mena-gmtdmp

نهاد عوض المدير المؤسس لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"

ما بين الخوف والتخويف من المسلمين تظهر حملات معادية شرسة ضد مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً في تجدد ذكرى أحداث تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، ويتفاعل بعض الأمريكيين سلباً مع الحدث، وبين حين وآخر تظهر تيارات كثيرة تهاجم الإسلام والمسلمين بدافع الغضب أو ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا" مما نسب إلى المسلمين من تفجير البرجين الشهيرين، وظهر أشخاص كثيرون يهددون يحرق القرآن إمعاناً في رفضهم الإسلام قلباً وقالباً، وكان آخر هذه التهديدات ما قام به راعي الكنيسة الأمريكي تيري جونز بولاية فلوريدا، وأثار بتهديده جدلاً عالمياً واسعاً.. كان لـ "سيدتي" هذا الحوار "الهاتفي" الخاص مع المدير المؤسس لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" نهاد عوض الذي قدم معلومات جديدة عن أوضاع المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.

 ما بين شد وجذب حول إقامة مركز إسلامي كبير يحمل اسم "قرطبة" بالقرب من مكان تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، ظهر القس تيري جونز في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا مهدداً بإحراق نسخ من القرآن الكريم، نود أن نعرف القصة كاملة منك، وخفايا هذه الحادثة. ما نلحظه اليوم من محاولة إحراق نسخ من القرآن الكريم هي أعراض لظاهرة أكبر وهي الخوف والتخويف من الإسلام بسبب الأجواء المشحونة في أمريكا، أو ما يعرف باسم ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، وتعتبر هذه محاولات لاستعداء البعض ضد الإسلام، واستطعنا كمسلمين ومؤسسات إسلامية احتواء هذا العمل المخرب المتهور الذي يسيء إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمسيحية، وأظن أننا استطعنا إقناع الرأي العام الدولي بأن هذا الشخص الذي أعلن عن نيته حرق نسخ من القرآن الكريم لا يعبر إلا عن نفسه، وهو "راعي كنيسة" وليس قسا، بمعنى أنه ليس له أي قيمة دينية، ونصحنا المسلمين الأمريكيين بضبط النفس في التعامل مع مثل هذه الحالات، وكان راعي الكنيسة أرجع عزمه على دعوة أنصاره  لحرق نسخ من القرآن، إلى تصريحات لأحد زعماء المسلمين الأمريكيين، نفى فيها التوصل إلى اتفاق بشأن نقل موقع المركز الإسلامي المقرر إنشاؤه قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دُمرا خلال الهجمات الشهيرة.

إلى أي مدى ساهمت الهيئات الإسلامية في زيادة فهم المجتمع الأمريكي للإسلام؟

تأسست مؤسسة العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في عام 1994م، ومقرها الرئيس واشنطن، للعمل على زيادة فهم المجتمع الأمريكي للإسلام، وتشجيع الحوار، وحماية الحريات المدنية، ودعم المسلمين الأمريكيين، وبناء التحالفات المدنية مع المؤسسات الأمريكية لبناء الثقة المتبادلة ونشر قيم العدالة.

ولكن يجب أن نعتمد الحقائق ومدى فهم المجتمع الأمريكي للإسلام، نجد أن 2في المئة فقط من المجتمع الأمريكي أي 7 ملايين من بين 300 مليون يعرفون الإسلام جيداً، ويؤمنون به، فالتوعية هي مفتاح التعريف بالإسلام ومعظم المشاركين راغبين في تغيير رؤاهم، فالمجتمع الأمريكي لديه القدرة على تغيير الرؤية.

ألا ترى أن النسبة ضئيلة جداً؟

نعم، لكن يجب ألا نلوم الغير فيما يدرك الأمريكي ويعرفه عن الإسلام، فما يعرفه هو ما يشاهده على شاشة التليفزيون، وحقيقة أن نسبة كبيرة لا تعرف لا تجعلنا نيأس من العمل لأننا مقصرون في إفهام الآخر بحقيقة الإسلام وتقديم رؤى جديدة.

والأكثر من هذا أن هناك44 في المئة من المجتمع الأمريكي ينادون بضرورة أن يحمل المسلمون بطاقة تميزهم عن غيرهم.

 

ماذا قدمتم لمواجهة حملة الإساءة ضد الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم؟

قمنا بواحدة من أنجح الحملات للتعريف بشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وإعطاء الفرصة لاقتناء كتب وأقراص مدمجة (D.V.D) عن حياة الرسول وذهبت إلى إحدى الكنائس لعرض جزء من الشريط للإجابة على تساؤلات من المسيحيين، وكان من المتوقع أن أتحدث نصف ساعة ثم نبدأ، وعندما عرضت لمدة عشر دقائق وأردت إيقاف العرض لنبدأ الحديث، طلب مني كل الحضور عدم الإيقاف ليكملوا المشاهدة، وأهديتهم نسخة منه.

كما أطلق "كير" مؤخراً حملة لتزويد الأمريكيين والكنديين بمواد إعلامية تتناول حياة وتعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بموضوعية، وقد تلقت كير حتى الآن أكثر من 28 ألف طلب للحصول على مواد الحملة المجانية بتكلفة مالية تبلغ 200 ألف دولار أمريكي، ويتوقع أن تصل تكلفة الحملة في مرحلتها الأولى إلى 700ألف دولار أمريكي.

وعلى الصعيد السياسي، كانت كير قد أصدرت دليلاً لتوعية الناخبين المسلمين بمواقف المرشحين السياسيين، وتجرى المنظمة اتصالات هاتفية بمئات الآلاف من المسلمين من أجل توحيد كلمتهم ومواقفهم السياسية بصورة شبه يومية.

ما تقييمك للتجربة الإسلامية في أمريكا؟

التجربة الإسلامية في أمريكا فريدة من نوعها، وما أردت ذكره في النهاية أن المسلمين في الغرب يعتبرون أهم تجمع إسلامي خارج العالم الإسلامي كونهم يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية والبلاد الغربية وهي المجتمعات الرائدة في العالم.

هناك فرصة أن يهتموا بتطوير ودعم التجربة الإسلامية الأمريكية لأنها تجربة علمية وعملية قادرة على إحداث التطوير الإيجابي، ونعتقد أننا على مفترق طرق إما أن تنعزل الجالية الإسلامية، وإما أن تنخرط وتقوى وتعيش وتفيد العالم الغربي والإسلامي بأنها تمتلك الطاقة العلمية والعلمية، من هنا نمتلك الخبرة والثقافة الغربية التي تكون ملتزمة بالأصالة الإسلامية وتتواصل مع العالم الإسلامي.