التحديات العاطفية والنفسية هي صعوبات يواجهها الفرد في فهم مشاعره، وتشمل التحديات العاطفية والنفسية في فترة التعارف قضايا مثل الخوف من الارتباط أو الأذى، صعوبة التعبير عن المشاعر، الشك وعدم الارتياح في العلاقة، المقارنات، التغيرات العاطفية المفاجئة أو الاكتئاب، أو التقلبات المزاجية كالمشاعر المتضاربة وغير المستقرة تجاه العلاقة، التي قد تعكس قلقاً بشأن مستقبلها، وتتطلب مواجهة هذه التحديات التواصل الصادق، وبناء الثقة، وفهم الأسباب الكامنة وراء تلك المشاعر.
تخطي مرحلة الانبهار بالحب بين الشريكين والانتباه للتحديات الحقيقية

تقول خبيرة العلاقات الأسرية عبير الدريني: مرحلة التعارف وبداية العلاقة العاطفية من أجمل الفترات المليئة بالشغف والإعجاب الشديد و بالأحلام الوردية، إلا أن الشريكين قد يجدان صعوبة في فهم احتياجات بعضهما بعضاً، والتعبير عن مشاعرهما من دون خوف من إزعاج بعضهما بعضاً، أو التعامل مع اختلاف الآراء والقيم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي مرحلة "الانبهار بالحب" الأولية إلى عدم رؤية المشكلات المحتملة، أو عدم توقع التحديات المستقبلية التي قد يواجهها الشريكان، ومن ثَم يتجنبان المحادثات الصعبة التي قد تؤدي إلى الاستياء لاحقاً، حتى يظل للعلاقة وهجها وألقها بعيداً عن المشاكل أو ما يعكر الصفو، على أن تجاوز مرحلة "الانبهار بالحب" ومواجهة الحياة بطريقة عقلانية أحد أهم أسس نجاح العلاقة، وهو ليس بالأمر الصعب ويكون من خلال:
- الاعتراف بالعيوب وتقبلها: توقفا عن إضفاء المثالية على بعضكما بعضاً واعترفا بأنكما لستما مثاليين، وكونا على دراية بعيوبكما.
- تقبل نقاط الضعف: كونا مستعدين لإظهار عيوبكما والاعتراف بخطئكما لبناء الثقة بدلاً من التظاهر بالكمال.
- التحكم بالتوقعات: افهما أن "فراشات" الإعجاب ليست مُقدرة للأبد. الانتقال إلى حب أعمق وأكثر استقراراً يتطلب رؤية بعضكما بعضاً بعيون مفتوحة.
- الحفاظ على شخصية كل منكما الفردية: فلا بُدَّ أن يُظهر كل طرف رأيه ولا يذوب بالآخر.
- استمرار التواصل مع الأصدقاء وعدم الانعزال: يمكن للأصدقاء مساعدتكما في ترسيخ علاقتكما وتذكيركما بشخصيتكما الحقيقية خارج إطار العلاقة.
- الحفاظ على اهتمامات كل طرف الشخصية: لا تُغير من نفسك أو تُضحي باهتماماتك وهواياتك الأساسية لإرضاء شريكك.
- التركيز على الواقع والتوافق: فلا بُدَّ أن تركز على نفسك وتضع أهدافاً جديدة لتعمل على نموك الشخصي لإعادة توجيه طاقتك.
- تقييم التوافق والتصرف بطريقة صحية: تخطِّ الحماس الأولي لتقييم مدى توافقكما بموضوعية بوصفكما شخصين حقيقيين لديهما عيوب وخصائص غريبة. هذا أساسٌ أكثر استقراراً للعلاقة.
تقول الدريني: عند تجاوز الإعجاب الأولي وتغيير النظر للطرف الآخر من المثالية إلى الواقع سيمكنكما تقييم توافقكما بوعي يتجاوز المشاعر "المُشوشة"، ومن ثَم الانتباه للتحديات التي يواجهها الشريكان، وهي متنوعة وعلى رأسها تحديات عاطفية ونفسية، وهي التي تظهر مدى جدية العلاقة وإلى أي حدٍّ ستستمر مع الزمن وتصمد مع تقلبات الحياة.
والسياق التالي يعرفك إلى: أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج
التحديات التي يواجهها الشريكان تنتج عن عوامل مختلفة

تؤكد الدريني أن التحديات التي يواجهها الشريكان خلال فترة التعارف إن لم يتم الانتباه لها والتعامل معها من البداية بذكاء وفطنة ستكون ذات تأثيرات صعبة في المستقبل، وقد تؤدي لعواقب غير مستحبة، وتتضمن هذه التحديات القلق والخوف من الرفض، والتفكير المفرط في تصرفات الطرف الآخر، وصعوبة التعبير عن المشاعر الحقيقية... إلخ، وتتطلب هذه التحديات وعياً وصبراً لتقوية العلاقة وتجاوزها بنجاح، ويمكن التعامل مع هذه التحديات من خلال وضع حدود واضحة، تحسين التواصل الفعَّال والصادق، ممارسة التعاطف مع الذات ومع الطرف الآخر، وأهم من ذلك، طلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة للحفاظ على علاقة صحية ومتوازنة، وتنتج التحديات التي يواجهها الشريكان عن عوامل مختلفة ومنها:
- اختلاف البيئة الاجتماعية وأسلوب التربية خاصة لو كان الشريكان من بلدين أو مجتمعين مختلفين.
- اختلاف الثقافة مع تفاوت درجة التعليم؛ ما يكون ذريعة لعدم التوافق في الأهداف والقيم.
- اختلاف وجهات النظر والقناعات اليومية وكيفية التعاطي مع العديد من الأمور.
- عدم التوافق في صنع القرار.
- عدم الوضوح بشأن الأمور المالية.
والرابط التالي يعرفك: كيفية تجاوز مشاكل فترة الخطوبة بنجاح
تحديات تؤثر في شكل وطريقة سير العلاقة
تقول عبير الدريني: لا بُدَّ أن نعترف بأن فترة التعارف ليست فترة توطيد للمشاعر فقط؛ فهذه الفترة هي التي تقرر شكل العلاقة مستقبلاً، وقد يواجه الشريكان بعضَ التحديات العاطفية والنفسية التي بإمكانها أن تؤثر في شكل وسير العلاقة وهي كالآتي:
أولاً التحديات العاطفية:
الخوف من الالتزام أو الهجران

في فترة التعارف، يواجه الشريكان تحديات نفسية وعاطفية كالخوف من الالتزام أو الهجران، ينبع ذلك من علاقات سابقة أو طفولة مضطربة؛ ما يجعل الفرد يشعر بعدم الأمان ويتجنب التقارب العاطفي لحماية نفسه، خوفاً من الألم أو الانفصال في المستقبل، ويمكن التغلب عليها من خلال التواصل الصادق مع الشريك، ومعالجة الأسباب الجذرية للمخاوف عبر العلاج النفسي.
التوقعات غير الواقعية
من التحديات العاطفية المهمة تحديات التوقعات غير الواقعية بين الشريكين في فترة التعارف من المقارنات مع الآخرين، والمفاهيم المثالية؛ ما يؤدي إلى عدم وضوح التوقعات وعدم القدرة على التعبير عنها، وإلى سوء الفهم والصراعات، وإلى خيبة الأمل عند الاصطدام بالواقع.
ضعف التواصل العاطفي
يشمل ضعف التواصل العاطفي بين الشريكين في فترة التعارف عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بوضوح، وسوء الفهم المتكرر، وتجنب المناقشات المهمة، وتشمل التحديات النفسية المصاحبة الخوف من الرفض، أو الهجر وتجارب الماضي المؤثرة، والحواجز العاطفية التي تعوق القرب؛ ما يؤدي إلى الشعور بالوحدة أو العزلة، وإلى القلق المفرط وعدم اليقين.
الخوف من التعلق أو الأذى
يرتبط هذا الخوف بقلق الانفصال والرغبة في تجنب الألم المحتمل، وقد يؤدي إلى سلوكيات مثل التردد في التعبير عن المشاعر خشية أن يتأذى لاحقاً.
المقارنات تُعَدُّ مقارنة العلاقة بتجارب الآخرين، أو مقارنة الشريك بشخص آخر، من أبرز المشكلات التي يمكن أن تثير مشاعر سلبية كعدم الرضا والشعور بالتقصير، والشك.
عدم الثقة بالنفس
تتضمن التحديات العاطفية والنفسية التي تواجه الشريكين في فترة التعارف بسبب انعدام الثقة بالنفس قضايا مثل الخوف من الرفض، والشعور بعدم الاستحقاق، وصعوبة تكوين الروابط العاطفية، والتأثر السلبي بالتجارب السابقة، كل هذا يؤدي إلى سلوكيات مثل التردد في إبداء المشاعر، والاعتماد الزائد على الشريك للحصول على الأمان.
صعوبة إظهار الذات الحقيقية
صعوبة إظهار الذات الحقيقية بسبب الخوف من الرفض أو عدم تقبل الشريك للآخر؛ ما يؤدي إلى بناء علاقة على أساس غير واقعي، ففي محاولة إرضاء الشريك، قد يخفي الشخص عيوبه واهتماماته الحقيقية؛ ما يؤدي إلى الشعور بالضيق وعدم الاستقرار النفسي على المدى الطويل.
قد ترغبين في التعرف إلى: 7 أمنيات ترغب المرأة أن يحققها الرجل من دون أن تطلبها
ثانياً التحديات النفسية:
القلق والخوف

يواجه الشريكان تحديات نفسية تشمل الخوف من الرفض، والقلق من عدم كفاية العلاقة، والشعور بعدم الأمان، والشك في المستقبل، وقد يؤدي هذا القلق إلى سلوكيات الخوف من عدم الأمان، والرفض، أو القلق الاجتماعي.
التقلبات العاطفية
والتحديات النفسية تتمثل في التقلبات العاطفية، وضعف التواصل، وتضارب التوقعات، والخوف من الالتزام، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية مثل تدخل الأهل، وهذه التحديات قد تتسبب في زيادة الشعور بالقلق والوحدة وعدم الأمان في العلاقة، وعدم القدرة على فهم العواطف أوالتحكم بها؛ ما يؤثر في الصحة النفسية.
الاستنزاف العاطفي
والتحديات النفسية مثل الاستنزاف العاطفي الناتج عن سوء التواصل، والضغوط الحياتية، أوعدم الاهتمام الكافي، يشمل ذلك الشعور بالإرهاق، وفقدان الشعور بالذات، والقلق المستمر بسبب الافتقار للدعم العاطفي أو تجاهل الحدود الشخصية؛ ما يؤدي إلى تدهور العلاقة وزيادة الشعور بالتوتر والعزلة.
الشك في العلاقة
تتضمن تحديات فترة التعارف وجود الشك بين الشريكين؛ ما يؤدي إلى انعدام الثقة، والتوتر النفسي، المشاحنات، وقد يؤثر ذلك في العلاقة العاطفية، والشعور بعدم الارتياح أو ملاحظة أشياء تثير الشكوك؛ ما قد يضعف الثقة النفسية ويجعل الشخص متردداً.
والرابط التالي يعرفك إلى: نصائح لحل خلافات الأهل خلال فترة الخطوبة
كيفية التعامل مع التحديات العاطفية والنفسية
تقول الدريني: عقب تخطي مرحلة "الانبهار بالحب" وإدراك وتحديد التحديات التي يواجهها الشريكان تأتي مرحلة التعامل مع تلك التحديات وكيفية التماهي معها وتجاوزها ويكون من خلال:

التواصل المفتوح
يتطلب التعامل مع التحديات العاطفية والنفسية عبر التواصل الصريح والمفتوح الالتزام بالشفافية والاستماع بإنصات فعَّال، والتعبير عن المشاعر بوضوح وهدوء، مع التركيز على استخدام عبارات "أنا" لتجنب اللوم، وبناء مساحة آمنة للتعبير، والتشجيع على المشاركة، وفهم نقاط الضعف والمخاوف بشكل متبادل.
التوقعات الواقعية
للتعامل مع التحديات العاطفية، يجب تقبل المشاعر الصعبة واللجوء إلى الدعم الاجتماعي، وكن واقعياً في نظرتك للشريك وحاول تجنب وضع توقعات مثالية وغير قابلة للتحقيق.
الموازنة بين العلاقة والحياة الشخصية
في ظل التحديات العاطفية والنفسية من الضروري وضع حدود صحية، والتواصل الفعَّال بصراحة عن المشاعر والتوقعات، والاهتمام بالنفس من خلال ممارسة الأنشطة المفضلة، كما يمكن دعم الشريك في أوقات الضغط دون إهمال الذات، كما لا بُدَّ أن تحافظ على هويتك الفردية والأنشطة والهوايات التي تحبها، ولا تجعل علاقتك هي مصدر سعادتك الوحيد.
الصبر والهدوء
للتعامل مع التحديات العاطفية والنفسية، يمكن ممارسة تقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق، واعتماد الصبر والهدوء بوصفه نهجاً أساسياً في التعامل مع المواقف الصعبة، ولا تتسرع في إطلاق الأحكام.
وضع حدود واضحة
ابدأ بتحديد احتياجاتك وتوقعاتك، ثم عبر عنها بوضوح وحزم، وتقبل أي شعور بالذنب أو عدم الارتياح بوصفه جزءاً طبيعياً من عملية التغيير، وركز على العناية بنفسك للحفاظ على قوتك النفسية، وقم بتحديد ما تريده وما لا تريده في العلاقة؛ فذلك يساعد في حماية نفسك من التعلق المفرط أو الارتباط بشخص غير مناسب.
طلب المساعدة
إذا استمرت التحديات، واستمرت المشاعر السلبية أو أثرت في حياتك اليومية، فلا تتردد في طلب المساعدة من أصدقائك أو عائلتك أو طلب استشارة اختصاصي نفسي؛ فطلب المساعدة علامة قوة، وليس ضعفاً، فيمكن للاختصاصي تقديم إستراتيجيات مفيدة.
وبالنهاية فالرابط التالي يعرفك: نصائح قبل الزواج للبنات لبناء زواج متين ومستقر





