هل
تكون كل المواعيد وهما؟ هل تصبح كل المشاعر مجرد نقش عابر على
سطح ماء؟ هل يغدو ما حلمنا به، وما ضحينا من أجله، مجرد ذكرى تطويها الأيام؟ راهنت
عليك بكل مشاعري، ووضعتك خياري الأول، بل الأوحد. كنت لي الكون بكل تفاصيله، والفضاء
بكل امتداده، والحياة بكل تشعباتها. بينما العالم بكل ما فيه، هامش بسيط بجوارك. فاصلة
صغيرة في كتاب كبير.
أحتاج أن أعيش معك في النور. أن أفتخر بك أمام كل الناس. أن أمشي بجوارك لأنني وقتها أكون أنا. أن نكون الواحد الذي يبني المستقبل حتى لو كنا جسدين. معا نصنع عالمنا ونوجد امتدادنا، شيئاً منك في ملامحك، في ابتسامتك وحنانك. أحلم بقصص تعبت وأنا أتخيل تفاصيلها: عندما تطل بعد عناء يوم لأسكب الفرح بين يديك، وأحتضن السعادة بوجودك. أحمل طفلا يجمع ملامحك وينثر الفرح في منزلنا. نراه أمامنا بأعيننا، نحتضنه بشغاف القلب. ما أجمل الحياة حينما تتكون بين يدي طفل صغير. ما أجمل العمر حينما نعوض ما فقدناه في رسم مستقبل لإنسان جديد.
تعبت من الانتظار. والعيش في الازدواجية. أريد الوضوح. أريدك واقعا حقيقيا في حياتي. أرهقني الانتظار والعيش مع عناء الاحتمالات. أيامي بدونك تائهة تبحث عن مسار. والزمن كأنه في حالة خصام معي. صعبة وقاسية الساعات إذا كانت لي وحدي فقط. احتاج إليك، تنتشلني من عالمي، من الضبابية التي تغلف أيامي لتأخذني إلى فضائك. إلى كونك الذي لا ينتهي، إلى زمنك الذي لم يبدأ.
أعيش معك القرارات الصعبة فكلما شعرت ببعد الأحلام وصعوبة الوصول، قررت اختيار المسار الصعب، وفكرت في الرحيل، لتأتي أنت، وببساطة، تعيدني إلى عالمك. أعود بعدها إلى وضعي المزمن، وكأنني في حالة انتظار.
دعنا نَصُغْ أحلامنا سويا. نترجمها إلى واقع جميل. حينما نتخذ قراراتنا بأنفسنا فإننا نفتح بوابات السعادة. لماذا نجعل حياتنا رهينة لتصورات الآخرين؟ نحن من نستحق أن نعيش الحياة، ونحن من يجعل من صفحاتها ألوان حب وشوق وحنين.
اليوم الثامن:
اللحظة التي معك هي الحقيقة
ما قبلها مجرد ماض عابر
ما بعدها خيالات واحتمالات.