mena-gmtdmp

عمرو خالد: انتظروا «نادي الأخلاق» مع كبار علماء العالم

 

الداعية الإسلامي عمرو خالد استطاع بفكره الدعوي الناجح أن يجذب آلاف المسلمين حوله؛ لما له من تأثير قوي يستطيع من خلاله أن يصل للقلوب.

وصل عمرو خالد للقاهرة بعد غياب 8 سنوات، وحرص على أن تكون أول محاضرة له مع أهل الإسكندرية التي ولد فيها، وقد التف حوله أكثر من خمسة عشر ألف شاب وفتاة من سائر المحافظات الأخرى في اللقاء الذي عقد بمركز شباب السيوف، ونظمته مؤسسة «التنمية» بالإسكندرية برئاسة الوزير عبدالسلام المحجوب. "سيدتي" حضرت اللقاء.

 

 


- ما شعورك في أول لقاء جماهيري لك بعد كل هذه الفترة الطويلة من الغياب؟

 شعرت بأن التواصل مازال قائما، وبقوة، وشعرت بضرورة الحديث عن الأخلاق وكيف يحسن الخلق، ورعاية حقوق الناس والتقوى الاجتماعية، وقد حضرت إلى الإسكندرية؛ لأداء رسالتي الدعوية؛ فحبي واشتياقي لأهل الإسكندرية هو ما دفعني للتواجد بين الجماهير، خاصة أنني ولدت في هذه المدينة الجميلة.

 

 - كيف بدأت مشوار الدعوة؟

بدأت في «دكة» بمسجد الحصري بالعجوزة، وكان يحضر لي الفتيات والشباب، أكلمهم وجهًا لوجه، وأرى التفاعل، ويحدث التأثير.

وكانت لرسالتي ثلاثة محاور هي: الإيمان والأخلاق، والتنمية، وعندما تم إبعادي منذ 20 أكتوبر 2002 لم أستطع التواصل مع الناس وجهًا لوجه، وكانت طريقة التواصل الوحيدة هي الإعلام، علمًا بأنني لست إعلاميًا، ولا أحب أن أوصف بأنني إعلامي، مع احترامي للإعلام والإعلاميين.

ولكن رسالتي قائمة على التواصل مع الناس بشكل مباشر؛ لأني مدرك الفرق الضخم بين الحوار عبر الكاميرا والحوار المباشر وجهًا لوجه، وطوال السنوات الثماني كنت أعلن دائما أنه إذا جاءتني دعوة رسمية فسأذهب فورًا، بشرط ألا تكون من تيار حزبي.

 

 - ما هي شروط الداعية الإسلامي الناجح؟

الداعية وظيفته التواجد بين الجماهير، وهو شخصيًا يسعد بوجوده وسط المواطنين؛ لأن الفضائيات لا تغني عن اللقاء المباشر وسط جموع الناس، وهذا ما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفاعل مع الأحداث، فهناك ثوابت لا يمكن المساس بها وهو ما حض عليها الرسول دائما، كما أن هناك متغيرات يجب أن يتم التعامل معها بحكمة ومرونة من أجل مصلحة الدعوة.

كما أن الداعية الناجح يجب أن يطور من أسلوب دعوته، وأن يهتم بالقضايا المواكبة، ويحاول أن يربطها بالشريعة؛ فهناك الكثير من الأمور الحيوية التي يجب الاهتمام بها، مثل الدعوة لمعرفة التكنولوجيا واكتساب المهارات الضرورية لبقائنا كأمة ودين في عالم تتضاعف فيه العلوم وتتقدم كل يوم.

 

 - وكيف تقربنا الأخلاق من الله سبحانه وتعالى؟

تنهد ثم قال: إن أخطر وأكثر شيء في الإسلام قيمة هو الأخلاق؛ فالإسلام هو دين الأخلاق، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»، ولو أردنا العزة لأوطاننا فلابد من الالتزام بالأخلاق التي يعلو بها شأن الأمم، كما أن العمل الصالح يثيب عليه ربنا -سبحانه وتعالى- ولابد أن يسعى كل منا ويعمل عملا كبيرًا يكون به مستحقًا من الله الرحمة والمغفرة، فمثلا الثلاثة الذين انغلق الكهف عليهم ماذا فعلوا؟ وكيف اختاروا؟ لقد اختاروا أفضل عمل لهم فانفرجت الصخرة عنهم؛ لذا يجب أن نشغل أنفسنا بعمل لله يليق بنا يوم القيامة.

والرسول قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وأثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة «حسن الخلق»، فالدين ليس هو الحجاب والصلاة والحج كل سنة، فهذه بدون أخلاق ومراعاة حقوق الناس لا تنفع؛ لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يسامح في حقه ولا يسامح في حق الناس، والمتدين الذي ليس لديه أخلاق يسيء للتدين والمتدينين.

 

 - ما هي مشروعاتك المستقبلية؟

إلى جانب مشروع الأخلاق هناك برنامج لرمضان القادم، وخلال زيارتي لإندونيسيا الفترة الماضية تم الاتفاق على أن أعود للزيارة مرة أخرى بداية العام القادم لتسجيل مجموعة من البرامج التليفزيونية، وهناك شعرت بأن للداعية الناطق بالعربية مكانة ضخمة في نفوس المسلمين غير الناطقين بالعربية، كما سأقوم بمجموعة من الزيارات إلى مسلمي أوروبا تحت عنوان «الاندماج في المجتمع لا الانعزال»، فالبرنامج مزدحم خارجيًا، ولكن لو تلقيت أي دعوة جديدة في مصر فسألبيها فورا.


 - كداعية إسلامي، ما الحلم الذي تسعى لتحقيقه؟

هو حلم خاص بالأمة الإسلامية اسمه «نهضة أمة»، وبالنسبة لمصر فأنا لديّ حلمان: أحدهما خاص بالتعليم، والثاني خاص بالأخلاق، فبالنسبة للتعليم أرجو أن يتحول التعليم من تلقيني إلى تعليم قائم على البحث، وبالنسبة للأخلاق فهي تحتاج إلى عملية «restart»؛ أو بداية جديدة، فالأخلاق في بلادنا العربية تحتاج إلى منظومة قيمية جديدة.