كيف تفكر عندما تتقدم بالعمر؟ فالتقدم بالعمر قد يعد لبعض الموظفين مصدراً للقلق والخوف، لذلك: هل تساءلت يوماً لماذا يشعر الموظفون الأكبر سناً بأن التغيير يحمل لهم عبئاً أكبر؟ حيث يصبح التكيف مع المتغيرات في بيئة العمل أمراً أشبه بتحدٍ مستمر، مما يزيد من مشاعر القلق والخوف، ما الأسباب الخفية وراء هذا الشعور؟ وهل هناك طرق للتغلب على هذا الخوف وتحويله إلى دافع للتطور؟ تعرف إلى ذلك من خلال ما تشير إليه الدكتورة آثار عثمان، الخبيرة في مجال التربية الخاصة وعلوم النفس في جامعة فيينا.
الخوف من فقدان الأمان الوظيفي
- هل سيتسبب التغيير في طردي من العمل؟
مع تقدم الموظفين في العمر، يصبح الأمان الوظيفي أحد أكبر المخاوف التي يواجهونها، فبعد سنوات من العمل المخلص، يصبح الخوف من فقدان الوظيفة بسبب التغييرات المتسارعة في بيئة العمل أشبه بكابوس مستمر، فالموظفون الأكبر سناً قد يشعرون بأن التغيير، سواء كان في السياسات أو الهيكل التنظيمي أو حتى في أساليب العمل، قد يؤثر سلباً على وضعهم، فالتحديات الجديدة التي تطرأ قد تؤدي إلى تقليص أدوارهم أو حتى استبعادهم لصالح الجيل الأصغر الذي يبدو أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات.
- كيف تتعامل مع الأمر؟
لتجاوز هذا القلق، من المهم أن يبدأ الموظف في التركيز على تطوير نفسه باستمرار، من خلال تعلم مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية، يمكن للموظف أن يثبت أهميته للمؤسسة، فعلى سبيل المثال، يُمكن للموظف الأكبر سناً البحث عن فرص للتعلم الذاتي، مثل الالتحاق بالدورات التدريبية أو البرامج التعليمية التي تعزز معرفته في مجال التكنولوجيا أو الإدارة الحديثة، التعامل مع هذا الخوف يتطلب اتخاذ خطوات استباقية لبناء المهارات التي يحتاجها في المستقبل.
شاركنا رأيك: العمل عن بعد قد يكون موحشاً: كيف تكون مستعداً لتتلاءم معه؟
القلق من الابتعاد عن منطقة الراحة
- هل أصبح التغيير تحدياً يصعب تجاوزه؟
كلما تقدم الموظف في العمر، يصبح أكثر تعلقاً بعاداته اليومية وبالأساليب التي تعوّد على القيام بها، التغيير يعني الخروج من منطقة الراحة التي توفّر له الشعور بالأمان والقدرة على أداء المهام بكفاءة. فالموظفون الأكبر سناً قد يشعرون بأن التغيرات الجديدة في بيئة العمل تتطلب منهم تغييراً جذرياً في كيفية تنفيذهم للمهام، ما يخلق لديهم شعوراً بعدم القدرة على التأقلم، إضافة إلى ذلك، قد يؤدي شعورهم بالتحدي المستمر إلى إرهاق ذهني وعاطفي، مما يسبب مزيداً من التوتر.
- كيف تتعامل مع الأمر؟
لمواجهة هذا التحدي، يجب على الموظف أن يتعلم تقبل التغيير تدريجياً بدلاً من مواجهته بشكل مفاجئ، يمكن تحقيق ذلك من خلال تقسيم التغييرات الكبيرة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة، على سبيل المثال، إذا كان الموظف يحتاج إلى تعلم برنامج جديد أو نظام جديد، يمكن أن يبدأ باستخدامه في المهام اليومية الصغيرة تدريجياً بدلاً من فرضه على الأعمال الكبيرة، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتذكر أن التغيير لا يعني فقدان الخبرة، بل هو وسيلة لتعزيز قدراته وتوسيع أفقه المهني.
الخوف من التهميش في بيئة العمل الحديثة
- هل أجد نفسي خارج اللعبة مع تقدم الزمان؟
التكنولوجيا تلعب دوراً كبيراً في تشكيل بيئات العمل اليوم، وبالنسبة للموظفين الأكبر سناً، قد يصبحون أكثر حساسية لشعور التهميش عندما يلاحظون أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً أساسياً من العمل اليومي، قد يشعرون بأنهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة لاستخدام الأدوات الحديثة أو حتى التعامل مع الأفكار المبتكرة التي تروج لها الأجيال الأصغر، هذا الشعور قد يؤدي إلى إحساس بالانعزال داخل مكان العمل، ويزيد من صعوبة التواصل مع الزملاء الأصغر سناً، ما يؤثر على علاقاتهم المهنية.
- كيف تتعامل مع الأمر؟
للنجاح في هذه الحالة، يجب على الموظف الأكبر سناً أن يُدرك أن التعلم ليس محدوداً بمرحلة عمرية معينة، لا يجب أن يرى نفسه في منافسة مع الآخرين، بل أن يضع نفسه في موقع المتعلم المستمر، يستطيع الموظف تعزيز قيمته من خلال أخذ زمام المبادرة لتعلم الأدوات الجديدة، والقيام بالدورات التدريبية الذاتية، والانخراط في ورش عمل تقنيّة، يمكنه أيضاً الاستفادة من خبرته في العمل لمساعدة الزملاء الأصغر سناً في مشكلات قد لا يستطيعون حلها، وهذا يخلق بيئة عمل أكثر تنوعاً وتكاملاً.
القلق من الفشل في التعامل مع الأجيال الشابة
- هل سأتمكن من فهم لغة الأجيال الجديدة؟
واحدة من أكثر القضايا التي يواجهها الموظفون الأكبر سناً هي الفجوة بين الأجيال، فالأجيال الحديثة قد تختلف تماماً عن الأجيال السابقة في طريقة التفكير، وأساليب العمل، واستخدام التكنولوجيا، قد يشعر الموظفون الأكبر سناً بالعزلة نتيجة لهذا التفاوت، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأساليب التواصل، وتوقعات الأداء، والمفاهيم المختلفة حول العمل الجماعي، هذا يخلق حاجزاً بين الأجيال قد يزيد من شعورهم بعدم القدرة على التكيف.
- كيف تتعامل مع الأمر؟
أفضل طريقة لتجاوز هذا القلق هي فتح قنوات تواصل فعّالة مع الأجيال الأصغر، يجب على الموظف الأكبر سناً أن يظهر استعداداً للاستماع والتعلم من الآخرين، وأن يحاول أن يكون مرناً في فهم احتياجاتهم وأسلوبهم في العمل، التواصل المفتوح والمستمر مع الزملاء الأصغر سيساعد في بناء الثقة، كما يمكن أن يفتح المجال لتعزيز التعاون بين الأجيال، استكشاف اهتماماتهم واحتياجاتهم يمكن أن يخفف من الفجوة ويساعد في تفعيل روح الفريق.
الشك في القدرة على التكيف مع متطلبات العمل الحديثة
- هل يمكنني مواكبة التغيرات المستمرة في العمل؟
مع التغيرات المستمرة في سوق العمل، يتصاعد الضغط على الموظفين الأكبر سناً لمواكبة المتطلبات الجديدة التي قد تتطلب سرعة في الإنجاز ومرونة في العمل، يشعر الموظف الأكبر سناً بأن هناك ملاحقة مستمرة لاتباع التطورات في التكنولوجيا، والبرامج الجديدة، وأساليب العمل الأكثر فاعلية، قد يكون لديهم شكوك حول قدرتهم على الحفاظ على الكفاءة التي كانوا يمتلكونها في السابق.
- كيف تتعامل مع الأمر؟
أفضل طريقة لمواجهة هذا الخوف هو أن تتبنى موقفاً أكثر إيجابية تجاه التغيير، يمكن للموظف أن يبدأ بمراجعة تطوراته الشخصية بشكل دوري وأن يُحدد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، من خلال البحث المستمرعن أحدث الاتجاهات في مجاله، والالتحاق بالتدريبات المناسبة، يستطيع الموظف تحديث معرفته ورفع قدراته بشكل منتظم، هذه العملية المستمرة من التكيف ستساعد على تقليل الخوف والقلق من التغيرات المفاجئة وتجعله أكثر استعداداً لأي تحدٍّ جديد.
فكر قبل أن تقرر: لماذا أكره وظيفتي كثيراً؟ 10 علامات تدل على أنك تكره الذهاب إلى العمل