الخلل في الغدد الصمّاء لدى الطفل: مشكلة يمكن احتواؤها

 

يعتبر النموّ الطبيعي للطفل من أهم المؤشرات الرئيسية للجسم السليم، فهو يمرّ بمراحل مختلفة ومتفاوتة، منذ كونه نطفة في بطن أمه وحتى إتمامه مرحلة البلوغ، حيث يخضع إلى عوامل عديدة ومترابطة، تتمثّل في: العوامل الوراثية، العوامل النفسية، الغذاء الصحي المتوازن واعتدال نسبة إفراز الغدد الصماء للهرمونات المسؤولة عن النمو. «سيدتي» اطّلعت من استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري الدكتور عبد المعين الآغا على غدد الأطفال، والأعراض التي تظهر عند وجود خلل فيها وكيفية احتواء هذه المشكلة من قبل الوالدين.

 

تـعرف الغدد الصمـّـاء بأنهــا مجموعة مـــن الغـــدد المســؤولة عن إفراز الهرمونات في الجسم، ولكل هرمون وظيفة خاصة به، وذلك على الشكل التالي:

الغدة النخامية: من أهم الغدد الصماء، تقوم بإفراز مجموعة من الهرمونات، من أهمّها هرمون النمو الذي يلعب دوراً هاماً في طول كل طفل وطفلة، علماً أن النقص في هرمون النمو يؤدّي إلى قصر القامة والتأخّر في النمو.

الغدة الكظرية: تقع فوق الكلية، تلعب دوراً في إفراز هرمون «الكورتيزون» الذي يسمّى هرمون «الحياة»، علماً أن زيادة إفراز هذا الهرمون تؤدّي إلى السمنة المفرطة.

الغدة الدرقية: تفرز هرمون «الثيروكسين» وهو الهرمون الضروري للنشاط وكذلك يلعب دوراً مهماً في النمو، ونقصه يؤدّي إلى الكسل وقصر القامة وزيادة الوزن.

الغدة الجار درقية: غدة مسؤولة عن تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم ،وأي خلل فيها يؤدّي إلى نقص مستوى الكالسيوم في الدم.

الخصية لدى الذكور والمبايض لدى النساء: تعتبر كذلك غدداً صماء تفرز الهرمونات المسؤولة عن الذكورة والأنوثة لدى الجنسين.

 

قصر القامة

لدى الأطفال

 

يعاني 10% من قصيري القامة من نقص في هرمون النمو، ولعل أهم الأسباب المسؤولة عن قصر القامة يتمثّل في العامل الوراثي، ويسمّى قصر القامة الفسيولوجي. وإذا كان قصر القامة ناتجاً عن نقص في هرمون النمو، يجب علاجه بهرمون النمو.

 

أعراض الخلل فيها

لعلّ أهم الأعراض التي تظهر على الطفل لدى وجود خلل في عمل أي غدة من الغدد الصماء، هي على الشكل التالي:

قصر القامة: إذا كان هناك ضعف في إفراز هرمون النمو من الغدّة النخامية.

طول القامة (العملقة): إذا كانت هناك زيادة في إفراز هرمون النمو من الغدة الدرقية.

الكسل والخمول وزيادة الوزن: إذا كان هناك ضعف في إفراز هرمون «الثيروكسين» من الغدة الدرقية.

السمنة المفرطة: هي غالباً نتيجة للإفراط في الطعام وقلة الحركة لدى الأطفال، لكن ربما تكون لها أسباب هرمونية مثل زيادة في إفراز هرمون «الكورتيزون» أو قلة إفراز هرمون «الثيروكسين».

آلام في العظام وتشنّج في العضلات: نظراً إلى نقص الكالسيوم إذا كان هناك ضعف في إفراز هرمون الغدة الجار درقية.

تأخّر في البلوغ لدى الذكور والإناث: نظراً إلى نقص في إفراز هرمونات الذكورة أو الأنوثة.

تجدر الإشارة إلى أن هرمون «الثيروكسين» يلعب دوراً كبيراً في نموّ العقل منذ ولادة الطفل وخلال السنوات الأولى من عمره، والنقص في هذا الهرمون منذ الولادة يؤدّي إلى تخلّف عقلي. لذا، ينبغي إخضاع الأطفال حديثي الولادة إلى تحليل الغدة الدرقية، بشكل روتيني.

 

إحتواء الوالدين

يمكن للوالدين احتواء هذه المشكلة طبياً ونفسياً، إذا ما اكتشفا هذا الخلل لدى طفلهما، وذلك في الحالات التالية:

حين يلاحظ الوالدان تأخراً في نموّ طفلهما خصوصاً لناحية الطول، يجدر بهما مراجعة الطبيب لإجراء تحليل الهرمونات المسؤولة عن النمو لدى الطفل، خصوصاً هرمون الغدة الدرقية والنخامية والتحاليل الأخرى اللازمة، بدلاً من الإنتظار إلى سن البلوغ. وهي مشكلة شائعة.

إذا لاحظ الوالدان سمنة في طفليهما، يجب مراجعة الطبيب لإجراء تحليل هرمون «الثيروكسين» و«الكورتيزون» في الدم.

إذا لاحظ الوالدان تأخّراً في البلوغ ،يجب الإسراع لإجراء تحليل هرمونات البلوغ.

إذا لاحظ الوالدان تأخّراً في المستوى الدراسي للطفل ،يجب الإسراع في إجراء تحليل هرمون «الثيروكسين».

إذا لاحظ الوالدان آلاماً في العظام أو العضلات، يجب الإسراع في إجراء تحليل الكالسيوم في الدم وهرمون الغدة الجار درقية.

 

 

نصائح معالجة

لقصر القامة

ينبغي استخدام هرمون النمو بالجرعة المحدّدة وفق وزن الطفل من قبل الطبيب المتخصّص في مجال الهرمونات، فغالباً لا توجد أية أعراض خطيرة، لكن هنالك أحياناً أعراض ثانوية غير خطيرة كالزيادة في تخزين السوائل في الجسم، وبالتالي ملاحظة الأسرة زيادة قليلة في وزن الطفل.

يجب تغيير مكان الإبرة من فترة لأخرى، حتى لا ينتج عنها تورّم في المنطقة الدهنية للذراعين أو الفخذين، أو آلام في المفاصل أو العظام لدى الأطفال الذين يستخدمون هرمون النمو.

يزداد التقوّس في ظهر الطفل لدى استخدام هرمون النمو، أما العوارض الجانبية فهي غير خطرة.

قد يصاب الطفل أحياناً بصداع بسبب زيادة نسبة السوائل في الدماغ، إذا استخدم العلاج بسرعة زائدة عن الجرعة المحدّدة له.

 

 

 

مشاكل أطفالك تجيب عنها:

مستشارة «سيدتي»
دكتورة ابتهاج طلبة

 

1  _ طفلي كذّاب... كيف أتصرّف؟     

لا يوجد ما يسمّى بـ «الطفل الكذّاب»، إذ يقوم الطفل بالكذب عندما يعتاد على ممارسة هذه الآفة من قبل الكبار، كأن تطلب إليه الأم أن يردّ على الهاتف ليقول لإحدى صديقاتها إنّها غير موجودة رغم وجودها. وهذا بالطبع أمر خطير، خصوصاً إذا تأصّلت لديه هذه الآفة، ما يجعلها تتطلّب وقتاً كبيراً لمحوها. لكن تقويم هذا الأمر يأتي عبر تعاون الأسرة مع المدرسة، وبإتباع طريقة تعليمية خفيفة تشوّه صورة الكذب من خلال القصص.    

 

2  _ كيف أقوّم سلوك إبني؟

ثمّة مقاييس معتمدة من قبل المعلّمين في المدارس تهدف إلى رصد حالة الطفل عن قرب، بشكل شبه يومي، وتدوين ملاحظاتهم على كرّاس (بورتوفوليو) المتعلّقة بما يشهده من تطوّرات، سواء كانت سلبية أو إيجابية. ومن خلال هذا الكرّاس، يستطيع الأب والأم، عندما يقرآنه، معرفة كيفية تقويم سلوك ابنهما بالصورة المناسبة.

 

 3 _ كيف أنمّي مهارات طفلي الصغير؟

يعتبر الطفل خلال مرحلة الحضانة كياناً بشرياً خاماً يمكن تشكيله وفقاً لما تمنحه أسرته من برامج، يستطيع من خلالها اكتساب المهارات المختلفة، علماً أنه في هذه المرحلة تكون مداركه وقدراته متفتّحة ومصوّبة على التجارب المتاحة أمامه. لذا، ننصح الأمهات بتوفير عدد كبير من الألعاب والبرامج لأطفالهن خلال هذه المرحلة، حتى يتسنى لهن تنمية هذه المهارات.

 

4  _ كيف أعلّم طفلي حلّ المشكلات واتخاذ القرار المناسب؟

هناك ما يسمّى بـ «العادات السبع» 7 habits وهي عبارة عن منهجية وضعها خبراء في التربية لتمكين الطفل من حلّ مشكلاته واتخاذ القرار المناسب. فعندما يطلب الطفل أمراً معيّناً من أمّه، لا بدّ أن تجعله يحصل عليه بطريقة يحرّك من خلالها مداركه، وبالتالي يعتاد منذ الصغر على تحقيق مطالبه بسعيه إلى إيجاد وسائل وحلول لهذه المشكلات أو المطالب.