
يتعرّض عدد كبير من الأطفال للإصابة إثر تعرّضهم للسقوط ما يستدعي وضع الجبيرة لفترة محدّدة، ما قد لا يمرّ بسلام في حياتهم ويستوجب الإصغاء إلى رأي طبيب متخصّص في هذا المجال.
الإستشاري ورئيس قسم جراحة العظام والخدمات التأهيلية في "مستشفى سعد التخصصي" وزميل "الكلية الملكية للجراحين" بكندا الدكتور إبراهيم محمد كمال الطبش يحدّثنا عن الهدف من وضع الجبائر والحالات التي تتطلّبها وكيفية التعامل مع أنشطة الحياة اليومية في ظل وجودها.
الجبيرة مادة تصنع من الجص أو من "الفايبر غلاس" تهدف إلى تثبيت الطرف أو تعديله تدريجياً في حال الكسر أو الإلتواء أو الخلع، وكذلك تستخدم في علاج التشوّهات الخلقية في فترة نمو الطفل، كتعديل الطرف أو العمود الفقري.
وللجبيرة نوعان: كاملة Cast تثبت الطرف بشكل تام وتغطي جوانبه كافة، وغير كاملة Splint توضع لتحدّ حركة الطرف بشكل جزئي، ويوجد من هذه الأخيرة نوعان: أحدهما قابل للإزالة من قبل المريض، والنوع الآخر غير قابل للإزالة، وذلك حسب ما تتطلّبه الحالة.
ويتوفر حالياً نوع خاص من الجبيرة مصنوع من مادة تسمّى «الجص الليّن»، يستخدم في الحالات التي لا تتطلّب تثبيتاً كاملاً للطرف، كبعض الكسور غير الكاملة أو إصابات الأربطة.
وتحتاج الجبيرة إلى تغيير لأكثر من مرّة في حال الأطفال المولودين حديثاً والمصابين باعوجاج وتشوّهات في القدم Clubfoot.
وتتفاوت مدّة وضع الجبيرة تبعاً لنوع العظام وسنّ الطفل، كما تؤخذ في الإعتبار بعض العوامل المتمثّلة، في: مدى تعاون الطفل وكيفية نشاطه وحركته ومدى طاعته لتعليمات الجراح، في هذا المجال.
وينتج عن وضع الجبيرة الكاملة بعض المضاعفات، كالتقرّح أو الضرر في الدورة الدموية. وعادة، يُعطى الآباء بعض الإرشادات تقضي بالحفاظ على طرف الطفل المصاب مرفوعاً أعلى من مستوى القلب، لتقليل الإنتفاخ وتخفيف الألم.
علامات الخطر
تظهر دلالات الخطر عندما تُصبح الجبيرة ضيّقة نتيجة عدد من العوامل، أبرزها: انتفاخ الطرف المصاب أو عدم رفع هذا الأخير أعلى من مستوى القلب أو وضع الجبيرة ضيّقة منذ البداية. وعندما يشكو الطفل من أيّ من الأعراض التالية: التنميل والتغيّر في الإحساس وعدم القدرة على تحريك أصابع اليد أو القدم
والتغيّر في لون أصابع القدم أو الساق إلى لون داكن والإزدياد في برودة الطرف المصاب أو النقص أو التأخر في إعادة الدم إلى الشعيرات الدموية في أصابع الطرف المصاب عند الضغط عليه، يجدر بالأبوين إبلاغ جرّاح العظام فوراً.
وينبغي ملاحظة الآلام الشديدة في مجموعة العضلات في الطرف المثبت بالجبيرة عند مطّ عضلاته، وذلك عبر شدّ الأصابع من قبل الأهل أو جراح العظام المعالج، ما يدلّ على ارتفاع في الضغط داخل العضلات بشكل خطر، ما يستوجب التدخل الطبي الفوري.
العناية بالجبيرة
تستوجب الجبيرة عنايةً يوميّةً بسيطة، تشمل: الحفاظ عليها نظيفة وجافّة وعدم تعريضها للبلل أو عدم إدخال أي شيء تحتها، علماً أن بعض الأطفال يحاول حكّ الجلد من تحت الجبيرة، وتتجلى خطورة الأمر في أنّ جزءاً من الأشياء المستخدمة للحك(غطاء القلم أو المسطرة أو المفتاح ...). ربما تنغمس كلها أو جزء منها تحت الجص، ما يسبّب تقرّحات أو مزيداً من الإلتهابات.
ومن الضروري متابعة إرشادات الجرّاح، ومن بينها: عدم حمل أي وزن سواء بصورة جزئية أو كليّة على الطرف السفلي المصاب، علماً أن الأطفال يتكيّفون سريعاً مع الجصّ، إلا أنهم في بعض الأحيان يسيئون استعماله، ما يستوجب ملاحظة دقيقة من جانب الأهل. كما يجدر بهم مساندة وطمأنة صغيرهم المصاب لمساعدته على تجاوز هذه الفترة الصعبة، مع تعديل أنشطته، خصوصاً في المدرسة لتجنّب إصابة الطرف المصاب مرّة أخرى.
وبالطبع، تقف هذه الجبائر عائقاً أمام الأطفال، سواء في المشي في حال إصابة الطرف السفلي، أو في الحياة اليومية في حال إصابة الطرف العلوي ، ولذا ينصح بعدم المشاركة في الأنشطة الرياضية بصورة عامّة.
إزالة الجبيرة
تتمّ إزالة الجبيرة عادةً بإشراف متخصّص، فتستخدم أداة قاطعة خاصة أو منشار بحذر وبعناية لهذه الغاية، مع تنظيف وغسل الجلد ووضع مرطّب على الجلد بعدها. وينصح جرّاح العظام بالعناية بتيبس المفاصل وضعف العضلات نتيجة عدم الحركة لفترة، من خلال ممارسة تمرينات شدّ وتقوية العضلات.
ويجدر تقديم وجبات غنيّة بالكالسيوم للطفل وتعريضه للشمس في فترات الصباح الباكر وقبل غروب الشمس لاكتساب الفيتامين (د) .
تعوق الجبيرة الطفل
من ممارسة
أنشطته اليومية