منذ انطلاقه قبل عقدٍ من الزمن، لم يعد «أسبوع دبي الساعات دبي» مجرد حدث سنوي تُعرض فيه ابتكارات الوقت، بل تحوّل تحت قيادة هند صديقي، الرئيسة التنفيذية لـ«أسبوع دبي الساعات دبي» إلى منصة عالمية تعيد رسم مشهد هذه الصناعة وتُرسّخ مكانة دبي قوةً مؤثرة في عالم الساعات. فمن مبادرة صغيرة تضم 15 علامة فقط، إلى حدث دولي يستقطب أبرز الدور وجامعي الساعات من مختلف أنحاء العالم، قادت صديقي رحلة نمو واثقة جعلت من دبي نقطة التقاء رئيسية لصنّاع الساعات، ومساحة مفتوحة لتبادل المعرفة والابتكار والقصص التي تقف خلف أدقّ الحركات الميكانيكية. كان لنا هذا الحوار مع شخصية تركت بصمتها على واحد من أهم الأحداث في صناعة الساعات، بصمة ستدوم طويلاً.
هند صديقي

ما رؤيتكِ لـ«أسبوع الساعات دبي»، وكيف تطوّر هذا الحدث تحت قيادتكِ منذ انطلاقه وحتى اليوم؟
منذ انطلاقتنا عام 2015 بدأنا بمنصّة صغيرة ضمّت نحو 15 علامة تجارية فقط، وكان هدفنا الأساسي نشر الوعي وتثقيف الجمهور بعالم الساعات، ومنحهم فرصة للاطلاع على ما يجري خلف الكواليس، من صناعة الساعات، الحرف والمهارات الدقيقة التي تقف وراء كل قطعة إلى جانب إتاحة المجال أمامهم للتعرّف على صنّاع الساعات أنفسهم. ولا يزال هذا الهدف راسخًا منذ البداية حتى اليوم.أما اليوم، وبعد مرور 10 أعوام على تأسيس المنصّة، فنحمد الله أنّنا تطوّرنا خطوة تلو الأخرى حتى أصبحت منصّة عالمية بارزة يقصدها هواة الساعات وجامعوها من مختلف أنحاء العالم. لقد نمونا بثبات، وبلغنا مستوى يليق بدبي، ونأمل بإذن الله أن نواصل هذا النجاح ونبني عليه في المستقبل.
برأيكِ، كيف أثّر «أسبوع الساعات دبي» على صناعة الساعات الفاخرة عالميًا؟ وما الذي يميز هذا الحدث ويجعله مختلفًا على الساحة الدولية لصناعة الساعات؟
عندما تنظرون اليوم إلى العلامات التجارية المشاركة معنا في «أسبوع الساعات دبي»، ستلاحظون أن كل علامة تحضر وهي تحمل جديدًا معها: إصدارًا حديثًا، أو ساعة مبتكرة، أو نسخة محدودة مخصّصة لدبي أو للإمارات. وهذا دليل واضح على أن تلك العلامات باتت ترى في دبي منصة مهمة للغاية لعرض أحدث ابتكاراتها، نظرًا لكون المستهلك هنا مستهلك راق وذوّاق، يقدّر التفاصيل ويبحث دائمًا عن كل ما هو جديد. ويمكن القول إن هذا هو أبرز تأثير أحدثناه هو إعادة تشكيل طريقة تفكير العلامات التجارية فيما تقدمه، وكيف ومتى تطلقه.وليس ذلك على مستوى الماركات فحسب، بل إن جامعي الساعات من مختلف أنحاء العالم أصبح لديهم اهتمام متزايد بالإصدارات الخاصة بالشرق الأوسط Middle East Editions التي تُطلق خلال أسبوع الساعات دبي. وهذا يُعدّ دليلًا إضافيًا على أن العلامات التجارية باتت تنظر إلى سوق الشرق الأوسط عامةً ودبي تحديدًاربوصفه سوقًا محوريًا ذا أهمية كبيرة لها.
ما رأيك بالتعرف على المدير الإبداعي لدار آي دبليو سي شافهاوزن Christian Knoop
كيف تضمنين أن يعكس الحدث أصالة الماضي وروح الحداثة في آنٍ واحد لتحقيق تجربة فريدة للجمهور؟
لقد منحنا العديد من العلامات التجارية مساحة لطرح إصدارات خاصة ونسخاً محدودة Limited Editions. ولكن أكثر إصدار أحببته شخصيًا وأشعر بالفخر الكبير تجاهه هو من علامة Vintage Horology، وهي علامة بتأسيس إماراتي وصناعة سويسرية. فقد أعلنوا عن ساعة جديدة باسم Strata، وهي ساعة جميلة للغاية ورائعة التصميم، وقد أعجبتني كثيراً.
تأثيرنا كبير، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم أيضاً. فقد رأى الناس أن النموذج الذي ابتكرناه يمكن تطبيقه في أماكن أخرى، وهذا بحد ذاته دليل على أننا مؤثرون إلى حدّ بعيد في هذا المجال. ومع ذلك، لا أعتقد أن هناك حدثًا يشبه Dubai Watch Week تمامًا؛ وحتى لو سألتِ الزوّار، فلن تجدي أحدًا يظن أن هناك من قادر على تقديم ما نقدّمه. والسبب في ذلك أننا غير تجاريين فنحن لا نبيع الساعات. بينما تُقام معظم الأسابيع والمعارض العالمية بهدف البيع المباشر، نحن هنا نجمع مجتمع الساعات تحت سقف واحد لنقدّم مساحة لتبادل المعرفة وسرد القصص وخلق حوار حقيقي بين الجمهور وصنّاع الساعات. وهذا ما يجعل التجربة مختلفة ومميزة وفريدة من نوعها.عالم الساعات عالم غني بالتقاليد، وفي الوقت نفسه نشهد فيه الكثير من الابتكار. فالمستهلك اليوم يبحث عن هذا الابتكار، سواء من خلال الألوان، أو المواد المستخدمة، أو حتى في الحركات الميكانيكية نفسها.
لماذا تم اختيار منطقة برج بارك بداون تاون دبي لهذه النسخة؟
انعقاد النسخة الـ7 من أسبوع الساعات دبي في برج بارك، بجوار دبي مول وبرج خليفة، لم يكن اختيارًا عشوائيًا. فامتلاك شريك استراتيجي مثل دبي مول يمثل خطوة بالغة الأهمية؛ فهم يدركون تمامًا قيمة التجارب الحيّة وأهمية تنظيم حدث بهذا الحجم. ونحن فخورون للغاية بوجودنا معهم في برج بارك.وكما ذكرتُ سابقًا، هناك عدد كبير من الزوّار الذين يأتون من خارج الدولة لحضور هذا الحدث. وعندما يكونون في موقع استثنائي كهذا، في قلب مدينة دبي، قادرين على مشاهدة جميع الفعاليات من حولهم، فإن ذلك يرفع مستوى التجربة ويعزّز من حضور الحدث ومعرفته عالميًا.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط





