حبيبي.. هل يمكن أن تغيّر هذه العادة؟

سؤال يُطرح بين خطيبين أو زوجين، عندما يشعر طرف منهما أن لدى الآخر عادة أو طبعاً معيناً لا يعجبه، أو لا يرتاح له، فهل يا ترى يحق لهذا الطرف أن يطلب مثل هذا الطلب؟ عن هذا الموضوع أجرت «سيدتي» تحقيقها الآتي:

على قدر حب كل منهما للطرف الآخر؛ تكون الاستجابة لطلب التغيير... هو رأي جميلة محمد «مدرسة»، وعندما تذكرت أن هناك فعلياً طباعاً يصعب تغييرها مثل العصبية، تستدرك: «هذا ما يحصل معي بشكل شخصي، فزوجي طبعه عصبي، وأعرف أنه من الصعب أن يتغيّر، ولكنني في الوقت نفسه أتحمل منه ذلك، فهو أيضاً، تعويضاً عن عصبيته؛ يحاول إرضائي دائماً بأن يلبي لي رغباتي مثل حبي للخروج مع صديقاتي، والسفر دوماً، فيمارس معي هذه النشاطات، حتى لو لم تكن له رغبة فيها، بالمقابل أجد نفسي أتحمّل وأغفر له طبعه العصبي والانفعالي، خاصة أنه بعدها يحاول مصالحتي، فيظهر حبه في تصرفاته بعد أن تنتهي نوبة العصبية».

هو تغيّر!
بسمة محمد «مساعد إداري»، كان لها رأي آخر؛ فقد كشفت لنا أنه سبق وطلب منها خطيبها تغيير بعض الأمور، ولكنها لم تقتنع بطلبه، خاصة أنه جاء بعد تغيير مفاجئ في شخصيته، فاعتبرت أن في ذلك إهانة لها، ولم تستطع تقبّل، لا تغيره ولا طلبه بتغيرها، تتابع: «كان من الممكن أن أقبل طلبه لو أنه بقي على الشخصية التي عرفته بها، والتي طلبت منه العودة إليها، أظن أنني كنت سأتغير وقتها لأجل ذلك الشخص، ولكنني لست مع أن تصل تلك التضحيات إلى حد التنازل عن قناعات شخصية».
زوجة هاني القرة «مدير تسويق»، تحب شراء الأحذية بشكل كبير؛ وتتابع الأفلام العربية، بينما يفضّل هو الأجنبية منها، يعلّق: "من الممكن أن نحاول أحياناً أن نتشارك ونتفاهم على بعض الأمور، ولأني أحبها أحاول قدر المستطاع تلبية رغبتها وعدم إزعاجها، خاصة وبحكم عملنا فنحن نجتمع في أوقات قليلة».

لا تذمّر
دينا النجار «مديرة مركز تجميل»، زوجها طبيب يعمل لساعات طويلة خارج المنزل، ليعود آخر النهار منهكاً، فإما أن يأتي على حساب نفسه ويخرج معها، أو أنه لا يبدي أي انزعاج إذا خرجت مع صديقاتها وتركته في المنزل، تتابع: «كل واحد فينا يقدّر للآخر تضحيته وتحمله للظروف التي تجبرنا الحياة أن نمر بها ونعيشها، وإلا فإن لا أحد سيستمر في أي علاقة يقوم بها».

نيللي زكريا «مديرة محل»، أيضاً مع فكرة أنه كلما زاد الحب؛ أصبح طلب التغيير في العادات والطباع أسهل بكثير، ويكفي أن يرى الانزعاج بادياً على ملامح وجهه؛ ليقوم فوراً بتغيير ما سبب ذلك الانزعاج، تتابع: «مثلاً زوجي يحب كثيراً متابعة المباريات، خاصة كرة القدم وكرة اليد.. أسايره أحياناً، خاصة عندما تكون مباريات مهمة، ولكن وفي بعض الأوقات يشعر بمدى انزعاجي عندما تطول متابعته لكل ما يتعلق بتلك الرياضة».

يغازل
فاجأتنا سماح عواد «موظفة مبيعات»، بعادة لم تحتملها، وكانت سبباً في انفصالها عن خطيبها، فقد كانت لديه عادة مجاملة جنس حواء بكثرة، وبكلمات مثل: حياتي، يا حلوتي: «أشعرته بأن تصرفه يهينني، خاصة عندما يجامل إحداهن بكثرة أمامي، متجاهلاً وجودي معه كأنثى، فاضطررت لإنهاء العلاقة؛ لأنني فكرت جيداً، إذا كنا في بداية مشوارنا ولم يغيّر عادته، فهل سيفعل إذا واجهتنا مشاكل أعقد في مستقبلنا معاً؟».

اصطحب زوج ميسر عصام «ربة منزل»، صديقه ليختار معه غرفة نومه عند زواجه منها، بدلاً من أن يأخذها هي، تتابع ميسر: «حاولت أكثر من مرة أن أفهمه بأنه ليس من الجيد أن يتدخل كل من حولنا، حتى الأهل والأصدقاء، في كل ما يدور بيننا؛ لأنه يبقى لأي بيت أسراره التي لا يجب أن يعلم بها أحد، ولكني عبثاً أحاول، ووصلت الأمور إلى حد الانفصال، ولكني وحفاظاً على عائلتي أعود وأراجع ذاتي».

ندى خطاب «مدرسة» تقول: «لولا علاقة الحب القوية بيني وبين زوجي، لكنا انفصلنا منذ وقت طويل، فأنا بطبعي انفعالية جداً، وهو عكسي تماماً، لدرجة أنه يستفزني هدوؤه وبعد مدة من الوقت وجدت أنه لو لم يكن بهذا الطبع، ولم يكن يستوعب غضبي ويحتويني في لحظات ثورتي، وذلك بسبب حبه الكبير لي، لكنا انفصلنا من أول خلاف دار بيننا».

رأي علم النفس
إذا حدث الحوار الخارجي، والمقصود به المخاطبة والحديث والكلام، مع الرد بالتوضيح والأسئلة والإجابة، فبالتدريج سوف يحدث التقبل لتغيير هذا الطبع، أما عن الأسلوب، بدت الدكتورة أمل بالهول، المتخصصة في علم النفس، مقتنعة بجدواه، وتابعت: «بالنسبة لمدى استجابة الطرف الآخر للتغيير، فذلك تحدده متغيرات عدة، مثلاً كون الزوجين من بيئتين مختلفتين، أو حتى الاختلاف بين الرجال والنساء في استقبال المعلومات وإرسال المشاعر. فعلياً لا يوجد في العادات والطباع ما لا يمكن تغييره، إذا توافرت الإرادة والاقتناع، وتخلينا عن حيلنا الدفاعية التي قد نعرفها أو لا نعرفها نحن أنفسنا كممارسين لها.