يؤكّد خبراء التربية على أهميّة منح الحب للطفل، مهما كان عمره، على أن يتمّ الأمر بشكل واضح يستطيع أن يفهمه ويشعر به ويعيشه ويتمتع فيه. ولكن العمل وانشغالات الحياة اليومية قد تنسيك التعبير عن هذا الحب، علماً أن هذه مهمّة مشتركة بين الأبوين.
الأستاذة في علم النفس ومستشارة العلاقات الأسرية في «المركز التخصّصي للتأهيل» الدكتورة رشا السيد تطلع قارئات «سيدتي» على أبرز الطرق التي تستطيعين من خلالها التعبير لطفلك عن حبّك له وتعزيز ثقته بنفسه.
يضمن إشباع الحاجات البدنيّة المتمثّلة في الطعام والشراب والنوم البقاء على قيد الحياة، إلا أن الحاجات النفسيّة لا تقلّ أهميّة عنها، علماً أن عدم إشباعها قد لا يقود إلى مفارقة الحياة لكنه ينتج مشكلات نفسيّة واضطرابات سلوكية، ويترك أثراً خطيراً على الشخصية. ويبدو هذا الأثر واضحاً على سلوك الطفل. وتعتبر الحاجة إلى الحب من بين أهمّ الحاجات النفسية، وينتج عن إشباعها شعور الطفل بالتوازن والاستقرار النفسيين.ومعلوم أن الطفل الذي يتمتع بالحب والحنان يكون أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على العطاء والإبداع، وأقلّ تعرّضاً للأزمات التربوية والاجتماعية والنفسية في المستقبل، وبالتالي تقلّ لديه إحتمالية الانحراف الأخلاقي الناتجة عن الفراغ العاطفي. ويجدر بالأبوين إدراك أهمية إغداق فيض من مشاعر الحب والحنان على طفلهما، بهدف إشباع حاجاته النفسيّة.
لا تتردّدي في التربيت
على كتفه ومداعبة شعره والإمساك بيده لجعله يشعر بحبّك له
أخطاء تربوية
تحذّر السيد من استغلال الأهل لتطلّع الطفل إلى الحب، وجعله وسيلة للضغط عليه! فيجدر بالطفل أن يشعر أنّ وجوده هام للأسرة، ومن حقّه أن ينال الحب غير المشروط والذي لا يمكنه أن يفقده بسهولة مهما كانت الظروف. لذا، يجب عدم ربط منح الحب للطفل بما هو مطلوب منه، حتى لا يعيش في قلق مستمر وخوف من أن يفقد هذا الحب، ويتحقق لديه الشعور بالأمن وتقدير الذات والثقة في نفسه. وممّا لاشك فيه أن الطفل، وحين يستشعر حبّ والديه، يحاول أن يتفادى إغضابهما قدر إمكانه خشية أن يفقد هذا الشعور الممتع بحبهما ورضاهما عنه. وبذا، يمكن استغلال هذه الطاقة الإيجابية من الحب في إشعال الحماسة للتحصيل الدراسي ولإنجاز الأعمال وتهذيب السلوك.
ويبالغ بعض الأهل في إسماع الطفل عبارات التوبيخ والاستهزاء ردّاً على أخطائه، في حين أنه يمكن تبديل هذه العبارات بأقوال التشجيع والتقدير، وهي أكثر تأثيراً في تقويم تلك الأخطاء. فعندما ينال الطفل درجات دراسية منخفضة، على سبيل المثال، يفضّل استبدال عبارة «أنت مهمل! ستفشل في دراستك»، بالقول: «انّ هذه الدرجات
لا تعبّر عن مستواك الحقيقي، لأنّك تستطيع الحصول على أعلى منها إذا بذلت مزيداً من الجهد، وحينها ستنال مكافأة منّي».
أدوات الحب
هناك بعض الأدوات المستخدمة لمساعدة الأم في إيصال مشاعر الحب الدافئة لطفلها، لعلّ أبرزها: استخدام اللغة والإشارات المفهومة لديه والنظرة الحنونة والابتسامة والتقارب الجسدي من خلال اللمس كالتربيت على كتفه ومداعبة شعره والإمساك بيده. ويمكن أن يكون الطعام وسيلة تعبّرين من خلالها عن حبّك لطفلك، وذلك من خلال إعداد صنوف الأطعمة التي يحبّها والحرص على انضمامه إلى المائدة مع أفراد الأسرة، وكذلك إبداء الاهتمام به وإحاطته بالعناية والرعاية وخصوصاً أثناء مرضه، والمغفرة والتسامح مع أخطائه البسيطة.
خطوات مفيدة
عبّري عن حبك لطفلك بوضوح وبكلمات مباشرة، كـ: «أنت حبيبي» و«أنت أغلى ما عندي» و«كان أسعد يوم في حياتي حين رزقت بك». فالطفل يحب أن يسمع هذه العبارات من والديه.
إحرصي على تقبيل واحتضان طفلك، وشجّعيه على القيام بهما مع والده ومعك بشكل يومي، ما يعدّ تجديداً لعهد الحب بينكم.
إختاري اسماً محبّباً إلى الطفل وناديه به، وامتنعي تماماً عن مناداته بجنسه (يا بنت أو يا ولد).
فاجئي طفلك، من وقت إلى آخر، بلعبة كان قد طلبها من قبل أو اصطحبيه في نزهة كان يتطلّع إليها.
إفتخري به وأشيدي بسلوكه الطيّب أمام الآخرين وامدحي إنجازاته حتى وإن كانت بسيطة.
إضحكي مع طفلك واحكي له عن تصرّفاته وأقواله الطفولية الطريفة.
خصّصي له وقتاً، ولو نصف ساعة يومياً، للعب معه واكتشفي معه ألعاباً جديدة.
إمنحي كل طفل من أبنائك وقتاً خاصاً به يشعر فيه أنّه مميز وقريب منك.
إعتزي برسوماته وأعماله الفنية، وعلّقيها في مكان بارز.
إهتمّي بكلامه وأفكاره، وأنصتي إليه عندما يتحدّث معك، ولا تنشغلي عنه بشيء آخر.
إمنحيه بعض الحرية في الاختيار حسب عمره، ولا تفرضي عليه رأيك في كل صغيرة وكبيرة.