علّمي طفلك آداب السلوك منذ نعومة أظفاره

حـين يتعلّم الطفل مبادئ التصرّف السليم، يخطو خطواته الأولى نحو الحضارة التي لا تتحدّد معالمها في ما يقتنيه الفرد من ممتلكات وثياب فاخرة وما يتبوّأه من مراكز رفيعة وغيرها، بل في مدى قدرته على التواصل مع الآخرين باحترام ولياقة، مستخدماً العبارات التي تحافظ على مشاعر الآخرين وتعزّز مكانتهم الإنسانية التي أرادها الله حقاً مكتسباً لهم. لذا، يجب أن يشكّل تلقين الطفل مبادئ السلوك أبرز واجبات الأهل حيال أبنائهم.

 

لا للقسوة أو التوبيخ

يلعب أسلوب تعليم السلوك دوراً بارزاً في تمكين الطفل من اكتساب التوجيهات، ثم تطبيقها. وهنا، يأتي دور الأم والأب، إذ يتوجّب عليهما تلقين ابنهما هذه التوجيهات بأسلوب محبّب يتماشى مع قدراته الذهنية. ولا بدّ أن يكون هذا الأخير بعيداً عن القسوة والتوبيخ لأن الطفل غير مسؤول عمّا اكتسبه من سلوك خاطئ من قبل!

ولا بدّ من الإشارة إلى أن تعليم الطفل «فنّ الاتيكيت» لا يكتسب بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى متابعة مستمرة لتصحيح الأخطاء تدريجياً.

 

تقصير...

ثمة تقصير فاضح لدى كثير من الأهل تجاه أطفالهم، إذ ليس من المعيب أن يطّلع الأهل على أصول التربية السليمة إن كانوا يجهلون بعضاً منها، بل المعيب أن يستمرّوا في تجاهل دورهم الهام المتمثّل في تنشئة أطفالهم على مبادئ السلوك السليم، ويستوجب هذا الأخير الصبر ومتابعة سلوك الطفل عن كثب لتصحيح ما يحمله من أخطاء.

 

صعوبات التعلّم


لعلّ العائق الوحيد أمام عدم تعلّم الطفل آداب السلوك الصحيح يكمن في انعدام وجود من يعلّمه أصول هذا الفن، إذ إن غالبية الأطفال تتمتّع بقدرات ذهنية لا يستهان بها، تمكّنهم من اكتساب الكثير من المعلومات الخاطئة والصحيحة،   بسهولة تامة. فالطفل الذي يتمتّع بالمسلك الحسن يواجه بعض الصعوبات في التعامل مع طفل آخر ذي سلوك غير لائق، كما أنّه يواجه أيضاً صعوبة في التواصل مع ذويه الذين لا يكترثون لسلوكهم. لذا، يجدر بكلّ من الأم والأب السعي إلى معرفة معطيات هذا العلم والمبادرة إلى العمل بها، لأنهما يشكّلان المثال الأعلى الذي يقتدي به أطفالهما.

 

الطفل المدلّل

إن الطفل المدلّل غير مسؤول عن نوعية التربية الخاطئة التي تلقّاها من أهله! لذا، يجب أن يتم التعامل معه بأسلوب مختلف غنيّ بالتفهّم والصبر والليونة التامة،  وذلك بهدف مساعدته على الإقلاع تدريجياً عن كل ما اكتسبه من عادات سيئة، وتلقينه الجيّد منها، ثم الإجتهاد في مساعدته على تطبيقها.

 

قواعد يرفضها الأطفال!
بعد
معاينة الأطفال في مركز التدريب على السلوك، تلاحظ المؤلفة مهى صالح كاتبة أن بعض الأطفال يرفض تطبيق عددٍ من التوجيهات المسلكيّة، أبرزها:

عدم محادثة أهله بصوت عالٍ، وبنبرةٍ قاسية.

عدم ضرب أخوته.

توضيب أغراضه الشخصيّة.

توجيه الشكر للآخر.

الإعتذار للآخر.

الإستماع إلى الآخر.

الإمتناع عن التلفّظ بالكلام البذيء.

 

 

مشاكل أطفالك تجيب عنها:

مستشارة «سيدتي»


دكتورة ابتهاج طلبة

 

كيف أعرف هواية ابني في سنّ صغيرة؟ وكيف أنمّيها؟

سعاد ـ القاهرة

 

_ إن الطفل وبمجرد اكتسابه الحركة، يتّجه إلى القيام بعدد من النشاطات التي ينغمس في أداء بعضها، بتفاعل. ولذا، يجدر بالأهل التنويع في الألعاب التي يحضرونها لطفلهم أو دفعه إلى ممارسة مجموعة من النشاطات المختلفة، حتى يتسنّى لهم اكتشاف ما يفعله في تلك الألعاب، وبالتالي استنباط الهواية المحبّبة إليه. حينها، يتمّ توجيه سلوكه كي يتفاعل مع هوايته بصورة صحيحة، مع تحفيزه على ممارستها، من خلال استخدام أسلوب الإثابة والتشجيع. ومعلوم أن الهواية تدفع الطفل على النموّ بشكل صحي. وإذا لم يستطع الأهل اكتشاف هذه الموهبة، فلابدّ أن يعملوا على دمجه وسط عدد من الأطفال، بهدف دفعه إلى التنفيس عن طاقاته والتعرّف على هذه الأخيرة، وبالتالي توجيهه بصورة صحيحة نحو سلوك نافع ومحبّب إليه.

 

 

هل من طريقة ناجعة لنهي طفلي البالغ 5 سنوات من عمره عن التفوّه بالكلام النابي؟

حسناء ـ دمشق

 

_ يعتاد الطفل على التفوّه بالكلام النابي كطريقة لتقليد والديه. ومن الضروري أن يمتنع أفراد الأسرة عن لفظ هذه الكلمات على الإطلاق أمام الطفل، بالإضافة إلى قصّ بعض القصص عليه التي تشوّه صورة الطفل الذي يشتم وتجعله يبدو أحمق، يبتعد عنه أصدقاؤه... وبذا، تنمو لديه طاقة مقاومة لاستخدام الألفاظ النابية.

ويجدر بالأهل الحذر من أنّه كلّما كبر الطفل مستخدماً هذه الألفاظ، كلّما احتاج إلى جهد أكبر ومضاعف للكفّ عن التلفّظ بها!