قيامهما بالواجبات الزوجية الرسمية، ويُعرف أيضاً بالطلاق الصامت، وقد يكون هجراً في العلاقة العاطفية أو في المحادثة، حيث يفقدان الرغبة في التواصل والمشاركة العاطفية، وقد يؤدي إلى توترات وخلافات متزايدة، وهو يعتبر من أوضح العلامات التي تشير إلى انتهاء صلاحية العلاقة الزوجية بين الطرفين طالما لم يشرعا في علاجه.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى: سلبيات وإيجابيات الانفصال قبل الطلاق
تأثير الانفصال العاطفي على العلاقة الزوجية
تدهور التواصل
يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى تدهور التواصل بينهما بشكل كبير، مما يخلق فجوة عاطفية ويقلل من المودة والاهتمام المتبادل، فيصبح الزوجان غير قادرين على التعبير عن مشاعرهما وأفكارهما بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية، مثل قلة الحديث معاً، وتجنب مشاركة المشاعر والأفكار، وانعدام الاستماع الفعال لآراء واحتياجات الطرف الآخر، ويقل الحوار والنقاش بين الزوجين، وقد يصبح كل منهما منعزلاً عن الآخر، ويصبح الحوار مقتصراً على الأمور الضرورية.
زيادة الخلافات والمشاحنات
عندما يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بالانفصال العاطفي، قد ينعكس ذلك على تعاملهما مع بعضهما؛ مما يزيد من التوتر والاحتكاك، ويؤدي إلى تكرار الخلافات والمشاحنات، ويقل التواصل والاهتمام المتبادل، مما يخلق فراغاً عاطفياً يمكن أن يتسبب في تفاقم المشاكل والخلافات الموجودة بالفعل، وذلك نتيجة للفراغ العاطفي، قد يؤدي الفتور العاطفي إلى زيادة الخلافات الزوجية، وربما استخدام العنف اللفظي أو الجسدي نتيجة للاحتقان العاطفي.
الملل والفتور
بسبب غياب الحماس والتجديد العاطفي بين الزوجين، يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقة وشعور كل طرف بالبرود والتباعد، وقد يتطور إلى مشاكل أعمق مثل الخلافات المتكررة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على فهم احتياجات ومشاعر بعضهما، ويصبح التواصل بين الزوجين منعدماً، وتتلاشى المشاعر الإيجابية، مما يؤدي إلى الشعور بالملل والفتور في العلاقة.
مشكلات صحية

فقدان الدعم العاطفي والشعور بالوحدة قد يؤديان إلى مشكلات صحية ونفسية خطيرة لكلا الزوجين، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والوحدة، كما يمكن أن يؤثر على الصحة الجسدية، مثل اضطرابات النوم والتغيرات الغذائية، وقد يؤدي الغضب والإحباط الناتج عن الانفصال العاطفي إلى تغيرات في الشهية والوزن، وقد يؤثران على أنماط النوم.
فقدان المودة والاهتمام
قد يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى فقدان المودة والاهتمام والمشاعر العاطفية بينهما، مما يؤثر سلباً على العلاقة ويجعلها جافة ورسمية، ويؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية، وشعور كل طرف بالوحدة والعزلة، وهذا النوع من الانفصال غالباً ما يسبق الطلاق الفعلي، وقد يؤثر سلباً على الصحة النفسية للزوجين والأبناء، ويجعل كل طرف يشعر بعدم الاهتمام والتقدير من قبل الآخر، مما يسبب شعوراً بالوحدة والألم.
فقدان الشغف والرومانسية
يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى فقدان الشغف والرومانسية، ويحل محلها الفتور والتباعد العاطفي بين الزوجين، فيؤثر سلباً على العلاقة الزوجية ويجعلها باردة وخالية من المشاعر الإيجابية، هذا الفقدان يمكن أن يتجلى في عدة صور، مثل قلة التواصل العاطفي، وتراجع الاهتمام المتبادل، وعدم التعبير عن الحب والمودة، ويصبح هناك فتور في المشاعر والرغبة في التقارب الجسدي والعاطفي، مما يقلل من السعادة الزوجية.
فقدان الثقة بالنفس
حيث يشعر أحد الشريكين أو كلاهما بالإهمال وعدم التقدير، مما يؤثر سلباً على صورتهما الذاتية، ويعد فقدان الثقة بالنفس أحد الآثار السلبية لهذا الانفصال العاطفي في العلاقة الزوجية، ويمكن أن يؤدي إلى تآكل الثقة بالنفس لدى أحد الزوجين أو كليهما، مما يؤثر سلباً على صحتهما النفسية، وقد يشعر أحد الزوجين بالذنب أو اللوم، مما يؤثر على ثقته بنفسه، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس بشكل عام.
الشعور بالوحدة والضياع
له تأثيرات سلبية عديدة على الزوجين، بما في ذلك الشعور بالوحدة والضياع، هذا الشعور بالانفصال قد يؤدي إلى تدهور العلاقة بشكل عام، وقد يؤثر سلباً على الصحة النفسية والعاطفية، وقد يتطور إلى الطلاق العاطفي إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، وإلى فقدان الثقة والتقارب بين الشريكين، مما يجعل أحد الزوجين أو كلاهما يعاني من الشعور بالوحدة حتى مع وجود الشريك.
تأثير سلبي على الأبناء
الانفصال العاطفي يؤدي إلى أجواء أسرية متوترة، وشعور الأبناء بعدم الأمان والتوتر والقلق، وقد يعاني الأطفال من مشاكل نفسية وسلوكية واجتماعية، وقد يجعلهم يشعرون بعدم الاستقرار الأسري، واضطراب في الشخصية وانحراف في السلوك، نتيجة للعيش في جو أسري غير مستقر.
زيادة احتمالية الطلاق
قد يؤدي الانفصال العاطفي إلى زيادة احتمالية الطلاق الفعلي، إذا لم يتم معالجة المشكلة، فقد يكون الانفصال العاطفي أصعب من الطلاق الفعلي عندما يشعر الزوجان بفقدان العاطفة والمودة تجاه بعضهما، ويتوقف التواصل الفعال، ويبدأ الشعور بالوحدة، لذلك قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل الزوجية وزيادة فرص الطلاق.
قد ترغبين في التعرف إلى إجابة السؤال: هل الانفصال العاطفي أكثر صعوبة عند الرجال مقارنة بالنساء؟