mena-gmtdmp

في يوم التراث العالمي: جولة «سيدتي» في سوق الحِرفيين بالأحساء


الحِرف اليدوية في السعودية جزءٌ أصيل من التراث الثقافي؛ فهي الصناعات التي تعتمد على المهارات اليدوية التقليدية باستخدام أدوات بسيطة؛ لإنتاج مشغولات ثقافية باتت تمثّل اليوم الموروث التاريخي الإبداعي والهوية الثقافية السعودية، ليس على مستوى محلي فحسب بل وعلى مستوًى عبإدراج الكثير منها في قائمة التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو ، تحت مظلة وزارة الثقافة والرؤية السعودية الطموحة 2030.
وفي تأكيد لأهمية الدور التاريخي والثقافي للحِرف اليدوية السعودية ، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة عام الحرف اليدوية 2025، والرامية لتسليط الضوء على الحِرف اليدوية السعودية، وتمكين الحِرفيين السعوديين، ومد جسور التواصل بينهم والمجتمع المحلي والدولي بمختلف أطيافه.
بمناسبة يوم التراث العالمي تصطحبكم ـ«سيدتي» في جولة إلى سوق الحِرفيين في الأحساء وسط المنطقة التاريخية لمدينة الهفوف، والذي يعَد واحداً من أهم وأكبر الأسواق للحِرف اليدوية السعودية.

إعداد: عتاب نور

سوق الحِرفيين في الأحساء

سوق الحرفيين في الأحساء


بالعودة إلى تاريخ سوق الحِرفيين في الأحساء؛ فقد أنشئ قبل خمسة أعوام في 2020م، بتصميم معماري مميز للعمارة الأحسائية. ويهدف السوق إلى المحافظة على التراث والحِرف اليدوية السعودية، وهو ما مهّد لانضمام الأحساء لاحقاً لشبكة المدن الإبداعية بمنظمة اليونسكو العالمية عام 2015م، في المجال الإبداعي الخاص بالحِرف اليدوية والفنون الشعبية، كأول مدينة سعودية وخليجية.
ويحتضن سوق الحرفيين في الأحساء أكاديمية خاصة لتعليم الحِرف اليدوية من قِبل حِرفيين ذوي خبرة عالية في مجالهم؛ حيث يقومون بنقل خبراتهم من خلال هذه الأكاديمية للأجيال القادمة، وذلك لضمان المحافظة على هذه الحِرف، ودعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحِرفية واستدامتها.
ويُعتبر سوق الحرفيين الذي يمتد على مساحة 12 ألف متر مربع، أحد أهم المعالم التاريخية والتراثية والسياحية في الأحساء، ورافداً مهما لدعم الناتج المحلي ضمن رؤية 2030؛ حيث يشتهر بحِرف يدوية عديدة، لكلٍّ منها قصة ومكانة تاريخية وثقافية، منها: صياغة الذهب، وصناعة الفخار، وحياكة البشت، والقفاص، وصناعة الجلديات، والصناعات الجلدية والخوص وغيرها. ووفقاً للإحصاءات، يعمل حوالي ثلث الحرفيين في السعودية ضمن التطريز اليدوي، وحياكة السدو، وصناعة المنتجات الخوص، والمنتجات العطرية مثل: عطر الورد الطائفي والحلوى الشعبية، بينما يتوزع البقية على نحو 45 مجموعة حِرفية أخرى.وتجذب هذه الحرف السياح بشكل كبير؛ لحبهم للتعرُّف إلى طبيعة الحياة القديمة والتقليدية بشكل معاصر، ولما توفّره من سلع وحِرف تقليدية تراثية فريدة.

الحرف اليدوية ضمن قائمة اليونسكو

الخوص من الحرف اليدوية السعودية


بحسب تعريف "اليونسكو": تُعبّر الحِرف اليدوية عن التقاليد الحية للإنسان، وتجسّد أسس التنمية المستدامة الثلاثة: التكيُّف، التجديد، والإبداع.
وتُعَد السعودية رائدة في الحفاظ على الحِرف اليدوية، وفي تسجيلها ضمن قائمة الترات غير المادي في اليونسكو. من أوائل الحرف التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ"اليونسكو "، هما: حياكة السدو في عام 2020، والقط العسيري عام 2017م. ويتميز كلا الفنّين بأنهما يعتمدان بشكل كبير على الحِرفيات السعوديات؛ مما يعكس الدور البارز للمرأة في صون التراث.
عناصر التراث الثقافي غير المادي التي سجلتها السعودية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي العالمي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو":

الصقارة "البيزرة"

وهي فن الصيد بالطيور الجارحة وتربيتها وتدريبها، سُجلت عام 2011م، في قائمة اليونسكو.

العرضة النجدية

في عام 2015م أُدرِجت "العرضة النجدية" في القائمة، وهي أحد الفنون التي تُؤدى في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية والأعياد بالسعودية.

القهوة العربية

في عام 2015م سجلت السعودية القهوة العربية مع الإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان، وفي عام 2022 أقرّت وزارة الثقافة السعودية بتسمية القهوة السعودية.

المجلس

مع الإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان، سجلت السعودية في عام 2015م "المجلس" وهو مكان اجتماع أفراد المجتمع.

المزمار

وهو فن أداء جماعي تقليدي يُمارس غربي السعودية، سُجل عام 2016م في الاحتفالات العائلية والوطنية والمناسبات.

القط العسيري

وهو فن نقش جدران المنازل في منطقة عسير، وتم إدراجه في اليونسكو في عام 2017م.

النخلة

في عام 2019م سجلت السعودية النخلة في التراث الثقافي غير المادي بالمشاركة مع 14 دولة عربية.

حياكة السدو

في عام 2020م سجّلت السعودية عنصر "حياكة السدو" ضمن القائمة كملف مشترك مع دولة الكويت.

الخط العربي

سجّلت السعودية في عام 2021م الخط العربي في قائمة اليونسكو، بملف مشترك مع 15 دولة أخرى، وهو ممارسة فنية متوارثة للكتابة باللغة العربية.

البن الخولاني السعودي

في عام 2022م سجّلت السعودية البن الخولاني السعودي ضمن القائمة التمثيلية.

حداء الإبل

وهو أحد أشكال التعابير الشفهية التقليدية، ووسيلة للتواصل بين الإبل ورعاتها. وقد سجّلته السعودية عام 2022م بالمشاركة مع سلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

النقش على المعادن

في عام 2023م انضمت حِرفة النقش على المعادن "الذهب والفضة والنحاس" للقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، في ملف مشترك مع تسع دول أخرى.

الهريس

بالمشاركة مع الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، تم تسجيل طبق الهريس، وهو أحد الأطباق الشعبية بالسعودية وبعض دول الخليج، في عام 2023م.

آلة السمسمية

تم تسجيل السمسمية في عام 2024م في قائمة "اليونسكو" بالمشاركة مع مصر، وهي جزء من الهوية الثقافية للمجتمعات الساحلية بالسعودية.

الورد الطائفي

يُعَد الورد الطائفي عنصراً ثقافياً واجتماعياً يرتبط بحياة سكان محافظة الطائف، تم إدراجه في قائمة اليونسكو عام 2024م.

الحناء

في عام 2024م أدرجت العادات المرتبطة بنقوش الحناء في قائمة "اليونسكو" بالمشاركة مع 15 دولة أخرى.

عام الحِرف اليدوية 2025

وتهدف وزارة الثقافة من خلال عام الحِرف اليدوية 2025، إلى تمكين الحِرفيين السعوديين، ودعم إنتاجهم الحِرفي، واستثمار الفرص المساهِمة في تعزيز الصناعات الوطنية، وتنويع الاقتصاد الثقافي. إضافةً إلى التوعية بأهمية وقيمة المهن والمنتجات التي تعتمد على الحِرف اليدوية، وما تُجسّده من عمقٍ تاريخي يُمثّل الهوية الثقافية السعودية، إلى جانب تسليط الضوء على أنواع الحِرف اليدوية السعودية، وتعزيز حضورها وارتباطها في الحياة اليومية للمجتمع، وفتح نوافذ التواصل بين الحِرفيين السعوديين والمجتمع المحلي والدولي بمختلف أطيافه.
اقرأ المزيد : في يوم التراث العالمي.. دعوة عالمية لحمايته ونظرة على التراث السعودي غير المادي المدرج باليونسكو