في اليمن.. أعراس بلا "قات"

6 صور

ظهرت مؤخراً في اليمن مبادرات شبابية كان لها حضور فاعل ونتائج إيجابية. ومن تلك المبادرات إقامة حفلات أعراس بلا «قات» للمرة الأولى، والتي حظيت بصدى واسع في الأوساط الاجتماعية، فكيف كانت هذه التجربة؟!.. «سيدتي نت» رصدت التجربة في عدد من الأعراس.

دعوة بشروط
«البراء شيبان» قرر كسر قيود عادات إقامة الأعراس في صنعاء، ونظم حفل زفاف فريداً من نوعه، مشترطاً على الحضور عدم تناول القات من خلال الدعوات التي تم توزيعها، وكذلك عبر الفيس بوك وتويتر، حيث قام العريس ومحبوه وأصدقاؤه بالترويج لهذا العرس الذي أقيم في أجواء فرائحية كبيرة لم تخل من الدهشة من الذين حضروا الحفل في إحدى الصالات الكبيرة؛ كون هذه الظاهرة الأولى من نوعها في صنعاء كما حضر عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية، وأعضاء من مجلس النواب ودبلوماسيين، وإعلاميين وعدد كبير من أصدقاء العريس. وعبر الحاضرون جميعهم عن أملهم في أن يكون هذا العرس خطوة أولى في سبيل القضاء على القات، على الأقل في الأفراح، والحد من تناول هذه النبتة الضارة، والتي تهدر المال والاقتصاد والوقت والجهد.

حضور كبير
وبخلاف الأعراس الأخرى التي عادة ما يوجد في مقدمة القاعة أشخاص يوزعون زجاجات المياه، كان هناك صغيران يوزعان العصائر والكعك وبعض الحلويات على كل من حضر؛ لمشاركة العريس فرحه من دون قات..
حضور غير مسبوق في حفل الزفاف من المقاطعين لمضغ القات، ليس لمعرفتهم المباشرة بالعريس، ولكن لمشاركته فرحته والاستمتاع في جو خال من القات والدخان.

اندهاش
في حفل مماثل أقام الصحافي صدام الكمالي حفل زفافه بلا «قات» في أجواء فرائحية مليئة بالفرحة والدهشة معاً .. فقد بدا الكمالي في كامل أناقته مبتسماً ومبتهجاً، وهو يصافح جموع المهنئين الذين تقاطروا بشكل غير مسبوق وليس مع أحدهم غصن قات واحد..
وكان حفل الزفاف، كما قال عدد من الحاضرين فريداً من نوعه، فالجميع بدوا مبتهجين ومسرورين منهم، من شارك في الرقص والغناء، ومنهم من ظل مندهشاً طوال الوقت، وهو يتأمل جميع وجوه الحاضرين وليس في فم أحدهم غصن قات، فيما البعض وهم قليلون ظلوا يصارعون النعاس؛ لأنهم لم يعتادوا حضور أي عرس بلا «قات».. لكنهم صمدوا لعدة ساعات.

وتولى شبان وصغار تعلو محياهم الابتسامة توزيع المعجنات، والعصائر، والحلويات، في أكياس وصحون أنيقة للحاضرين الذين استمتعوا للمرة الأولى، وهم يشاركون العريس فرحته بلا «قات» ولا تدخين.

وفي يوم الخميس 24 / 1 /2013 شهدت صالة ليلة فرح في العاصمة اليمنية عرس الشقيقين «علي ومالك» في جو خلا من القات ومستلزماته، ونقلت بعض وسائل الإعلام مراسم الحفل على الهواء مباشرة، حيث كانت القاعة ممتلئة بالمهنئين.

وفي اليوم ذاته شهدت قاعة الجامعة عرساً آخر بلا «قات» رعته مؤسسة «يمن بلا قات»، والذي كان له نصيبه الحافل من الرقصات الشعبية والأناشيد والكلمات، والحضور الغفير للمهنئين من الوجاهات الاجتماعية والسياسية ورجال الأعمال وأصدقاء العريس ومحبيه.
مؤسسة صناع الحياة في محافظة حجة نظمت في وقت سابق عرساً جماعياً لـ130 عريساً وعروساً تحت شعار «عرس بلا قات».

مبادرات شبابية
إذا هي مبادرات شبابية نجحت، وكان لها صدى واسع في صنعاء خاطر بها شبان، انقلبوا على تقاليد، استنزفت الثروة المائية والزراعية والصحية لأبناء هذا البلد. وتناضل العديد من المنظمات المدنية للتوعية بمخاطر القات، لكنها تعمل في بيئة قد تكلفهم سنين؛ حتى يحققوا ولو جزءاً من أهدافها حول مخاطر هذه النبتة المتوارثة عبر أجيال، ما لم تتخذ الحكومة إجراءات قانونية تحد من زيادة تداول القات.

وتعدّ عادة تعاطي القات في الأعراس من العادات الاجتماعية، التي يسعى العديد من الشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني في اليمن لجعلها عادة غير مقبولة في المجتمع، وخلق رأي عام بأن تكون جميع الأعراس خالية من تعاطي القات الذي يخسر بسببه أهل العرسان مبالغ مالية كبيرة قد تؤدي إلى تأخير الزواج، أو تراكم الدين على العريس وأسرته.

أمنيات
الدكتور حميد زياد الأمين العام لمؤسسة «يمن بلا قات» قال: إن هذه المناسبات تأتي كخطوات جادة للسير نحو يمن خال من القات الذي يشكل كارثة على الصحة والبيئة والاقتصاد، ويشوه سمعة اليمن واليمني في الخارج، كما أنه يعد من أكبر المشاكل الصحية، حيث زادت أخطاره نتيجة المبيدات التي ترش عليه، والتي تسبب العديد من الأمراض وعلى رأسها السرطان الذي يصيب أكثر من عشرين ألف حالة سنوياً؛ متمنياً أن يأتي اليوم الذي يرى فيه المجتمع اليمني خالياً من عادة تعاطي القات.